جولة جديدة من الاجتماعات الفلسطينية تنعقد في القاهرة يومي 12, 13 , حزيران 2021 وكأن شيئاً لم يحدث متجاهلة ملحمة فلسطينية جديدة جعلت فلسطين كلها اليوم أقرب .
واضح ان هذه الجولة من الاجتماعات الفلسطينية شأنها شان الاجتماعات التي سبقتها يتحكم بها وبأجندتها وبأهدافها الجهات الداعية لها والراعية لها , وفي بيروت كانت الدعوة من رئيس السلطة ...وفي القاهرة كانت الدعوة مراراً من جهاز الأمن ومؤخراً من الرئيس السيسي بدعوة أو رعاية منه ورعاية رئيس السلطة .. إن إجتماعات على هذه الشاكلة لا طائل منها ولا فائدة ترجى من ورائها مهما كانت نوايا البعض وليس هذا فحسب بل تكون معيقة الى حد كبير لأي دعوة أو توجه أو مطالبة ببناء الوحدة الوطنية وإعادة بناء مؤسسات م.ت.ف وتجعل من هذه الدعوة وهذا المطلب الوطني مجرد وجهة نظر أو رأي أو حديث يجري تدوينه في محضر اجتماعات ليس إلا ... وواضح أن هذه الاجتماعات بالشكل التي تنعقد فيه وبالمواقف الذي جرى إطلاقها وخاصة بيان اللجنة التنفيذية مؤخراً الذي يدعوا لعملية سياسية بمشاركة الرباعية الدولية وكأن شيئاً لم يحصل فكل حديث عن ملحمة فلسطينية حصلت وانجازات وطنية هائلة تحققت بفعل المقاومة وان يكون من شأن الاجتماعات البناء عليها لا وجود له لا عند السلطة وهي طرف أساسي وفاعل في هذه الاجتماعات ولا عند مصر الجهة الراعية والمؤثرة أيضاً ..فالاهتمام عند السلطة كما جاء في بيان اللجنة التنفيذية الأخير بهدف انهاء الانقسام عبر تشكيل حكومة وفاق وطني تعكس برنامج المنظمة وسياساتها وتعاملها مع المجتمع الدولي وتدعو لعملية سياسية بمشاركة الرباعية الدولية , إن مثل هذه المواقف التي تتجاهل ما حققته الملحمة الفلسطينية المجيدة وما أحدثته من أزمات عميقة يتخبط بها , تفضح نهج هذه السلطة الذي لا يتغير ولا يتبدل ويوضح أن هدف هذه الاجتماعات هو إدارة الأزمة في الساحة الفلسطينية وليس حلها وبطريقة تعوم السلطة نفسها وتكبح جماح أي تحركات داخل فتح نفسها وتبقي على دورها القيادي الفاعل يحفظ الاعتراف بها ويضمن تقويتها مع ان هذه السلطة في واقعها الراهن هي على شفير السقوط .
ومن وجهة نظرنا فإن هذه الملحمة الأخيرة التي كتبها شعبنا بصموده وبالصدور العارية وباللحم الحي تحققت فيها انجازات وطنية كبيرة لا بد من البناء عليها ..فإذا كنا نتحدث عن انتصارات فلا بد من حماية هذه الانتصارات وعدم السماح بإجهاضها وحماية الانتصارات يستدعي الارتقاء بالعمل الوطني وبلورة جبهة مقاومة وطنية متحدة تقود نضال شعبنا وتعمل على استعادة المنظمة لخطها الوطني وليس العمل بسياساتها كما جاء في بيان التنفيذية وهذا يحتاج لحوار وطني شامل وهنا لا بد من الإشارة أن حضور الجميع والكل الفلسطيني بالحوار لا يجوز أن يكون بيد السلطة واللجنة التنفيذية حيث يبدو الأمر وكأنه مكرمة أو أن هناك من يقدم طلباً لها, فمشاركة الجميع بالحوار مسألة مبدئية فللحوار مبادئه كما أن له أهدافه وله الجهة الداعية له , واليوم نؤكد بثقة أن الجهة الداعية له من وجهة نظرنا يجب أن يكون عبر هيئة وطنية يجري التفاعل والتشاور بكيفية تشكيلها ...هيئة تدعو لحوار شامل تؤمن حضور كافة الطاقات الوطنية بمختلف مسمياتها ... هيئة تضع أهداف الحوار ...تؤمن إجتماعاً على طاولة فلسطينية وفي قاعة يعلوها علم فلسطين وراية منظمة التحرير الفلسطينية ... هذا ما ندعو له ونطالب به ليكون الهدف جبهة مقاومة وطنية متحدة متفاعلة مع محور المقاومة وجبهة المقاومة الممتدة والمتسعة
أبو فاخر / أمين السر المساعد لحركة فتح الإنتفاضة



