كتب جورج حدادين:
استعارة مدخل
" الحزب الشيوعي السوداني، نحروه أم انتحر " كتاب للصحفي اللبناني فؤاد مطر
" خيط الحب " مسلسل إسباني ، حيث يقرر صاحب أكبر شركة أزياء الإنتحار بعدما شارفت على الإفلاس، حيث صعد إلى سطح العمارة ورمى بنفسه ، سقط على الأرض وارتطم بسيارة كانت مارة في الشارع بالصدفة فصرخ ، أنقذوني ، وفارق الحياة.
معطيات في الواقع الأردني
1: تتحدث الصحافة الغربية المطلعة عن قرب إفلاس ثلاث دول عربية هي " الأردن وتونس ولبنان " لماذا؟
هل يسمح المركز الرأسمالي العالمي بإفلاس هذه الدول الحليفة الهامة لناحية الموقع والوظيفية.
2 : وقع الأردن مع الولايات المتحدة اتفاقية أمنية تسلم بموجبها القيادة السياسية في الأردن الهيمنة : العسكرية والأمنية والسياسية المطلقة على البلاد للولايات المتحدة.
3 : اتباع القيادة السياسية إجراءات تعمق من التوتر الاجتماعي المشتعل خلال الثلاث عقود الأخيره، جراء تنامي الفقر والجوع والعوز وزيادة نسبة البطالة وتردي الخدمات الصحية والاجتماعية والتعلمية، وتطبيق سياسة الفساد والإفساد آلية حكم ونهب المال العام وانفلاش مؤسسات الدولة : التشريعية والتنفيذية والقضائية، وفقدانها الهيبة المفترضة، ويبدو أنها إجراءات كيدية موجهة مفروضة من الخارج لإنفاذ مخطط قادم على المنطقة، إعادة تشكيل المنطقة.
4 : الأزمة الحقيقية القائمة في البلاد هي أزمة بنية الدولة الوظيفية المستهلكة الريعية التابعة ، وأزمة ناجمة عن اتباع نهج مفروض من الخارج، حجز استثمار الثروات الطبيعية والمقدرات الوطنية بهدف منع قيام دولة منتجة، وتفتيت المجتمع على أسس عناصر مفوتة ومكونات بدائية بهدف منع اندماجه في مجتمع منتج موحد،
5 : المعضلة الحقيقية تكمن في أن الدلائل تشير بوضوح إلى أن النظام السياسي في البلاد وضع نفسه ومعه الدولة والمجتمع أمام خيارين " النحر أو الانتحار " ولا ينفع أن تصرخ أنقذوني بعد السقوط والارتطام وفوات الأوان.
بالاستناد إلى هذه المعطيات والحقائق المعاشة والملموسة لدى جميع أبناء هذا البلد، وخاصة الشرائح الكادحة والمنتجة وصغار الموظفين المدنيين والعسكريين وصغار المزارعين والمفقرين والمهمشين، ونتيجة انصياع القيادة السياسية والاقتصادية المطلق لإملاءات الخارج، وعجزها / عدم قدرتها عن اجتراح حلول حقيقية للأزمة المستعصية والممتدة المدمرة للدولة وللمجتمع، يبدو أن المجتمع أصبح ملزماً البحث عن حلول جذرية لإنقاذ الدولة والمجتمع من الإنتحار،
ويبدو أن قناعة قد تشكلت أو قيد التشكل بأن كافة الحلول التي طرحت خلال العقود الماضي سواء من قبل القيادتين السياسية والاقتصادية أو من قبل ما يسمى بقوى الإصلاح ومطالبها الأبدية ، منذ تأسيس الإمارة الى اليوم، ولم تنجز شيئً، مطالب تغيير البنى الفوقية، بمعنى تغيير القوانين والأنظمة والتشريعات والتركيز على قانون الانتخابات وقانون الأحزاب.
الحقيقة الثابتة أن المصالح هي التي تحرك الشرائح في المجتمع وبحسب المصالح والمبادئ تتولد المبادئ، وليس العكس، وهذا ما ترتكز إليه وتفرض على كافة المناضلين والساعين إلى إحداث التغيير من أجل الخروج من هذه الأزمة الخانقة تبني
" متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي" في آن.
تحرير المجتمع من الظلم والاضطهاد والاستغلال يشكل الرافعة الحقيقية لتحرير الأوطان من التبعية والهيمنة .
البحث عن حلول داخل صندوق الإصلاح وتغيير التشريعات والقوانين وهم طال أمده وحان تخطيه.
" كلكم للوطن والوطن لكم"


