كتب حليم خاتون:
من وسط العجز العربي الشامل، تشتعل ثورة....
من وسط الخذلان، يقوم الفلسطيني بتسطير محاضر ضبط تُكتب بالدم لكلِّ ناطقٍ بالضاد، يجلس عاجزا ...
العجز ليس فقط عجز أنظمةٍ لم تأخذ من العروبة إلا أحرف لا تحمل أيَّ معنى...
العجز ليس فقط شلل محمودعباس النصفي...
العجز، هو عجز الشعوب العربية كلِّها...
شعوب خاملة تنظر إلى الشاشات فترى شعبا يُذبح، ثم تقلب المحطة وكأن هذا الفيلم ليس على المزاج...
حتى شاشة الجزيرة على المباشر،والتي كانت تواكب ما سُمي زوراً بالربيع العربي ٢٤ على ٢٤، تُظهر بعض ما يجري في فلسطين ثم تنتقل إلى أمور أخرى وكأن فلسطين صارت خبراً كبقية الأخبار..
صحيحٌ أنَّ شعب لبنان يعاني، لكنّ فلسطين هي كل المعاناة...
بضعة شباب يخرجون في الأردن....
سوريا تتلقى الضربات تلو الضربات، فتعجز عن الردّ...
ماذا عساها دمشق تقول لفلسطين، وهي التي تملك من السلاح آلاف أضعاف ما يملكه الفلسطينيون... ولا تفعل شيئا...
إنه نوع من أمراض الشلل، لا يصيب في أيامنا هذه سوى الأعراب،على اختلافهم...
بغداد تحت الِاحتلال الأمريكي، رغم كل الزعم الذي يمكن أن يقول العكس... ورئيس حكومتها تابع، مثله مثل كل حكّام العرب...
غداً سوف تخرج الجماهير في يوم القدس العالمي...
غداً العرس، فلماذا الخروج اليوم أو أمسِ أو قبل أمس...
أمّةٌ عربيةٌ نائمة...
شعوبٌ مسلمةٌ تناصر المظلوم في المناسبات، وكفى المؤمنين شر القتال...
شعوبٌ مسيحية، تسكت عن صَلْبِ شعبٍ بأكمله في أطول عملية صلب عرفها التاريخ البشري...
في أرض الإسراء والمعراج، يُذبح الأطفال قبل أن يكبروا، وضمير معظم المسلمين غائب...
في أرض المهد وكنيسة القيامة، تنتهك كرامة البشرية وتُهان الذاتُ الإنسانية وسط صمت مسيحي مُطبَق....
على كلٍّ، شعب فلسطين قد حفظ الدرس...
لن ينتظر الفلسطينيون جيوشاً عربيةً تأتي للتحرير... ما حصل في ال ٤٨لن يتكرّر..
ولْيَستمرَّ محمود عباس في غيبوبته، وكأنّما يجري ليس في القدس، بل ليس على هذا الكوكب...
يستطيع أردوغان غداً تكرار مسرحية دافوس مرة أخرى وأخرى...
الشعب الفلسطيني تخطّى كل مراحل الطفولة والبراءة في تصديق دجّالي العروبة والإسلام.
قبل يوم القدس العالمي، وفي يوم القدس، وبعد يوم القدس...
سوف يخرج شعب يحمل شهداءه ....
يوماً بعد يوم...
هناك من خلف الجدار والحصار،
خرج محمد ضيف، قائد القسّام.
قال القائد الحمساوي كلمتين:
ما يحدث لأهالي الجرّاح يعني كل فلسطيني...
اهتزّت شاشات الكيان رعباً من التصريح...
ما قاله محمد.ضيف يذكِّرنا بمعادلة،
تدمرون بناءََ في الضاحية، ندمِّر
أبنيةً وبيوتاً في تل أبيب...
على محمد ضيف أن لا يكتفي بالتصريحات الصوتية...
الشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى قنابل صوتية....
الشعب الفلسطيني يحتاج إلى صواريخ تدك المستوطنات، وإذا احتاج الأمر، وإذا لم يرتدع الكيان، فليكن الثمن في تل أبيب...
محمد ضيف يحمل سلاحاً سرياً اسمه: قوة المقاومة على إشعال الشرق الأوسط...
فإن هو مشى على خطى أنظمة الذل العربية، فبئساً له وبئساً لمقاومته...
وإن هو فعلها.... فنِعم القائدُ ونِعم المقاومة...
في لحظات التاريخ الحاسمة، تسقط كل حسابات الربح والخسارة ....
في لحظات التاريخ الحاسمة، تصبح كل نقطة دم شهيد تسقط في يد الله، صاروخاً يفجِّر طمأنينة السارق، ويذكِّره بأنّ يوم الحساب قد بدأ