كتب عصام سكيرجي:
لم يشهد تاريخ الثورات كلها ان كل او جميع شرائح المجتمع كانت متحده فى مجابهة المحتل الغازى , بل دائما ما كانت هناك شريحه من شرائح المجتمع متعاونه وذليله للمحتل الغازى , حدث ذلك فى فيتنام ( حكومة سايغون ) وحدث ذلك ايضا فى فرنسا (حكومة فيشى ) وحدث ايضا فى يوغسلافيا الاوستش والتشيتنيتسى ودراجا ميخائيلوفيتش , ولا ننسى الحراكيون فى الجزائر ايضا , وتاريخنا الفلسطينى لا يخلو ايضا من ذلك , فهناك حزب الدفاع قبل النكبه وهناك اليوم سلطة اوسلو فى رام الله . في مسيرة الثوره تحدد شرائح المجتمع وتبنى العلاقه بين هذه الشرائح وفق منظور نظرية ( وحده – صراع – وحده ) ويكون المحدد لهذه العلاقه هنا هو التزام هذه الشرائح يالمشروع الوطنى والثوابت الوطنيه التى يحددها الاجماع الشعبى , وفى الحاله الفلسطينيه حدد المشروع الوطنى ببنود الميثاق القومى التاسيسى لمنظمة التحرير الفلسطينيه .
وفي الحاله الفلسطينيه , نظرية وحده – صراع – وحده كانت تصلح ما قبل اوسلو , فما بعد اوسلو ليس كما قبلها , ما بعد اوسلو اصبحنا امام حقيقه لا يمكن تجاهلها او القفز عنها تحت شعار الوحده الوطنيه وما بدنا نخون حدا , اذ لا بد من تسمية الاشياء بمسمياتها , التنازل عن اكثر من 78 بالمئه من مساحة الوطن الفلسطينى , ليس بوجهة نظر انما هو خيانه مطلقه , التخلي عن ثلثي الشعب الفلسطينى ليس بوجهة نظر , انما هو خيانه مطلقه , التنسيق الامنى مع العدو وملاحقة المقاومين كجزء من هذا التنسيق الامنى , لا يقع فى باب وجهة النظر , انما هو خيانه مطلقه .
من هذا المنطلق نستطيع القول ان الشريحه التى جائت باوسلو لم تعد تمثل شريحه من شرائح الثوره الفلسطينيه , ولا يمكن لهذه الشريحه ان تمثل الشعب الفلسطينى , وان تدعى وحدانية هذا التمثيل , وقد قالها وبكل وضوح حكيم الثوره والشعب الفلسطينى , وانا هنا فقط اذكر من يحلو له التناسي , قال حكيم الثوره ان القيادات التى جائت باوسلو لا تمثل ولا يمكن ان تمثل شعبنا الفلسطينى , فتذكروا يا اولى الالباب .
على ضوء هذه الحقيقه يجب البناء , ان اى حديث عن وحده وطنيه مع هذه الشريحه , يدخل فى باب المراهقه او الهرطقات السياسيه , وهو فى جوهره تعبير فاضح لحالة العجز التى تعانى منها فصائل اليسار الفلسطينى , ولا يمكن لنا الخروج من هذه الحاله اى حالة العجز الا باعادة الاعتبار للمشروع الوطنى وكما جاء قى الميثاق القومى التاسيسى لمنظمة التحرير الفلسطينيه , والطريق الى ذلك تمر اجباريا بالقطع مع كل ما ينتمى لشريحة اوسلو ونهج اوسلو , وهذا يستدعى اولا العمل وبكل جديه على تشكيل الجبهه الوطنيه العريضه كقياده مؤقته للشعب الفلسطينى , وثانيا اعتبار سلطة اوسلو والقياده الحاليه لمنظمة التحرير الفلسطينيه , قياده غير شرعيه ولا تمثل الشعب الفلسطينى , واى حديث اخر هو حديث عبثي وهرطقه سياسيه .