كتب الأستاذ حليم خاتون:
عندما ردد السيد في خطبته الأخيرة، كلمات الشكر لمحبيه، لم يخرج عن التواضع...
الحقيقة هي أن محبي السيد نصرالله في لبنان يزيدون بالتأكيد عن نصف سكان البلد..
لعل السيد نصرالله هو أكثر الشخصيات العامة في لبنان الذي يملك كاريزما عابرة للطوائف...
وصف السيد "بالزعيم"، هو في الحقيقة أهانة لقائد متواضع ينتمي بجدارة، كما سلفه السيد عباس الموسوي، إلى مدرسة علي ابن ابي طالب الذي يحيا إنما تعبداََ لله وخدمة للناس... وللحق...
لا يتوانى بعضهم عن حشر السيد حسن في خانة زعماء البلد الذين وحدهم يتحكمون بمصيره...
هل في شخصية السيد شيء من الزعامة؟
كل قائد قادر على الزعامة، لكن ليس كل زعيم قادر على القيادة..
القيادة، قيادة الناس، شرف لا يُحظى به سوى من بعُد عن كل الوسائل الدنيوية حتى ولو كان الهدف نبيلا...
قد يناشد بعضهم الزعيم الفلاني في امر ما؛ ومعظم زعماء لبنان قادرون على الكثير من الأمور ولكنهم ينطلقون دوما من مصالحهم الطبقية والطائفية الضيقة...
السيد نصرالله من القلائل في هذا البلد الذي لا ينطلق من آفاق ضيقة، بل من منطلقات إنسانية تبغي الخير لكل البشر، محبةََ وقربةََ إلى الواحد الأحد...
إدارة الأوطان ليس بالأمر السهل الذي قد يظنه البعض...
في لبنان، وصل الوضع بالناس درجة لم يعد فيه اللبنانيون يناشدون الزعماء على الشاشات، بقدر ما يدعون الله الانتقام منهم في أحسن الأحوال... وفي أحوال كثيرة أخرى يوجهون الإهانات بالجملة للقيمين على البلد...
قرأت للأخ اسماعيل النجار مناشدة للسيد حسن...
استوقفني الأمر...
هل يجب مناشدة السيد ام شكره على تحذيره الاخير للسلطة بشأن أزمةالبنزين؟
استيراد البنزين والمازوت من إيران بالعملة الوطنية...
كل المقيمين في لبنان سوف يستفيدون من هذه الخطوة إن حصلت...
اصحاب الودائع سوف يستفيدون، لأن السلطة والحاكم سوف يخففون من نهبهم المتواصل لهذه الودائع...
الليرة سوف تستفيد، لأنها سوف تصبح عملة مطلوبة للاستيراد، فتقوى مكانتها وتستعيد بعضا من العزة التي سلبها الدولار...
الدولار سوف ينخفض مرغما...
سوف ينتف شعره فارس سعيد وسامي الجميل وبقية جوقة أغنية التهريب إلى سوريا...
السيد لا يحتاج إلى تهريب البنزين والمازوت إلى سوريا..
إيران التي سوف تبيعنا هذه المواد ترسله الى سوريا مباشرة..
هذا لا يعني نفيا لعمليات التهريب...
ما كان يجري، كان تجارة على حدود سايكس بيكو لأهل مناطق متداخلة المصالح في البلدين...
الحزب لا يحتاج للتهريب للحصول على تمويل كما كان يتشدق أيتام المتفرنسين والمتأمركين الذين لم يستطيعوا ادخال سلعة واحدة إلى البلد دون نهب أموال المودعين لدفع ثمنها...
إذا، المناشدة صحيحة مئة في المئة... وهي تتوجه إلى رجل كل همه يرتبط بهموم الناس...
لكن ... وبالإذن من أخي وحبيبي الكاتب اسماعيل النجار.... المناشدة ناقصة...
المناشدة لا تتعلق فقط بالبنزين والمازوت ...
المناشدة لا تتعلق فقط بالدواء..
المناشدة لا تتعلق فقط بالسلع الغذائية...
المناشدة لا تتعلق فقط بانهيار القدرة الشرائية للمواطنين...
المناشدة لا تتعلق فقط بنهب مقدرات الناس وجنى عمرهم...
المناشدة لا تتعلق فقط بالنيل من كرامة الناس والإمعان في الحط من قدرهم....
المناشدة ...
المناشدة هي من أجل وطن مسلوب آخر وبصيغة سلب أخرى...
إذا كانت فلسطين مسلوبة من الصهاينة فإن لبنان مسلوب أيضا لكن، من قبل الإمبريالية واتباعها الإقليميين ووكلائهم اللبنانيين الذين يتزعمون على قبائل طائفية من جاهلية العصر الحالي..
مجموعة من القطط السمان تتقاسم كل احتكارات البلد ومقدراته... تعشعش في قصور يحميها "قوادون"...
مناشدة السيد تنحصر في مسألة واحدة فقط...
يقول الفيلسوف الأيرلندي الشهير برنارد شو...
أن السياسيين كالقردة،
حين يختلفون، يخربون المحصول...
وحين يتفقون، ينهبونه...
دور حزب الله في التوفيق بين هؤلاء، هو محاولة للتوفيق بين القردة المختلفين المتخاصمين...
المطلوب من الحزب ليس العمل على التوفيق بين القردة...
المطلوب من الحزب مساعدة الناس وتأطيرها للتخلص نهائيا من القردة...