كتب الأستاذ حليم خاتون:
المخ"الثوروي" يتكون عبر التفاعل... وهو بالتأكيد موجود بين الجماهير...
لكن، أكيد، أن الِاستهزاء"بالمخ الثوروي"، هو نوع من أنواع الثورة المضادة...
المشكلة عندنا، أن الانتماء إلى الفكر الحسيني جاء عند الكثيرين، بالولادة، ولم يأتِ بالتطور الفكري...
عندما ينتمي السني أو الماروني إلى الفكر الحسيني الثوري شيء، وعندما ينتمي بعض الشيعة إلى هذا الفكر، شيء آخر...
مشكلة أكثرية الشيعة، أنهم مستعدّون أن يكونوا"ثوريقط" حين يكون السيّد أو الرئيس بري ثوريّين...
حسناً، الرئيس بري والسيد حسن يجمعان على القول: إن أزمة لبنان هي أزمة نظام ...
هل يمكن لأي مخلوق أن يقول كيف يكون الحل، عندما تكون هناك أزمة نظام... بغير الثورة؟
السيد نصرالله يقول بمؤتمر تأسيسي...
هل عرف التاريخ مؤتمرات تأسيسية جاءت عن طيب خاطر الفئات الحاكمة والظالمة؟
هل طرح الرئيس بري يوماً كيف يريد إصلاح أزمة النظام هذا؟
الكل يدعم سعد الحريري ويريد الإصلاح.
هل هناك تناقض أكثر من هذا...
يزيد فاسد، ولكن طاعة أَولياء الأمر واجبة، هذا ما يقوله السفهاء مِنّا.. فهل نحن من السفهاء؟.
ألا يقول هؤلاء؛ إنّ خروج الحسين على وليِّ الأمر يومها معصية!!؟؟
هل سعد الحريري هو فعلاً من سوف يضع الحلول لأزمة النظام!!!؟؟؟
لم يكن ينقص إلّا نبش قبر كامل الأسعد ودعم "نهجه الإصلاحي"!
"جميل"جداً الِاستهزاء بالثوريين... ومهاجمة من ينزل إلى الشارع...
لكن، "الأجمل" هو الدوران حول النفس وترداد الكلام دون الوصول إلى نتيجة.
يا أخي أنا مش لقمان الزفت هذا....
أنا اكره السفارة الأمريكية
أكثر من الكثيرين الذين "يتلطّون" خلف المقاومة..
لكني أرفض أن أكون من "جوقة الردِّيدة"!!!
عندما يطالب السيد بمؤتمر تأسيسي..هذا يعني بأن أزمة النظام وصلت إلى آخر محطة، وأنّه من غير الممكن الِاستمرار بنفس النهج...
في اللغة العربية، وفي الِاقتصاد السياسي، وفي الفلسفة، يسمون السيد نصرالله الذي دعا الى مؤتمر تأسيسي، بالثوري،
والذين يكونون ضده، يسمّونه بالثوروي...
هنا كل الفرق... بين أن يكون المرء حسينيا بالفكر، أو أن يكون حسينيا بالولادة...
أما البرنامج الإصلاحي الذي على"الثوروي"أن يستنبطه، فهو مُدان سلفاً، لأنّ وضع البلد "ما بيحمل"!!! وهذا سوف يؤدي إلى حرب...
يعني سلفاً، يتم إدانة من يحمل فعلاً برنامجا لتغيير النظام، بالسعي إلى الحرب الأهلية....
تماما كما يجري سلفاً إدانة من ينزل الى الشارع بأنه مرتبط بالمخابرات والسفارات...
يا أخي أمس، عماد مرمل استضاف ماغي فرح واتفق الِاثنان على أن هناك أزمة نظام...
وقبله، على البانوراما قال الضيف: إنّ أزمة لبنان هي أزمة سياسية وليست اقتصادية، وأنّ حلها، ربما يكون بقانون عفا الله عما مضى!!!
هل هذا هو المطلوب؟
هل على اللبنانيين الِاستمرار في اجترار الذلّ إلى الأبد وإلّا فالحرب؟
نتقدّم إلى القضاء، ونحن نعرف أنه أكثر فسادا من أصحاب الملفات التي نقدمها...
نقول: إنّ هناك أزمة نظام، وندين النزول إلى الشارع لتغيير هذا النظام، بل نذهب أكثر حين نضع من يريد فعلاً هذا التغيير في خانة عملاء السفارات أو الساعين إلى الحرب الأهلية...
يضعوننا بين الحرب الأهلية وبين القبول بالوضع القائم...
يضعوننا بين السًلة والذلة
إذا كان لا بد من الحرب لتغيير النظام وفرض العدالة والدولة القوية العادلة، فلتكن الحرب...
كان هذا خيار أسلافنا، واستشهدوا... ولسنا خيراً منهم، ولا أقل إيمانا وشعوراً بالعزة والكرامة وطلب الخير للأمة..
إذا كان لا بد من دفع الثمن دماً، فحياة الأوطان كُتبت دوماً بالدم.. سواء كان العدو خارجياً أم داخليا... لم يعدهناك فرق..