الحوار نوعان : حوار الطرشان على طريقة قد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي بمعنى أنها عنز حتى لو طارت وحوار العقلاء الذي يصل إلى الحقيقة المنشودة ويحقق الهدف المطلوب .
لقد مرت احداث الفترة الأخيرة بسلام ولم يكن احد يريد لها ان تمر بغير ذلك واقصد هنا ما تمت تسميته محاولة إنقلاب أو مؤامرة أو فتنة فلكل له أن يسميها بما شاء من الأسماء ولكننا لن نجادل في ان أحدا من المواطنين او المسؤولين الأردنيين بكافة أطيافهم لا يتشبث باستقرار وأمن وأمان البلاد ، ولكن هذا لا يعني ألا تجري مراجعة لمسيرة السنين الأخيرة الماضية وما واكبها من عدم راحة معظم القطاعات الشعبية من سياسات لم تكن تصب في المصلحة العامة وكان نقدها يتراوح بين الهمس احيانا والجهر احيانا أخرى .
هذه السياسات التي خلقت ثغرات واسعة في تراص الجبهة الداخلية وتسهيل الاختراقات الخارجية لبنائنا الداخلي باشكال مختلفة وفي مقدمة هذه السياسات تمركز القرار في مركز واحد مما اضعف الروح الجمعية في العمل والاداء الوطني وهمش السلطات الدستورية وبمعنى أدق أبعد الشعب عن كونه مصدرا للسلطات حسب النص الدستوري وفتح المجال لتنفذ الشخصنة الفردية في إدارة الدولة على طريقة محمد يرث ومحمد لا يرث مما وسع الهوة الطبقية داخل المجتمع وأوجد فراغا كبيرا بين الحاكم والمحكوم .
وهذه الظاهرة كانت هي السبب الأول في شدة الصراعات الداخلية وانهيار الدول فيما يشير إليه التاريخ السياسي المدون . لن أدخل في كثير من التفصيلات لكني اقول أننا بحاجة لمراجعة مجريات السنين الأخيرة والاستفادة مما يسميه علم الإدارة التغذية الراجعة . وأخيرا هل لدينا حفنة من العقلاء تتحاور قبل ان تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .؟؟



