كتب غسان أبو نجم: 

ان الرأسمالية تستطيع ان تجدد نفسها حين تعيش مأزق الانهيار او التعثر والتراجع عبر العديد من البرامج والادوات هذا ما تعلمناه من خلال دراسة الصيرورة التاريخية لحركة راس المال العالمي وهذا ما دلل عليه العديد من الشواهد التاريخية.
ان التاريخ يعيد نفسه مرتين مرة على شكل ملهاة واخرى على شكل مأساة فروسيا التي صعدت بعد انتصار ثورة اكتوبر وتشكل الاتحاد السوفيتي وتوسعت عبر حلف قوي شكل الكتلة الشرقية التي اعادت اصطفاف العام من جديد واقتسم العالم الى قطبين ترأس القطب الشرقي روسيا وقادت امريكا الصاعدة على حساب الامبراطورة البريطانية القطب الغربي شكلت هذه الحقبة الذهبية لكلا الرأسين واتسمت بالتطور الكلي لكلا القطبين ثم عاش القطب الشرقي حالة انهيار سريع امام القطب الغربي حيث اتسمت الرأسمالية حينها باعلى تجلياتها وهي الامبريالية وانتهى عهد القطبين واصبح العالم برأس واحد وقطب واحد. يقود العالم ويمارس كل اشكال الاضطهاد الطبقي والوطني والقومي على الشعوب والامم ويستغلها ابشع استغلال.
ولكن التاريخ له صيرورته التي لا تتوقف ولا تتوقف عند حدث تاريخي او انتكاسة ما لامة او قومية فروسيا الصاعدة والمتعافية من جديد والصين الصاعدة بقوة كمركز للاقتصاد العالمي تمكنا من اعادة الاصطفاف العالمي من جديد وفرملة طغيان رأس الشر العالمي اقتصاديا وعسكريا وانجزا حلفا بدأت ملامحه تتشكل واطرافه تتمدد ليصل ايران ولاحقا سوريا واليمن والعراق ضمن رؤيا اقتصادية وقوة عسكرية تتطيح تدريجيا وبشكل بطيء برأس الشر العالمي.