كتب حليم خاتون:
هذه المرة، هذه السنة، وللسنة الثانية على التوالي، استيقظ حسن، البالغ من العمر خمسةعشر ربيعا... على العيد الذي حققه الفقراء... واُستشهدوا من أجله...
استيقظ ليجد الوطن وقد سرقته مجموعة من أصحاب السيارات، رباعية الدفع، يقودها سائقون من صبيان طبقة الواحد في المئة، خلف زجاج "مُفَيّم".. يخفي السائق وصاحب السيارات والعقارات والملايين المنهوبة والمُهربة إلى البنوك، والبلاد التي تقرأ علينا مزامير الإصلاح كل يوم، خوهي من ساعد طبقة الناهبين على ما فعلوه بهذا البلد، عبر مؤتمرات وقروض لم يكن الهدف منها سوى إغراق البلد، لإخضاعه وسلبه حريته وكرامته وثرواته...(القاتل الإقتصادي)...
لقد أسماه أبواه حسناً تيمنا باسم السيد نصرالله..
حسن، مثله مثل الكثيرين من طبقة المدفوعين بقوة صوب خط الفقر... كيف سوف يمضي هذا اليوم...
والد حسن، مثل أكثر من نصف الشعب اللبناني، لا يتعدّى مدخوله مليون ليرة لبنانية... أي أقل من 80 دولارا شهريا...
زوجته لا تعمل لأن سوق العمل أساسا ترك أكثر من خمسين بالمئة من سكان لبنان على حافة الطريق..
قبل أسبوع من عيد المقاومة والتحرير، كانت أم حسن قد استدانت على الدفتر ما يقارب التسعمئة ألف ليرة من السوبر ماركت... جارهم...
صاحب السوبر ماركت رجل عصامي، لا ينتمي إلى مافيا التجار؛ أسعاره لاتكاد تسمح لدكانه بالبقاء على قيد الحياة...
هو يعرف أن الناس تعاني؛ يحاول التحمّل مع جيرانه...لكن العين بصيرة واليد قصيرة...
حسن سمع بحسرة أن سندويتش الشاورما تجاوز العشرين ألفا...
ماذا تراه يفكًر اليوم، هذا الصبي ابن الخامسة عشرة..
كثيرون ما زالوا مأخوذين بالنصر الذي تحقّق في فلسطين...
كثيرون يتساءلون، بينهم وبين أنفسهم، عن القطط السمان في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن والعراق....
والعراق هو أكثر القصص المضحكة المبكية....
بلد يعوم على ثروات، وينتج ثروات، والقوى الأساسية فيه تقول إنّها من مدرسة علي ابن أبي طالب الذي نام لياليَ كثيرةً جائعاً، بعدما يتصدّق بطعامه لفقير مسكين...
اليوم سوف يستمع حسن إلى السيد...
كذلك أبو حسن وأم حسن....
سوف ينتظرون حلاً سحرياً لن يأتي...
لأن الصفوف الأولى من المستمعين إلى السيد، إما فاسدون، أو في أحسن الأحوال، عاجزون... عاجزون إلى أقصى مستويات العجز....
القطط السمان... لن يكونوا بين المستمعين...
هم من لبنان الآخر...
لبنان الطائفية والرياء والاستغلال... هم من جميع الطوائف والمذاهب..
يلبسون بدلات إيف سان لوران، أو بدلات دينية مُعطّرة بآخر ما أنتجته مختبرات باريس للعطور...
رحم الله الشيخ إمام...والشاعر احمد فؤاد نجم...
حلاويلا يا حلاويلا...
الثوري النوري الكلمنجي، قاعد في الصف الأكلنجي،
شوكالاتا وكراميلا...