كتب حليم خاتون:
ما هو السؤال، لكي نستطيع الإجابة؟
عندما يرفض سمير جعجع المسّ بالِاحتياط الإلزامي، تحت بند حماية الملكية
الخاصة، فهو يستند إلى منطلقات في جوهر النظام اللبناني القائم....
عندما يطلب الرئيس حسان دياب المسّ بهذا الِاحتياط، فهو يستند إلى جوهر القوانين اللبنانية القائمة على قوة الدولة الإجرائية، والتي تستطيع تجميد أو إباحة أي قانون وفقاً للمصلحة العامة....
عندما يحذّر بعض الخبراء من المسّ بآليات الدعم دون اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية أكثر من نصف الشعب اللبناني، هم يقولون جزءاً كبيراً من الحقيقة..
عندما يطالب البعض الآخر بوجوب وقف مهزلة الدعم، ويسوقون ألف سبب وسبب لهذا الوجوب، ينطلق هؤلاء من حقيقة أنّ من بيدهم القرار، استعملوا هذا الدعم لزيادة ثروة الاحتكارات وزيادة بؤس الطبقات الشعبية..
عندما يخرج البطرك لينادي بالحياد كحلٍّ سحريٍّ لمشكلة الهوية في لبنان، هو يحظى بدعم قسم لا بأس به من اللبنانيين الحالمين في اليقظة أنهم يعيشون في عالم بسيط وواضح يشبه جمهورية أفلاطون الفاضلة...
عندما يكتشف المطران عودة أن أزمة لبنان وجودية، هو ينطلق من الرعب والخوف من المستقبل الغامض....
عندما يُنقل عن الشيخ صادق النابلسي عدم معارضته التهريب، فهذا يعني رفضاً لسايكس بيكو الذي خلق حدوداً وهميةً فيما بين الأهل، وبين العشائر وعوائلهم.
ثم، ألم تَدْعُ معظم القوى الرافضة للتهريب إلى إقامة سوق مشتركة في هذا المشرق.... أي قوننة هذا التهريب، لكن بعد انتزاعه من أيدي أهالي المناطق الحدودية ووضعه في أيدي الشركات الِاحتكارية؟....
مشكلتنا في لبنان، أنّ كلَّ أمرٍ هو مشكلة بحدِّ ذاته...
نحن كيان في طور التكوين بنظر البعض، وكامل التكوين بنظر البعض الآخر.....
نختلف على كل شيء....
نختلف على أي شيء....
عندما يقول الوزير القطري السابق حمد بن جاسم، أن كل ما يحتاجه اللبنانيون هو الإجتماع في منطقة ما للوصول إلى توافق على أي لبنان نريد، هو يطرح ممراً إلزامياً للحلِّ يقبله بعض اللبنانيين، بينما يرفضه البعض الآخر.....
حتى حزب الله الذي بادر أمينه العام، في لحظة تاريخية إلى طرح وجوب انعقاد مؤتمر تأسيسي، وهذا أهم خطوة في عملية بناء الدولة، لم يصمد أمام الِاعتراضات، وسرعان ما تراجع مراعاة لمشايخ الاعتراض الدائم...
اللبناني هاوي اعتراض...
إذا لم يجد اللبناني ما يعترض عليه، فإنّه يعترض على الِاعتراضِ نفسِه....
وحده حزب الله، يسحب أهم مشروع لبناء الدولة، وكأن هذا المشروع كان موقفاً مُرْتَجَلا ، طُرح دون أية دراسة....
الكثيرون في هذا الوطن لا يعرفون ماذا يريدون...
الكثيرون يحلمون بحياة الرخاء دون أي التزامات....
لكن إذا أُريد لهذا الوطن أن يكون، فالجدير البدء بالخطوة الأولى:
مؤتمر جامع، قد يستمر سنينَ طويلةً، يضع أُسَّ الجمهورية التي يجب أن تقوم على مبادىء غير قابلة للطعن من أيٍّ كان، ولا حتى من أيّ سلطة تنفيذية أو تشريعية أوقضائية.
حتى لو اجتمعت كل هذه السلطات..
حتى لو تأمنت أكثرياتٌ ما....
كما لا يحق إقامة أي استفتاء للنيل من هذه المبادئ:
١- المساواة المطلقة بين كل الأفراد اللبنانيين بغض النظر عن أي فروقات مهما كانت هذه الفروقات ...
٢-يمنع منعاً باتاً المسّ بالذات الإنسانية لِأيِّ مواطنٍ من مواطني الجمهورية...
٣-. يتم احترام كل العقائد، دون أي تمييز أو تخصيص لأي معتقد...
٤- إقامة نظام مدني يكون له وحده القوة الإجرائية على امتداد الجمهورية..
٥- تمتنع هذه الجمهورية عن إقامة أية علاقات مع أي نظام أو دولة لا تخضع لهذه المبادئ...
٦- يمنع قيام أي أحزاب أو جمعيات أو تجمعات تحمل أي طابع ديني أو مذهبي أو إثني... بما في ذلك المدارس والجامعات....
٧-يقوم النظام في هذه الجمهورية بتأمين إلزامية التعليم حتى سن ١٨، أو انتهاء الدراسة ما قبل الجامعية...
٨- حق العمل والسكن والِاستشفاء يجب أن يكون مضمونا في الجمهورية....
٩- وجوب إقامة نظام ضرائبي تصاعدي عادل... يتراوح بين ٤٠ و٧٥٪
١٠- منع أن تزيد الفروقات في الرواتب بين اسفل الهرم وأعلاه عن ٤-٥ أضعاف....
١١- على كل مواطن في الجمهورية(ذكورا وإناثا) تأدية
الخدمة الإلزامية، لمدة سنة واحدة على الأقل، خارج منطقته السكنية....
١٢-يمنع منعاً باتاً أيّ تمديدٍ لأيٍّ من السلطات المنتخبة ،ويكون مبدأ الِانتخابات إلزامياً، في كل السلطات وبكل المقاييس...
١٣- يمنع على أي سلطة التدخل في تعيين أو عزل أي سلطة أخرى... وتكون الإنتخابات للسلطتين التنفيذية
والتشريعية مباشرة من الشعب...
ويكون من حق الشعب عزل أيٍّ كان من موقعه، في أيِّ منصب كان في السلطات الثلاث، بمجرد جمع تواقيع ٥٠٪ +١ من الناخبين المسجلين....(بما في ذلك القضاء)..
١٤- يتساوى جميع اللبنانيين أمام القضاء العادي، ويخضعون للمساءلة مباشرة ودون أي تمييز...
١٥-
١٦-
وإلخ... مما يخرج به المؤتمر المذكور...