كتب الأستاذ حليم خاتون: غادة عون بين الجديد والمنار..
عين علی العدو
كتب الأستاذ حليم خاتون: غادة عون بين الجديد والمنار..
حليم خاتون
18 نيسان 2021 , 00:34 ص
كتب الأستاذ حليم خاتون:    أمس كان يوم غادة عون بامتياز. هل انتفضت غادة عون على الدولة العميقة في لبنان؟ هل قرر العونيون الِانتفاض على أنفسهم؟ في يوم من الأيام، ورغم عدم محبتي لشخصية


كتب الأستاذ حليم خاتون: 

 

أمس كان يوم غادة عون بامتياز.

هل انتفضت غادة عون على الدولة العميقة في لبنان؟

هل قرر العونيون الِانتفاض على أنفسهم؟

في يوم من الأيام، ورغم عدم محبتي لشخصية الجنرال عون، لأسباب كثيرة قد لا يكون أقلّها الِاختلاف السياسي معه، وبعض ريش الطاووس الذي يخرج من أعلى رقبته من الخلف....

إلا أني احترمت رفضه الخضوع لعصابة خدّام-كنعان، من ممثلي النظام السوري في لبنان،المتحالف بدوره مع عصابة الحريرية السياسية من مختلف الطوائف والمذاهب، بما فيهم بعض اليسار الذي باع نفسه للشيطان...

التيار العوني الذي بدأ يخسر نفسه يوم تخلّى عن الإبراء المستحيل وتآمر مع المستقبل وأمل للإطاحة بالوزير شربل نحّاس....

التيار العوني الذي كرّس انتهازيته، بتسوية رئاسية لطّخت مسيرة طاووس نظيف، قرّر فجأة أن يتلطخ بالوحل ليصبح رئيساً للجمهورية..

..بين الجنرال عون في لبنان،والجنرال فرانكو في أسبانيا، كان هناك بعض أوجُه الشّبه...

الِاثنان من صنف الديكتاتور اليميني المجرم، لكن، "الوطني"...

الجنرال فرانكو ديكتاتور بغيض، ارتكب المجازر أثناءالحرب الأهلية في أسبانيا، لكنه وبعد الوصول إلى السلطة، حرص على إعادة بناء الدولة.... 

الجنرال فرانكو، من وجهة نظر اليسار، وأنا من هذا اليسار، رجل بغيض...لكنه كان أقل فساداً وسوءاً من الكثيرين، بما في ذلك الكثيرين من زعماء اليسار الذين وقعوا في فخ الإمبريالية... وارتبطوا معها ومشوا معها... وخدموها خدمة لمصالحهم الشخصية الأنانية...

يبدو أن العونيين قرّروا أمس تنظيف أنفسهم وتنظيف السلطة في لبنان... على الأقل، هذا ما بدا من انتفاضة غادة عون، التي وصلت أمس إلى القمة في التصدّي لعصابة تهريب الأموال إلى الخارج، والتسبُّب بانهيار البلد...

من تابع شاشة الجديد أمس، أحسّ أن مقدمة النشرة، بل النشرة كاملة، ليست سوى بوق من أبواق الدولة العميقة في لبنان، خائف، يرتعد ويحاول بشتّى الوسائل، منع غادة عون من فضح كل أركان السلطة بما فيهم القضاء والإعلام المأجور..  

لم تستطع شاشة الجديد التلطّي أكثرخلف"الحراك" و"الثورة".

من تابع الجديد أحسّ أن هذه الشاشة تتحدث باسم القاضي عويدات وزمرته، من قضاة جمعية المصارف والمصرف المركزي...

على المنار، كالعادة، صمتٌ شِبْهُ مُطْبِق.

مرّة أخرى، كما أيام الحراك الأولى، قررت المنار النأي بنفسها.

عندما تحتار المنار، هذا يعني أن قيادة حزب الله محتارة بدورها..

قد تكون معطيات الحزب أن لا غادة عون، ولا التيار العوني سوف يذهبون بالمعركة حتى الأخير ... لذلك وقفوا على التل يترقّبون...

ربما يكون هذا صحيحا؟

لكن عندما تكون المعركة ضد الدولة العميقة التابعة كليا لمحور أمريكا والإمبريالية، يصبح الترقُّب غموضاً في الرؤية.

لو قام الشيطان نفسه بالِانتِفاض على أمريكا وعملائها، فعلى الحزب أن يكون على الأقل، في موقع توسيع الهوة بين الطرفين؛ وليس التعاطي مع الأمر بتجاهل قد يضيّع بوصلة جمهور المقاومة.

ما فعلته غادة عون يوم أمس، كان تحقيقاً جِنائياً بامتياز...

لو تمّت السيطرة على داتا المعلومات عند ميشال مكتّف،
لظهرت لائحة كاملة بأسماء كل الفاسدين في البلد، من كل الطوائف، وربما حتى من الدائرة القريبة إلى المقاومة...

قد يكون البطرك خاف للحظة،
وكذلك وليد جنبلاط...
وكذلك غيره وغيره وغيره...

قد يكون هناك أسماء لم يطلها الإعلام، كتحسين خياط مثلا، الذي اندفعت محطته للدفاع عن القضاء الفاسد بكل
المعايير..

حتى نوال برّي، لم تخبرنا السبب الحقيقي وراء معاداتها لغادة عون... 

اسم من كان سوف يظهر في داتا ميشال مكتّف...

لم استطع متابعة ال LBC، ولا الMTV، ولا الNBN.... لكن شيئاً كان يقول: إنّ ما قامت به غادة عون سوف يهز أركان السلطة، بكل مؤسساتها، وإنّ الإعلام المرئي والمسموع سوف يُفضح على الملأ، ومن هنا تراكض الجميع لوأد المحاولة في مهدها...

من هنا نأيُ المنار بنفسه،حتى لا يكون في جبهة إسقاط الدولة العميقة، والتي يتواجد فيها الكثيرون من مدّعي الوطنية والمقاومة... إنها عادة الهروب من المعارك الداخلية... 

هل فات الأوان؟...  

يبدو أنّ الدولة العميقة انتصرت... ومرة أُخرى،بفضل مناضلي الكنبة أو الخائفين على الصيغة "الفريدة" لنظام لبنان العفن، سواء لبنان ال٤٣، او لبنان الطائف...

مرة أخرى ينأى حزب الله بنفسه عن معركة واجبة موجبة... 

انتصر عويدات.
انتصر رياض سلامة.
انتصرت المصارف.
وانتصرالفاسدون..

هل سوف تكون هناك مرة أخرى؟
هل سوف تكون هناك مناسبة أخرى، يخسرها محور المقاومة عن غير جدارة، وفقط خوفا من الحرب الأهلية؟...

أم أن الحزب يتهيأ إلى ما بعد الانهيار...ليأخذ السلطة وسط تصفيق كل الجماهير، بما في ذلك جماهير الخصوم...

وكما يقول المصريون،
يا خبر، اليوم بفلوس،غدا ببلاش، مع الدعاء أن لا يخسر محور المقاومة، بسبب التمادي في الترقّب وعدم الحسم...

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري