كتب الأستاذ حليم خاتون: صاروخ سوري وسط المسلسلات التركية
دراسات و أبحاث
كتب الأستاذ حليم خاتون: صاروخ سوري وسط المسلسلات التركية
حليم خاتون
22 نيسان 2021 , 21:33 م
كتب الأستاذ حليم خاتون:   أينما ذهبت، حتى داخل بيتك، لا ترى سوى مسلسلات غاية في البلاهة، تأتيك أغلب الأحيان من قعر البرميل التركي، وفي أحيان قليلة من قعر الثقافة العربية، لبنانيا... سوريا...مصر

كتب الأستاذ حليم خاتون:

 

أينما ذهبت، حتى داخل بيتك، لا ترى سوى مسلسلات غاية في البلاهة، تأتيك أغلب الأحيان من قعر البرميل التركي، وفي أحيان قليلة من قعر الثقافة العربية، لبنانيا...
سوريا...مصريا...
الخ.

وسط كل هذه التفاهة، ووسط غياب أي إنتاج ذي قيمة فنية أوثقافية أو وطنية،تعيد محطة الميادين عرض مسلسل حارس القدس، لتذكير العرب أنهم جديرون بأكثر من جميلة هنا،
أو جميلة هناك، تشدّ عقول الرجال إلى الأسفل،وتدفع أحلام النساء إلى الفراغ العدمي الكبير... 

تفتًش في لحظات ما، عن آخر أخبار غادة عون، فلا تجد سوى شاشات رياض سلامة، تحديداً الجديد والMTV، تحاول شيطنة هذه القاضية التي لا تزال،حتى فجر هذا اليوم، تجترح المعجزات في الصحراء اللبنانية القاحلة... 

كل همِّ الجديد، صار رفض الفوضى والمحافظة على النظام؛ نفس النظام الذي كانت الجديد تلعن "أبو الذي خلّفه" منذ ١٧ تشرين...

همّ الجديد، المحافظة على النظام القضائي الذي اعتراه نفس العفن الذي يعتري الجديدهذه الأيام..

أمّاالMTV، فتتساءل عن شرعية وجود المحتجًين على أملاك شركة مكتّف الخاصة، بعدما ساهمت في حرق الأخضر واليابس طيلة ١٨ شهراً من سيطرة رعاع أشرف ريفي على وسط بيروت...

ثمّ تتساءل بمكرِِ مشروع جداً، عن غياب حزب الله ونأيه بنفسه عن "ثورة غادةعون"...

كل هذا يجري وسط عمى ألوان عند المنار، التي لم تجد في معاني رمضان سوى صوم وصلاة ووعظ ديني، في وقت تريد الناس الإفطار على وقفات عزٍّ وكرامة وتتساءل ماذا كان ينقص القاضي مازح لكي يكون عريس القضاء وفارسه، بدل الإنزواء في البيت، تطابقاً مع دعوات الِانزوائية التي ميّزت سياسة المقاومة، في أمور الداخل، وكأن شعب لبنان لا يستأهل عرساً مشابها لعرس فلسطين...

ومن ذلك الأفق السوري البعيد،  يخرج صاروخ أرض- جو  يتيم يلاحق طائرة صهيونية استباحت
 الأجواء التي فقدت عُذرِيّتها منذ زمن بعيد، ولا يزال يُفعل بها كل يوم وليلة....

يتابع المرء شيطنة النظام السوري من قبل الهيئات الدولية الخاضعة لأهواء الصهيونية العالمية وهي تأمر أنظمة الردّة الجاهلية العربية بالنُّباح ليلاً نهارا، تارة في صلاة إماراتية مُضحكة مُبكية، وتارة أخرى في خزعبلات بحرانية تثير الِاشمئزاز والسخرية...
إنّه زمن العهر العربي العام...

يسمح المرء  لنفسه بسؤال يكتسب كل يوم شرعية الطرح ووجوبه...

هل ماتت إرادة التوازن الاستراتيجي بين سوريا والكيان؟

هل ضَعُفت إرادة بشار الأسد إلى ذلك الحدّ؟

في اللحظات الحرجة يصلح المثل الشعبي الذي يختصر كل الكرامة والعزّة في موقف...في لحظة..
 لحظة، هي أكثر أهمية من ساعات وأيام وسنين... 

يقول المثل:"يا روح، ما بعدك روح"...

يختصر أنطوان سعادة هذه اللحظة في فلسفة من جملة واحدة،
الحياة، وقفة عزّ

في أحد برامج المنار، عندما لا تنام أو تصلّي أو تصوم أو تعظ تلك المحطة، قال الخبير العسكري: إنّ روح الكيان الصهيوني ودماغه يتركزان في بضعة آلافٍ من الكيلومترات المربعة، أظن أن اسمها "غوش دان" أو "دان غوش"، لم أعد أذكر؛ قال: إن  أقل من مئة صاروخ دقيق، كفيلة بإعادة هذا الكيان ربع قرن على الأقل، إلى الوراء تكنولوجياً

ماذا لو أصدر بشّار الأسد الأمر بالردّ على أيّ غارة على دمشق، كما حصل الليلة، وكما يحصل دوماً، وأكثرمن مرة في الأسبوع؟

ماذا لو أطلقت سوريا وابلاً من الصواريخ الدقيقة على تلك الكيلومترات المُربّعة؟

هل سوف تندلع الحرب؟

وماذا تُسمّى حالة ما يحصل في سوريا اليوم؟

أليست هي الحرب بعينها؟

هل نخاف الأساطيل الأطلسية؟
هل نخاف الغارات الصهيونية؟
هل نخاف اجتياحاً تركياً للشمال السوري؟
هل نخاف خيانة من  قَسَد؟

كل مانخافه يحصل كل يوم، ولا يدفع المرتكبون أي ثمن لما يرتكبونه...

على الأقل حين يأتون بجحافلهم، تكون لدينا فرصة تدفيعهم ثمن ما يرتكبونه...

أمّا نحن؛ نحن ندفع الثمن كل يوم... ولا ضير إن زاد هذا الثمن قليلا،مقابل طربقة الدنيا على رؤوس كل هؤلاء، وإشعال الشرق الأوسط بما ومن فيه،ومن عليه. 

سوف يتهمني البعض بالجنون..

وربما يعود سعود الفيصل ليقول:اني مغامر، أُقامر بحياة الناس...

الم يقل هذا في المقاومة غداة عملية الأسر وعشية حرب تموز سنة ٢٠٠٠؟

ألم نهزم هذا الكيان شرّ هزيمة في تلك الحرب المجيدة؟

ألم يتّهم عبدُ الحليم خدام حزب الله بالمغامرة في حرب عناقيد الغضب؟

ألم تنتهِ حرب عناقيد الغضب الصهيونية بتفاهم نيسان الذي منع تكرار مجزرة دير ياسين، أو بحر البقر أو أبو زعبل؟

عندما يقرّر الضعيف الردّ؛ سوف يجد ألف اتِّهامٍ له بالجنون والمغامرة...

لكنّ الإمام الحسين أثبت، بعد ١٤٠٠ سنة أن الدّم أمضى وأقوى من السيف، وأنّ العين تقاوم المِخرز،فعلاً لا قولا، مهما بلغت حدّته...

في زمن العهر العربي العام... 
في زمن اليتم السوري...
في زمن العهر اللبناني الخاص...

المصدر: موقع اضاءات الاخباري