إضاءات
في المجتمعات التي تحترم نفسها و تاريخها و أبطالها، يتم تكريم الأيقونات الوطنية و النضالية التي أفنت عمرها في خدمة الوطن و الشعب و ليس تجريمها!!.
د. عادل سمارة هو إحدى أيقوناتنا الوطنية و القومية و الغنية عن التعريف بتاريخها النضالي الطويل و الحافل و تستحق التكريم بجدارة و خصوصاً أنه شارف على الثمانين..، لكنه يتعرض لمحاكمة إجرامية، غير قانونية و غير شرعية على يد سلطة التنسيق الأمني المقدس التي صنعها الإحتلال و ليس الشعب.
التهمة هي توقيع بيان ينتقد فساد سلطة العملاء و يرفض قيام دويلة مع المستوطنين المحتلين و تحت سلطتهم و بساطيرهم التي يعيش تحتها محمود عباس و بحسب وصفه لذاته و على لسانه.
وقعت البيان في عام 2016 شخصيات وطنية عديدة منها المرحوم عبد الستار قاسم و د. ربحي حلوم و غيرهم... .
هذا و تستمر المحاكمة لمدة تزيد عن 5 سنوات، و ستكون الجلسة القادمة يوم 18/5/2021.
لدي بحثي في الأمر تبين لي أن الحقد الهائل على عادل سمارة و بدرجة واضحة جداً هو من جانب طابور العملاء الثقافويين العرب أكثر من كونه من جهات سياسية لا تدرك و تفهم كثيراً و تعي مضامين نقد عادل سمارة و رفاقه، بل أنني غير مقتنع أن توقيع البيان هو السبب الحقيقي لتلك المحاكمات، رغم أنه سبب مباشر و جزء من الأمر.
"جريمة" و عظمة و عبقرية عادل سمارة أنه مثقف ثوري مشتبك و عملاق في فكره و وعيه و سوري عروبي في وقت أصبحت أو كانت فيه العروبة و السورنة تهمة غير مشرفة لكثير من المثقفين الذين باعوا شرفهم الذي ربما لم يمتلكوه أصلاً لكازيات الخليج التي زعَّمت عليهم فتى الموساد عزمي بشارة بن أنطون بشارة عميل الهاجاناه في وقته و أمه عميلة الشاباك تحت إسم "بليخا".
عادل سمارة أبدع في كشف و تعرية المثقفين الساقطين و علاقتهم بالسقوط السياسي و أن الدعارة الثقافية ترتبط بالدعارة السياسية و أوضح مثال هو عزمي بشارة.
و في البحث عن الأمر وقع تحت يدي مقال لكاتب بإسم نضال الزغيّر في موقع "صوت Altra" بتاريخ 13/3/2016 و أخجل من نشر المحتوى الهابط جداً في إتهامات لعادل سمارة بأنه مع "الدكتاتور المجرم الأسد" و مع تدمير حمص و تصويرها بكاميرات روسية و أن سمارة "يقبض" من المخابرات السورية.. و كي يؤكد ن. الزغيَّر مزاعمه أحضر صورة وصل مالي قدمه ماجد اللبدي من رام الله بمبلغ 11500 $ دفعته المخابرات السورية لعادل سمارة و ثبت أنه مزور و غير صحيح !!.
أقول هنا: إذا كانت المخابرات القطرية إشترت كيس قمامة إسمه رياض حجاب بعشرات الملايين من الدولارات و تعطي لفتى الموساد موازنة 3 مليار دولار سنوياً فهل يمكن تصديق صبي عزمي ؟!
ثم أن د. عادل سوري عروبي و دائماً وقف مع وطنه سورية و ما بدل تبديلا.
حين تتبعت الأمر توصلت لما يلي:
نضال إزغيّر يعمل علناً عند فتى الموساد عزمي بشارة الذي دفع له للكتابة ضد د.عادل سمارة و خصوصاً أن الأخير هو من أشهر و أكثر من كتب عن فتى الموساد و طابوره السادس و فضحهم.
بعد إفتضاح أمر أن الوصل المالي مزوّر توارى ماجد اللبدي عن الظهور و حتى على صفحة الفيس كان ظهوره الأخير في 29/11/2018 و لدى سؤال مصادر خاصة من رام الله ثبت أن ماجد اللبدي يعمل لصالح مخابرات سلطة عباس، حيث إلتحق بها بعد تخرجه من الجامعة و ينتمي لفدا و ليس هذا فقط، حيث ثبت أنه أخ زوج أمل وهدان و التي قدمت وثيقة يحيى غدار و خرجت بها لأول مرة حين عرضتها على د. حلوم !!.
إذاً ما الذي يربط فتى الموساد عزمي بشارة مع وثيقة يحيى غدار و أمل وهدان و المخابرات الفلسطينية التي يعمل لها اللبدي ؟؟!!
الجواب و بصراحة شديدة و دون زخرفات و مداهنات إعلامية هو:
يحيى غدار هو من حركة أمل و المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الإصلاحيين حصراً في إيران و هي الفئة الساداتية أو تجار البازار هناك و التي تريد حلاً سريعاً للقضية الفلسطينية و إبعاد إيران عن المواجهة بحجة أن الفلسطينيين قبلوا بذلك و لن نكون ملكيين أكثر من الملك!.
أي أن إصلاحيي إيران على علم بالوثيقة التي وصلتهم من جهة وسيطة و بدورهم سربوها لأطراف محسوبة بالإسم على محور المقاومة و هو أمر وافقت عليه سلطة رام الله مؤكداً و إلا لم تكن لتغضب من بيان العشرين.
و بما أن أعداء سورية و محور المقاومة يعملون تحت قيادة واحدة، لذلك كان دخول غلمان فتى الموساد عزمي بشارة على الخط و خصوصاً أن الأخير مهووس بتخريب الجبهة الشعبية و تاريخها النضالي و إصطياد و إفساد بعض قاداتها و إستعمالهم لحرف البوصلة الوطنية و الحزبية و خصوصاً أن سمارة من أبطال العودة و حركة القوميين العرب و من مؤسسي الجبهة الشعبية و الذي بقي ملتزماً بمبادئه.
و هنا أترك للقارئ أن يستنتج بنفسه ماهي طبيعة إرتباطات يحيى غدار و أمل وهدان كي يتبنيا هذا الطرح الخطير جداً و التصفوي و بمن يرتبطان و لماذا هذه الحرب الشعواء على أيقونتنا القومية و الثورية و الفكرية و سبب الحقد الشديد للطابور السادس تجاه المثقف المشتبك عادل سمارة.
أثناء كتابتي هذا التقرير صدمني قيادي في الشعبية في ندوة زووم عن الأقصى إبتدأها بتوجيه التحية ليحيى غدار !!
يبدو أن بعض بعض بقايا اليسار من جديد يسعون لإجهاض إنتفاضة القدس بشكل مبكر كما أجهضوا الإنتفاضات السابقة و الكفاح المسلح عبر تساوقهم و تناغمهم مع دعاة الدولة تحت بساطير المستوطنين.
الحرية لأيقونتنا العروبية و السورية و مثقفنا المشتبك د. عادل سمارة.