كتب الأستاذ حليم حاتون:
منذ أيام و كُرة الترسيم الحدودي مع فلسطين المحتلة تدور في ما يشبه التهرّب من المسؤولية..
كل الأطراف خائفة من العقوبات الأميريكية..
لا بل يتمّ طرح النقطة ٢٩ التي أعطتها شركة الترسيم البريطانية إلى لبنان، على أساس أنها نقطة تفاوض قابلة للإنسحاب منها إلى ما هو أقل، بدل تحديدها كنقطة حدود ثابتة ممنوع التخلًي ولو عن سنتم واحد فيها....
المفروض عادة أن نشكك في صدقية البريطانيين بإعطائنا أقل مما لنا، فإذا بالترسيم البريطاني، كرة نار يهرب الجميع منها...
حتى البريطانيون، كانوا أكثر وطنية للبنان منكم...
والغريب أننا نعرف الآن، أن خريطة الترسيم هذه التي تعطي لبنان حوالي ١٤٥٠ كلم٢، وصلت إلى لبنان سنة ٢٠١١، وتحديدا قبل حوالي الشهرين من تقديم حكومة نجيب ميقاتي خريطة النقطة ٢٣ إلى الأمم المتحدة.
وعندما سُئل ميقاتي عن هذه المسألة، تحدّث عن مصلحة وطنية فرضت نفسها في تلك الأيام...
ما هي المصلحة الوطنية التي أجبرت حكومة ميقاتي التي تواجد فيها وزراء للمقاومة ووزراء لحركة امل، على القبول بالتخلًي عن ١٤٥٠كلم٢ يومها؟
إمّا إنّ بعض الوزراء كانوا نياما، وهذه أعذار اقبح من الذنب نفسه.. وإما التعوّذ بالله من الشياطين التي تركب كل هذا البلد...
لماذا أقنعونا ببطولة رفض خط هوف، والإصرار على النقطة ٢٣،
حتى كدنا نعتبر هذه النقطة إنجازا تاريخيا ونصرا مبينا...
في لبنان، الخيانة وجهة نظر، والحدود وجهة نظر... وقد يأتي يوم تكون فيه شرعية الوجود،
وجهة نظر...
عندما يخاف نائب أو وزير أو رئيس سلطة من السلطات الثلاثة من العقوبات الاميريكية، فيتخلّى عن جزء من جغرافيا لبنان لصالح عدونا الوجودي، ويصوًر هذا العمل بالبطولة الوطنية... والله ما سبقكم الى هذا إلّا محمود عباس...
المسؤولون في لبنان، عبيد دولار.
الشعب في لبنان، عبد لعبيد الدولار.
منذ أكثر من سنة، وانا المواطن غير الخبير في الإقتصاد أصرخ
واطلب من نواب المقاومة رفض سياسة الدعم التي كلّفت لبنان حوالي سبعة مليارات دولار، حتى نكتشف كل يوم أن رياض سلامة كان يضحك على الجميع عبر دعم استيراد الكاجو، والcoffee mate، وال candbury، وربما نكتشف غدا إنه كان يدعم الكافيار ايضا...
منذ أكثر من سنة ونحن الذين لسنا خبراء اقتصاد نطلب من نواب المقاومة أن يُفرض على رياض سلامة تحرير الودائع الصغيرة وبمعدّل ١٥٠ إلى ٢٠٠ مليون دولار شهريًا لتحقيق هدفين:
١- إراحة الطبقة الفقيرة في لبنان.
٢- توفير كمية من الدولار في السوق لتحريك العجلة الإقتصادية...
اليوم يقول الخبراء أنه لو تم تحرير حوالى ملياري دولار سنويا لكان الدولار ما تجاوز الخمسة آلاف ليرة... ولكانت الأسعار أقل بخمسين بالمئة مما هي اليوم...
من المسؤول؟
سوف يصرخ الكل بمسؤولية رياض سلامة الذي هدف إلى ضرب الليرة لحماية نفسه من تهمة الخسائر في مصرف لبنان.
هل رياض سلامة وحده مسؤول؟
ماذا كان يفعل كل ذي سلطة، غير
التشدّق بحماية الطبقات الفقيرة.
ماذا كان يفعل خبراء الإقتصاد من جمهور المقاومة؟
ماذا كان يفعل نواب ووزراء المقاومة؟
لماذا لم نسمع على شاشة المنار سوى دفاع مستميت عن الدعم قبل الإنتقال إلى المطالبة بترشيد الدعم، لكن بعد خراب البصرة...
منذ اسبوعين اتهم وزير الإقتصاد وزير المال وزني، بأنه هو من رفض الكابيتال كونترول...
وزير المصارف، يتهم وزير امل..
يا عيب الشوم ... اين انتم من الإمام الصدر؟!
اليوم نعرف أن المبالغ التي خرجت لكبار اللصوص من المصارف اللبنانية يزيد على سبعة مليارات دولار بفضل عدم تمرير الكابيتال كونترول، بينما لا تزيد ودائع صغار المودعين على ثمانية مليارات كنا نطالب بتحريرها على مدار ثلاثة إلى أربعة سنوات...
ما هي مهمة نواب المقاومة أو وزرائها غير اجتماعات الٱربعاء التي لم تستطع اتخاذ إجراء واحد، مهما صَغُر، لصالح فقراء لبنان، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع...
يا عيني... إنجاز عظيم، تمّ الإصرار على وزارة المال للشيعة... فإذا كبائر الأعمال السوداء تجري وتنطلق من هذه الوزارة...
هل يستطيع الوزير وزني أن يخرج على الشاشة ليقول لنا ما هي الأسس التي ارتكز عليها حتى يغطًي سرقات المصارف عبر منصّة ال٣٩٠٠ للدولار؟
مرة أخرى وأخرى... لم تكونوا سوى مصدر خجل واشمئزاز وتخوين ...
عندما كان عملاء الأمبريالية والشاشات المأجورة يصرخون،
"كلّن، يعني كلّن" كنا نغضب وندافع عن ممثّلي المقاومة في السلطات... اليوم نقولها نحن بالصوت الملآن ...
انتم أرذل من السارقين والناهبين والفاسدين... هؤلاء حرامية، على رأس السطح...
هؤلاء مكشوفون...
أما انتم، فلعنة الله عليكم، لانكم نمتم عن نواطير مصر حتى سرقت الثعالب كل ارزاق الناس...
كل عمري كنت مهندسا مدنيا ولا خبرة لي في الإقتصاد ولا في الإدارة المالية والسياسية، فإذا بي افهم أكثر من أكثركم فهما..
وإذا بي اشجع في المقال أكثر من اشجعكم وليس بينكم، لا خبير ولا شجاع يدافع عن لقمة الفقير... قبّح الله وجوهكم، لقد اذللتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم اعزاء...