العاطلون عن العمل في أزمة.
العاملون في أزمة...
الأطباء، المهندسون، الموظفون، الكبار، الصغار، الرجال، النساء، الاولاد... الفقراء، الأغنياء...
كل ما في لبنان ومن في لبنان، في أزمة...
البلد كله في أزمة...
باختصار، البلد "مش ماشي"...
لا بل هو في سقوط حر دون ضوابط في حفرة لا قعر لها...
في علم السياسة والاجتماع والاقتصاد والفيزياء والكيمياء والدين والدنيا... هذا له اسم واحد فقط لا غير
النظام في أزمة.
لم يعد ينفع لا حقن ضد الالتهابات ولا كورتيزون ولا شيء مما في قاموس هذا النظام العلاجي لمدواة أزمة النظام...
حقن المورفين التي وصفها اتفاق الطائف استنفدت فاعليتها...
باريس واحد وأثنين وثلاثة، وودائع كان الغرض منها القبض على عنق البلد... كل هذا، كان مجرد ذر للرماد في عيون شعب دخل إلى الفخ برجليه............
لعب هذا الشعب دور الطير الذي يقف على "الدبق"، يتناول الحبوب- الفخ، وعندما أراد معاودة الطيران أخذ "يبلعط بريشه" دون جدوى ...
حتى لو قامت السعودية أو صندوق النقد أو سيدر أو باريس عشرة أو "ضراب الطبل" لن يمشي الحال...
ببساطة، ما سوف تفعله أية حكومة مع الحريري أو غيره من هذه الطبقة، لن يكون أكثر من مداواة مرض السرطان بزهرة من الخشخاش...
في الميكانيك، الموتور كما كل القطع لها عمر افتراضي محدود.
موتور هذا النظام خلص عمره...
طائرة الرئيس بري قد تقلع، لكنها لن تطير مسافة "محرزة" قبل أن تسقط...
الذي لا يصدق هذا الأمر هم فقط أهل هذا النظام الذين عاشوا طفيليا عليه كما تعيش البراغيث على البقر...
البقرة كانت وطنا حلوبا ....
امتصت البراغيث كل قطرة حليب ممكن امتصاصها...
وتكفل البق بامتصاص دم هذه البقرة حتى استحالت جلدا يستر هيكلاً عظميا نخره سوس الطوائف...
يُجمع الخبراء أنه عشية 17 تشرين 2019، كان لدى المصرف المركزي 40 مليار دولار، وأن السيولة في المصارف مجتمعة كانت لا تقل عن 20 مليار دولار.
كل هذه الدولارات تم جمعها بكل طرق الاحتيال التي لجأ إليها رياض سلامة والمصارف مما يعاقب عليه القانون في البلاد التي فيها قانون وقضاء وليس كوزمتشية نظام...
لم تكن هذه المليارات سوى مورفين من مودعين صدقوا رياض سلامة والوزير الخليل...
هذان الرجلان مسؤولان عن كذب واضح وصريح وقع ضحيته اللبنانيون، في نفس الوقت الذي كان حاكم المركزي رياض سلامة يهرب أمواله إلى الخارج...
في دولة قانون، يجب أن يكون رياض سلامة اليوم موقوفا ويتم التحقيق معه، وليس في مكتب حاكمية مصرف لبنان...
المودعون الذين لم يصدقوا شربل نحاس، وركضوا وراء الفائدة العالية في مصارف لبنان،
صدقوا رياض سلامة والوزير حسن الخليل...
هناك من باع بيته وانتقل إلى الإيجار، لأن الفوائد تغطي الإيجار والمصاريف الشهرية أيضا...
المغتربون عدلوا عن الاستثمار في أية مشاريع لأن الفوائد تغطي مردودا أعلى...
"بيستاهلو"، سوف يقول خبير بُح صوته في التحذير من الأزمة القادمة دون جدوى...
لكن، في النهاية، هناك مسؤولية تقع على من باع الناس اوهاما، في نفس الوقت الذي كان قد ضرب ضربته في السوق و"ضبّ" الغلة وهرب إلى الخارج...
حتى أؤلئك، من اهل النظام الذين تفاجأوا ب17 تشرين، ماطلوا وراحوا وجاؤوا سنتين في حكومة صورية لا تلبس حتى ورقة توت، وفي لجنة مال على رأسها ابراهيم كنعان الذي ورغم كل الصراخ وادعاء العفة، لا يزال هو ووزير المال يغطون كل الارتكابات في مسرحية هزلية مبكية لا تنتهي...
بعد صراخ زاد على السنة، استفاق رياض سلامة والنظام الذي وراء رياض سلامة على وجوب الإفراج عن ودائع صغار الكسبة، وتقسيط هذا الإفراج على ثلاث سنوات لاراحة السوق وصغار المودعين في نفس الوقت...
