كتب حليم خاتون: فلسطين تحاصر الكيان, لن تُنكَب فلسطين مرتين
فلسطين
كتب حليم خاتون: فلسطين تحاصر الكيان, لن تُنكَب فلسطين مرتين
حليم خاتون
14 أيار 2021 , 08:34 ص
كتب حليم خاتون:    "حاصر حصارك، لا مفر..." يائير ليبيد، الذي فشل في تأليف حكومةِِِ تخلف  حكومة نتنياهو يقول: إن وجود الكيان صار على المحك....  بالحرف، تحدث ليبيد عن خطرٍ وجوديٍّ على هذا ا

كتب حليم خاتون: 

 

"حاصر حصارك، لا مفر..."

يائير ليبيد، الذي فشل في تأليف
حكومةِِِ تخلف  حكومة نتنياهو يقول: إن وجود الكيان صار على المحك.... 

بالحرف، تحدث ليبيد عن خطرٍ وجوديٍّ على هذا الكيان... 

حتى في أكثر كوابيس اليقظة، لم تكن غولدا مائير لتعتقد أن الكيان يُمكن أن يواجه ما يواجهه اليوم...

اليوم يحرق الفلسطينيون شعار:"الكبار سوف يموتون، والصغار سوف ينسون"...

الكبار ماتوا فعلا، وماتت معهم منجزات نكبة ال ٤٨ ... كبار السن ماتوا وأخذوا معهم طعم الهزيمة والإنكسار..

لكنّ الصغار لم ينسوا... 
ولن ينسوا...

صغار السن في القدس وفي الضفة، خرجوا منتفضين...

صغار السنِّ في غزة، خرجوا وأخرجوا معهم صواريخَ فاجأت، ليس فقط الكيان، بل وحتى أوروبا وأمريكا المذهولتين، ومعهم في هذا الذهول، تجمع حكّام العرب....

صغار السن في فلسطين ال ٤٨، خرجوا يرفضون الاستمرار في الاختناق القومي... والِٱجتماعي...

هم، وبكل بساطة، يرفضون أن يكونوا عبيد النظام العربي والعالمي الجديد...

ما حصل في اللدّ ويافا وعكا وحيفا وام الفحم وكل فلسطين التاريخية... لم يفاجئ فقط الكيان والغرب.... بل فاجأ حتى"عجائز السلطة الفلسطينية"... 

ومعهم دوماً، عجائز النظام العربي العفن...

جثة محمود عباس تتحرك... أحد ما يحاول إعادة الحياة الى هذه المومياء...

بايدن يرسل من يتصل مع نتنياهو ومحمود عباس....

صحيح أنّ محمود عباس لم يكن قد مات نهائيا...

أبو مازن والسلطة المسخ التي يرأسها... كانوا في حالة موت سريري.

أمريكا والغرب والكيان كانوا يحافظون على محمود عباس في وضع العيش الِاصطناعي...

كان محمود عباس مربوطاً إلى أجهزة طبية تبقيه على قيد الحياة، رغماً عن الطبيعة...

رفضوا إيقاف الأجهزة التي تُبقي هذه المومياء على قيد الحياة...

دور محمود عباس مطلوب اليوم بإلحاح... لإجهاض الصحوة القومية...

ألم تجهض أوسلو انتفاضة شعب فلسطين الأولى وتتسبب بكل ما لحقنا من مشاكل؟

ألم يكن أبو مازن أحد أعمدة الإجهاض الوطني والقومي هذا؟

بعد يومين من العهر الغربي الذي كان يندد باعتداء الفلسطينيين على إسرائيل!!!

ها هو وزير خارجية بايدن يتحدث عن حق الفلسطينيين والإسرائيليين على حدٍّ سواء بالأمن والحرية!!!

هل هي مقدمة لإحياء مشاريع قديمة جديدة تعطي محمود عباس دوراً مؤقتاً لإجهاض  ثورة الشعب الفلسطيني العارمة؟

هل سوف نسمع غداً أغنيةَ مشروع الدولتين على أُسطوانة مشروخة، لينام الفلسطينيون على حريرٍ زائف...

هل استفاق ضمير بايدن وضمير أمريكا فجأة...؟

ألا يذكرنا هذا بعمليات اللجوء إلى الهدنة في حرب ال ٤٨، في كل مرةٍ كان الصهاينة يواجهون مأزِقاً مّا...

"المؤمن لايُلدغ من جُحْرٍ مرتين"...

على محمود عباس أن يعود إلى حالة الموت التي كان عليها هو وجماعته من السلطة ....

"الكبار يموتون...".

ما بال محمود عباس يتخلف عن مسيرة الكبار في السن الذين ماتوا؟!

ما ينطبق على محمود عباس ينطبق على عجائز ما يُسمى بالجامعة العربية...

ما بال كل هذه المومياءات تصرُّ على العودة إلى الحياة من عالم 
الموت والعجز؟!!

مجموعة من الأنظمة المصابة بكل الإعاقات الجسدية والذهنية.

أليس عندنا من موتٍ رحيمٍ يرسل أبامازن وكل هؤلاء إلى السكينة الأزلية فيرتاحوا  هم، وترتاح الأمة؟...

لكنَّ خطر النكبة الجديد، لا يأتي فقط من هؤلاء...

نتنياهو، واليمين الفاشي العنصري يحضِّرون قطعان المستوطنين لأعمال إبادة ضد عرب ال ٤٨...

غزة المحاصرة جغرافياً وإقليمياً ودوليا، قد تخسر المعركة إذا ما تُركت وحدها...

هنا يبرز السؤال ....
ماذا عن محور المقاومة؟

هل من الصعب فعلاً إيجاد مبرِّرٍ
لنصرة غزة...

حتى سمير جعجع تغزل بنضالية الشعب الفلسطيني!!!

هل سوف نحترم قانون الغاب الغربي؟

أم نحترم "الواقعية" الأمريكية التي لا ترى، لا في شعب فلسطين ولا فينا، أيّ استحقاقٍ للعدالة...

محور المقاومة مُطالَبٌ  بموقف.
هل نكون هذه المرة أيضاً حيث يجب أن نكون؟

أم نترك الذبّاحين  يُمعِنون في غَرْسِ سكاكينهم في قلوب أهلنا؟

كما رفضنا أن تُسبى زينبُ مرّتَيْنِ،
نرفض أن تحلّ النكبة على فلسطين مرتين...

إنّ الكيان فعلاً في أزمةٍnوجودية، وعلى محور المقاومة أن يحرَص على ألّا يخرج منها على قيد الحياة....