كتب الأستاذ علي خيرالله شريف:
يُحكى في التراث الشعبي أن حماه كانت تكرهُ "كِنَّتَها"، وكانت تراقبها بشدَّة وتمنعها حتى من تناول الطعام، فتُخَبئ الخبز والكلأ عنها. ولكي تتناول الطعام وضعت لها قاعدة تقول: "رغيف لا تقطعي، ولقمة لا تأكلي، وكُلي كُلي لتشبعي".
ويبدو أن دولة الرئيس نبيه بري الذي نحترم، يريد تطبيق نفس القاعدة مع الدكتور حسان دياب رئيس حكومة تصريف الأعمال. بمعنى آخر وكأنه يقول له: الدستور يقول ممنوع على الحكومة أن تجتمع، ونحن نقول على الحكومة أن تجتمع،
وإن طلبتَ إذنا من المجلس لتجتمع لن نسمح بعقد تلك الجلسة لكي لا نسمح للحكومة أن تجتمع، مع أنها عليها أن تجتمع. والدستور يقول ممنوع على حكومة تصريف الأعمال أن تتخذ القرارات إلا بموافقة مجلس النواب،
ومجلس النواب يُطَنِّش ولا يبت بأي مشروع قرار ترفعه الحكومة لمجلس النواب.
لا يوجد مال في الخزينة، وعلى الحكومة أن تُرَشِّد الدعم، وعندما ترفع الحكومة عبر أحد النواب "اقتراح قانون" لترشيد الدعم، يبقى الاقتراح في جوارير مجلس النواب ولا يضعه أحدٌ على جدول أعماله، بل يتجاهلونه كُلياً.
وعندما تطلب الحكومة من المجلس إذناً لتفعيل عملها غير المسموح به دستورياً، يجيبها رئيس المجلس أن الدستور كافي ووافي، وعلى الحكومة أن تعمل.
وكُلُّ ذي إنصاف يعرف أن الحكومة تعمل فوق طاقتها، من رئيسها إلى أكثر وزرائها، ولا ينقصها إلا وجود مجلس نيابي يتجاوب معها لإنقاذ البلد.
قاعدة "الحماه" يُطبقها دولة رئيس المجلس على حكومة الآدمي؛ رغيف لا تقطع، ولقمة لا تأكل، وكُلي حتى تشبعي".
طبعاً ستسألون عن هذه الدويخة التي أدخلتكم فيها... ولكن صدقوني أنها هي نفس الدويخة التي أدخل فيها مجلسنا الكريم الشعب الذي انتخبه.
ويسألونك لماذا لبنان يغرق... ولماذا يسير شعبُه نحو الهاوية.