قاموا بهذه الخطوة متأخرين أكثر من سنة...
ماذا حصل خلال هذه السنة؟
قام اهل النظام بتهريب أموالهم إلى الخارج تحت سقف رفض قانون الكابيتال كونترول...
سوف يتم تمويل السحوبات من الاحتياط الإلزامي بعد أن ضرب الذي ضرب، وهرب الذي هرب..
بمعنى آخر، سوف يتم التمويل ممن لا حول له ولا قوه في هذه الدولة... قد يكونون من الاغنياء، لكنهم من خارج هذه الطبقة وعفنها...
هل يصدق أحد أن دولة المصارف سوف تفرض على المصارف إعادة الودائع الصغيرة من المبالغ التي هربتها إلى الخارج...
خطوة ترقيعية جديدة مطلوبة ولكن غير كافية.
سياسة "من دهنو، قليلو" هي التي سوف تسري... وإذا مشى الحال بنظرهم والحال لن يمشي أكثر من مرحلة قصيرة، قد يعودون لشراء أملاك الدولة ومرافقها بالمال المنهوب...
خطوة لن تحلّ المشكلة وسوف تمتص من قوة الانفجار الشعبي لافراغه من الفاعلية عبر تحييد حوالي 800 الف مودع سوف يرضون بما تقرر أخيرا...
الناس لاهية بمشاريع حكومية لن تستطيع فعل أي شيء، ببساطة لأن حاميها، حراميها...
حتى في عز مشكلة الحريري عون، طرح بعضهم ميقاتي...
نعم ميقاتي القروض السكنية ما غيره...
أمامنا سيارة اسمها لبنان.
موتور هذه السيارة "فارط".
الموتور فرط، لأن المتابعة والصيانة وتغيير الزيت وغيرها
كان يقوم به مجموعة من اللصوص المحترفين...
كل واحد كان يسرق قطعة اصلية ويضع مكانها ما هو أكثر مرضا من عقله العفن..
وصلنا اليوم إلى وضع، صارت كل قطع السيارة مستعملة حتى الهلاك وغير اصلية...
جاء مجلس النواب، وجاءت القوى والأحزاب السياسية تريد من أحد المسؤولين عن خرابها أن يفعل شيئا...
أساسا، هو ليس ميكانيكيا، هو بالكاد تعلم المصلحة على يد والده...
حتى مجرد الكلام، لم يكن يجيد.
عمل مع شركة مقاولات أبيه في السعودية حيث كل شيء لصوصية بلصوصية... جاء إلى لبنان وطبق ما يعرفه فوقعنا في الحفرة...
ورث عن أبيه مليارات مسروقة فبعثرها، ويروح ويجيء راجيا من المولى أن ينال عطف سلاطين الكيبتاغون والمنشار،
علهم ينظرون في أمره...
ونحن تستجدي هذا التافه الصعلوك أن يصلح السيارة- البلد.
كان حماي يردّد أن معظم الميكانيكيين في لبنان هم "سنكرية" سيارات...
سعد الحريري وميقاتي وميشال عون وباسيل وكل الطبقة السياسية في لبنان هم سنكرية سيارات، وكل معرفتهم بالسيارات لا تصل إلى مستوى فهم تغيير دولاب سيارة على أيدي رجل آت من فوره من العصر الحجري...
إذا أردنا فعلا انقاذ هذا البلد،
يوجد حل واحد فقط لا غير..
إضرام نار كبيرة في وسط ساحة الشهداء، ورمي كل الطبقة الحاكمة وأصحاب المصارف فيها، إلا من يتوب إلى ربه ويعيد المال المنهوب ثم يوضع في دير لا باب له ولا نافذة، في القطب الشمالي أو الجنوبي، لا فرق، وتحت حراسة تماسيح لا تشبع من النظر إليه بشهية...
بعد كل هذا، يخرج أحمق ما من حزب ما، ويقول لك المشكلة أنهم لم يطبقوا الطائف...
يا معلم، يا حضرة..
"ما هوًي" لو كان الطائف قابلا للتطبيق لما ظلّ على الرف ثلاثين سنة،
كل يوم يتعفن أكثر إلى أن فاحت منه كل روائح الموت والتحلل...
الحريري، ميشال عون وغيرهم.. كل هذا ليس سوى أوهام سوف تؤدي إلى الدوران حول المشكلة ووصف علاجات لا تزيد عن ضمادات لخفض الحرارة..
الحل، هو ما ذُكر أعلاه...
والجائع فعلا، والذي يعاني هو عليه البدء بدفع هؤلاء صوب لهيب النار...