بينما يغيب محمد بن سلمان في الأوقات الحساسة من تاريخ الامة والتي تتطلب موقفا حازما من الدولة الاسلامية الاهم والتي تضم مقدسات المسلمين، تستمر ردود الفعل لشعب شبه الجزيرة - ما يسمى بالسعودية - ضعيفة في التعبير عن نصرة الحق الفلسطيني ومقاومة الشعب الفلسطيني والمنافحة عن مقدسات الامة في القدس.
ويرجع ذلك بلا شك للخوف من مناشير محمد بن سلمان وسجونه وتعذيبه، وأبناء الشعب ومثقفيه بالتأكيد في أغلبهم يرفضون سلوك ولي العهد، ويخشون اجراءاته ضد مخالفيه خاصة وان الرجل وطبق مصادر متواترة كلها تؤكد ادمانه على انواع من المخدرات تجعله يتخذ قراراته تحت تأثيرها كما فعل عند استشهاد جمال خاشقجي. أحكام قد تصل الى السجن والتنكيل واحيانا الاعدام بالصاق التهم ضدهم في حال أيدوا الفلسطينيين ضد الصهاينة، وهنا مفارقة فدعاة اتباع السلف من هيئة علماء الديوان الملكي السعودي ووهابية البلاط هاجموا في معظم مواقعهم حركة المقاومة الاسلامية حماس بحجة شكر اسماعيل هنية لدور ايران في دعم المقاومة، بينما يجب السكوت عندما يدعو بن سلمان لفتح صفحة جديدة مع ايران بل يتمنى للايرانيين الازدهار ويدعو للتعاون معهم في المنطقة. لقد اصبحت المملكة بقيادة هذا الامير سجنا كبيرا ودولة لفنون انواع العقاب والخوف فحكم عشر سنين عقوبة على نشرة جوية لا تعجب سموه! وعشرين سنة على تغريدة، بل اعدام ان شاركت في مظاهرة، وتقطيع وفرم وتذويب الجثة اذا عارضت بادب ومسالمة، وسجن لا محدود اذا صمت ولم تطبل، وقد قامت السلطات باعتقال مغرد في بدايات حرب غزة لانه فقط طالب باطلاق سراح الفلسطينيين في السجون السعودية عقابا لاسرائيل على جرائمها ولا يعرف مكانه حتى اللآن.
ومما يؤسف له ان الاف حسابات الذباب الالكتروني كانت في وقت المحنة والحرب على الفلسطينيين تروج لدعاية ومضمون تغريدات الناطق باسم الجيش الصهيوني، وتنشط وسم "فلسطين ليست قضيتي"، وتدافع عن حكومة القبيلة في الامارات التي وفي ذروة العدوان على غزة واستشهاد عشرات الاطفال الفلسطينيين؛ كانت الامارات حليفة بن سلمان تفسح وتفرح اطفال المستوطنات الاسرائيليين في أجمل مناطق الدولة وتستضيفهم على نفقة الدولة في فنادق 5 نجوم! أما عن أسباب هذا الغياب ففضلا عن العقيدة السياسية لكن يبدو أن المختصين الطبيين أكدو في نصائحهم لولي العهد السعودي بعدم الاكثار من الحضور والاطلالات لان ما كشف من تعاطيه للمخدرات تؤثر وبشكل مبالغ على سلوكه، وهو ما شاهدناه في حركات يديه وتعابير وجهه عند ظهوره الاعلامي، والمقربون من آل سعود يشيرون لسياسيين كثر في امريكا واوروبا بأن محمد بن سلمان يتعاطى المخدرات، وهو ما ورد ايضا في كتاب "الحصار.. ترامب تحت النار" (Siege: Trump Under Fire)، حيث كشف الكاتب الأمريكي الشهير مايكل وولف أن محمد بن سلمان يعاني من مشكلة مزمنة وهي تعاطي الكوكايين وألعاب الفيديو، والإدارة الأمريكية تعرف ذلك وتتستر عليه، ويستند هذا الكتاب إلى أكثر من 150 مصدرًا تحدث معهم وولف.
[email protected] ناشطة حجازية ضد التطبيع