كتب حليم خاتون: هل يجب فعلا مراعاة الإخوان المسلمين؟
دراسات و أبحاث
كتب حليم خاتون: هل يجب فعلا مراعاة الإخوان المسلمين؟
حليم خاتون
27 أيار 2021 , 03:08 ص
كتب حليم خاتون:    لا أعرف لماذا يجب مراعاة حماس، وفي أي مسألة... المفروض أن حماس جزء من محور المقاومة الممتد من اليمن وصولاً إلى فلسطين مروراً بإيران والعراق وسوريا ولبنان... في هذه البلا


كتب حليم خاتون:

 

 لا أعرف لماذا يجب مراعاة حماس، وفي أي مسألة...
المفروض أن حماس جزء من محور المقاومة الممتد من اليمن وصولاً إلى فلسطين مروراً بإيران والعراق وسوريا ولبنان.
..

في هذه البلاد ليست كل القوى شيعية وإن كانت الغالبية والمركز في طهران ...

مراعاة حماس.. يجب أن لا تكون كما راعينا الإخوان المسلمين الذين يحتوون عدة أجنحة...

بكل أسف...
يرتبط نشوء الإخوان منذ الأربعينيات من القرن الماضي مع السفارة البريطانية التي استعملتهم أكثر من مرة ضد الحركات الوطنية المصرية...

في الخمسينيات والستينيات كانوا أشد عداوة على الثورة الناصرية من إسرائيل والاستعمار...

في السبعينيات، استعملهم أنور السادات، ضد اليساروالناصريين، وكغطاء للانفتاح على الغرب وبيع القضية، مع ما انتهت إليه الأمور وقد ظلّ السادات وتحت تسمية "الرئيس المؤمن" يضحك على الشعب المصري البسيط بغطاء من الجناح الأمريكي البريطاني في الاخوان....

صحيح أن قاتل السادات تكفيري من ورثة الحركة الإخوانية، لكن هذا لا يعفيهم من الكثيرمن الجرائم..

في سوريا ولبنان غلب على الإخوان التيار التكفيري فكانوا أعداء الآخر في الوطن سواء كان علوياً أو شيعياً أو نصرانياً أو حتى سُنياً، ولكن مع عقل ومنطق ودون تعصب...

لقد حاول حزب الله مراعاتهم ومدً اليد إليهم في لبنان في التسعينيات، لكنهم خانوا العهود، وكانوا في الشارع مع أنصار السعودية والخليج التابع ل'أمريكا، وكانوا يعادون محور المقاومة بكل التعصب الرجعي والخليجي ..

معظم تكفيريي لبنان وسوريا جاؤوا من أصول إخوانية...

في سوريا لعبوا أقذر الأدوار ولا زالوا على حلف مع أردوغان حليف الأمريكيين وشريك الصهاينة في التجارة،٨ وحتى في أكثر من التجارة...

تزعموا ما يسمّى "الربيع العربي" واستولوا على الحكم في تونس ومصر من حيث كونهم أكثر القوى تنظيما، رغم عدم نزولهم إلى الشارع مع الثورة عند بداياتها...

هم ركبوا الثورة من خارجها...

بسببهم انتشر التكفيريون في شمال أفريقيا...

كانت المخابرات الأمريكية والتركية والسعودية والقطرية ترسلهم زرافات إلى سوريا لتدميرها...

انخرطوا في مشروع أوباما لتسوية القضية الفلسطينية عبر حلف اردوغاني اسلامي يتفق مع الصهاينة على توطين الفلسطينيين حيث هم، وانشاء وطن فلسطيني على جزء من سيناء...

استلموا الحكم في مصر وكان أهم دعوة جهادية للمسمى "محمد" مرسي هو الدعوة إلى الجهاد في سوريا في خطبته الشهيرة في استاد رياضي جمع عشرات الآلاف من المتخلفين عقليا والمنتمين إلى القرون الوسطى ...

في أيام محمد مرسي هذا، سحل تكفيريو الإخوان بعض الشيعة في الشوارع، في حملات تذكرنا بمطاردة الكنيسة لمن لا يعجبها، بتهمة السحر والِارتباط مع الشيطان في أوروبا في القرون الوسطى...

حتى مع سيطرتهم على السلطة في مصر ظلّ قطاع غزةتحت الحصار...

إخوان مسلمون في مصر من الجناح الأمريكي التركي يحاصر إخواناً مسلمين فلسطينيين لتهيئتهم على قبول مشروع أوباما للتسوية...

فشل مشروع أوباما لا يعود إلى وطنية حلفائه من الإخوان... هؤلاء كانوا منبطحين موافقين على كل ما يقوله أردوغان...

فشل مشروع أوباما ناتج عن رفض اسرئيل حتى عن إعطاء حكم ذاتي له بعض الاستقلالية للفلسطينيين...

لو كانت السلطة الصهيونية  ايام أوباما بيد رابين أو باراك أو "اليسار" الصهيوني القابل ببعض التنازلات، لكان إخوان مصر وتونس وبعض فلسطين أجبروا الشعب الفلسطيني على تسوية توافق على اغتصاب أكثر من ثلاثة أرباع فلسطين التاريخية... لكن الحمد لله أنّ التعصب الصهيوني رفض حتى إعطاء الإخوان المسلمين ورقة تين لتغطية عوراتهم...

تماما كما تنبأ الدكتور جورج حبش حين قال: إنّ من سوف ينقذ الفلسطينيين من تسويات التهلكة هم ليسوا العرب، ولا  القادة الفلسطينيون يومها.. بل "الوطنية الصهيونية" وكان يقصد بذلك تعصب الصهاينة لمبادئهم في اغتصاب كل فلسطين وغيرها من الأراضي العربية....

المطلوب ليس مراعاة حماس في تعاملها مع بعض المتخلفين من صفوفها...

المطلوب من حماس الِانخراط في صراع لا ينتهي ولا يقبل أي مساومة مع الصهاينة... ولا يجامل أصدقاء الصهاينة في القاهرة والدوحة وأنقرة...

الذي يريد فعلا تحرير كامل فلسطين التاريخية لا يساوم وهو منتصر...

حماس تحكم غزة ومعها فصائل ترفض المساومة...

المطلوب وضع سقوف غير قابلة للمساومة..

ليس فقط بيت المقدس، وبيت المقدس أهمها...

لكن ماذا عن المنتفضين من الشعب الفلسطيني الذين يعانون الاعتقالات والاغتيالات؟...

مهمة حماس اليوم تأطير كل مقاتل وكل عضو فيهاعلى حفظ الجميل لإيران، وإن كانت إيران قد فعلت ما فعلت انطلاقا من مبادئها الفقهية والثورية..

إنّ أيّ متعصب ضد إيران أو الشيعة أو العلويين أو النصارى، أو حتى الملحدين المعادين للصهيونية، هو تخلف وجاهلية وخيانة للمبادئ الإنسانية يجب القضاء عليه....

في الخامس من حزيران، وقبل أن نستفيق على النكسة، حزن والدي لأننا سوف نستعيد فلسطين بمساعدة الشيوعيين السوفيات الملحدين...

بعد النكسة سأله جارنا:
أيهما أفضل؟ استمرار فلسطين في الأسر، أم جمع كل القوى الحيّة في العالم لتحريرها؟...

لا يمكن لمناضل أن يكون مناضلاً فعلاً إذا حمل في صدره تعصبا وكرهاً لأخيه في الوطن وأخيه في النضال ضد مغتصب الحقوق...
أساسا لا ينجح نضال لا يقوم به حرّ يحترم حرية الآخرين...

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري