هبة الأقصى.. التراكم والانقطاع في مسيرة النضال الفلسطيني
مقالات
هبة الأقصى.. التراكم والانقطاع في مسيرة النضال الفلسطيني
16 أيار 2021 , 19:59 م
جورج حدادين 16/5/2021 مسيرة النضال الفلسطيني، هي الأطول زمنياً وتشكل خاتمة نضال ضد الاستعمار المباشر، ما الأسباب التي وقفت حائلاً دون تحقيق هذا الشعب أهدافة في التحرر؟ ·غياب وتغي

جورج حدادين

16/5/2021

مسيرة النضال الفلسطيني، هي الأطول زمنياً وتشكل خاتمة نضال ضد الاستعمار المباشر،

ما الأسباب التي وقفت حائلاً دون تحقيق هذا الشعب أهدافة في التحرر؟

·غياب وتغييب قانون التراكم في الصراع،
يمكن المرور على عدة محطات في تاريخ النضال الفلسطيني على شكل ثورات وهبات وانتفاضات، بدءاً بثورة البراق عام 1929 ثم ثورة 1936 فثورة الـ 39 ثم انطلاق العمل الفدائي ( الكفاح المسلح) عام 1965 وانتفاضة 1987 وانتفاضة 2000 وها نحن اليوم أمام هبة القدس، وفي كافة هذه المحطات قدم الشعب الفلسطيني التضحيات الجسام، هي محطات شابها الإنقطاع  فلم تراكم، بمعنى آخر لم تخضع لقانون التراكم العلمي، وبقيت في إطار الفعل العفوي وردات الفعل غير المنتجة.

·غياب وتغييب متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي
في كافة هذه المحطات كانت تجري عملية استقطاب، بين صفوف المجتمع، من مع النضال ( الثورة ) ومن ضده (الثورة المضادة)، وكان الصراع يجري على من يقود هذا النضال ، أية قيادة، العائلات الأرستقراطية أم الفلاحين ، أصحاب المصلحة الحقيقية أم الانتهازيين والمتسلقين،
القراءة الموضوعية تثبت ان هذا الشعب في مسيرة نضاله، ولحد اليوم، لم يتمكن من أن يخلق قيادة مؤتمنه، لها مصلحة حقيقية في إنجاز مهام المرحلة وتمكّين الشعب من حقوقه الوطنية.

·غياب قيادة وطنية واعية وحريصة على مصالح المجتمع والوطن
بالرغم من أن موازين القوى، كانت دوماً تميل بقوة لصالح محور الأعداء، إلا أن الفرصة بالمقابل كانت دائماً متاحة لتغيير موازين القوى على أرض الواقع، شريطة وجود قيادة وطنية واعية مخلصة ذكية وشجاعة متمكنة من إدارة الصراع، تمتلك سلطة المعرفة على كافة الصعد، منحازة لأصحاب المصلحة الحقيقية في التحرير، لصالح الشرائح الوطنية، الكادحة والمنتجة، وتمتلك الخبرة ومشروع تأطير هذه الشرائح ضمن أطر نقابية ومؤسسات جماهيرية، تملّكها الوعي والإيمان بالقدرة على إنجاز مهمة التحرير، كونهم أصحاب المصلحة الحقيقية،
ما حصل في الواقع أن بناء هذه الأطر جاءت في سياق الصراع الفصائلي، وصراع محاصصة  الفصائل في الساحة، فسخّرت هذه الأطر والمنظمات لخدمة الفصيل، وليس لخدمة مشروع التحرر، وحتى العمليات الفدائية جاءت في هذا السياق، فتحولت هذه الأطر إلى أدوات تخدم مشروع المنافسة والصراع، ولم تخدم مصالح الشرائح الممثلة لها، وبالتالي أصبحت هياكل عاجزة مؤتمرة وتحولت قياداتها إلى تبّع.

·حرب الشعب طويلة الأمد
كان يجري الحديث النظري عن حرب التحرير طويلة الأمد وعن حرب الشعب، فلم يتم إعتماد حققي، على أرض الواقع، لا لهذا الأسلوب ولا ذاك، إلا في نطاق أحداث وليس في سياق سيرورة، وكانت البوصلة تتيه ما بين الإستراتيجي والتكتكي، ما بين الهدف الآني والهدف النهائي، وكانت النتيجة أن القوى التي كانت تحمل الفكر الماركسي العلمي التقدمي، المنوط بها هذه المهمة، قد أصبحت بوزن الريشة على صعيد القرار الوطني، وسلّمت القيادة لليمين البرجوازي " الليبرالي" ولاحقاً لليمين الديني، فوجدت الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة وأطرها نفسها بلا قيادة ولا غطاء.

·طبيعة القيادة
دروس التاريخ القريب والبعيد، قيادة العائلات الارستوقراطية ولاحقاً البرجوازية الصغيرة واليوم البرجوازية الدينية كانت توظف هذه الهبات والثورات والانتفاضات في سياق مصالحها الخاصة، وتوظف دماء الشهداء وتضحيات الجماهير لصالح مشروعها الخاص، وليس من أجل إنجاز  متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي الذي يتعارض في المحصلة مع مصالحهم الخاصة.

الحماية الحقيقية لهبة القدس، وتطويرها والسماح البناء عليها محطة لإحداث التراكم، تكمن في بناء أطر حقيقية تمثل الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة تمثيلاً حقيقياً، وتساهم في صنع القرار الوطني، وتمكينها من أخذ دورها في النضال الوطني، وخاصة أن بوادر لحمة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وفي مناطق الـ 48 والشتات قد أخذت تلوح في الأفق وأن تحقيق وحدة الشعب على أرضية وحدة الشرائح الاجتماعية الكادحة والمنتجة باتت ممكنة ومتاحة.
حذاري من الإعلام الذي يسوق ويعوم فصيل واحد على حساب نضال الشعب بكله، ويبدو أن الهدف من لعبة الإعلام هذه، جر هذا الفصيل للإنخراط في مشروع التسوية الهادف إلى احتواء هذه الحالة النضالية بأدواتها المتعددة، وقطع الطريق أمام تطورها لبناء حركة تحرر وطني.     

 
 
 

 

المصدر: موقع اضاءات الاخباري