كتب الكاتب حليم خاتون: نبيل نقولا، ونصف الحقيقة.
أخبار وتقارير
كتب الكاتب حليم خاتون: نبيل نقولا، ونصف الحقيقة.
حليم خاتون
16 حزيران 2021 , 16:02 م
كتب الكاتب حليم خاتون:    في مقالة شهيرة للمؤلفة الأميريكية فيرجينيا وولف، تقول الكاتبة... إن الكلام في أي موضوع كان، لا يكون مفيدا إذا انطلق من عدم معرفة بكل جوانب هذا الموضوع... فكيف الامر،

كتب الكاتب حليم خاتون: 

 

في مقالة شهيرة للمؤلفة الأميريكية فيرجينيا وولف، تقول الكاتبة... إن الكلام في أي موضوع كان، لا يكون مفيدا إذا انطلق من عدم معرفة بكل جوانب هذا الموضوع...

فكيف الامر، إذا كان من يتناول موضوعا ما ملم جدا بالكثير من الجوانب، لكنه يتعمد تجاهل بعض هذه الجوانب في سبيل دعم موقف يعتقد أنه قد يكسبه بعض الشعبية أو الرضى في قواعد تياره...

أكثر ما يؤلم، هو تبني النائب لمغالطة تنشرها ابواق السفارة الأميركية في لبنان حين يلمًح أن الحزب يشارك بعمليات التهريب على الحدود السورية...

اولا، لا يحتاج الحزب لتهريب البنزين والمازوت إلى سوريا لأن إيران تتكفل بإيصال هاتين المادتين إلى الدولة السورية مباشرة كما فعلت مع فانزويلا..

ثانيا، الحزب لا يحتاج للقيام بالتهريب لتمويل نفسه، لأن نفس الدولة التي توصل الوقود إلى سوريا تقوم بسد كل نفقات الحزب من موقع التحالف الإستراتيجي الذي يعلو فوق كل ما يجهله النائب المذكور...

أخيرا، وليس آخرا... أن معظم التهريب الذي يجري عبر الحدود هو تجارة يقوم بها أهل المنطقة من الجانبين... هذا كان موجودا حتى قبل وجود لبنان الكبير وقبل سايكس بيكو... وما يجمعه الله، لا تفرًقه سلطة مهما علا شأنها...

ثم أن رفيق النائب نقولا السابق، الكاتب جان عزيز، قالها علنا وبالفم الملآن أن البنزين المدعوم  دخل وقُبض الدعم ثم تم تصديره إلى الخارج لقاء فريش دولار...

البنزين، حضرة النائب تقوم بتهريبه نفس مافيا احتكار استيراده... وما على النائب المحترم سوى سؤال رفيقه السابق ليعرف ما لا يرغب بمعرفته...

بشكل عام طلب النائب نقولا من الحزب أن يقوم بضبط كل المخالفات التي تحصل...

بمعنى آخر، يطلب النائب من الحزب أن يقوم بمهام السلطة دون أن يطالبه باستلام السلطة التي سيطر ويسيطر عليها من وقت غير قصير تياره السياسي بالشراكة مع آخرين...

لقد كان الكاتب سركيس نعوم أكثر انسجاما مع نفسه حين طالب حزب الله باستلام السلطة بمشاركة الجيش اللبناني... أي أن الكاتب المذكور طالب الحزب بانتزاع السلطة من أيدي تيار النائب وشركائه في الحكم، سواء كانوا حلفاءََ ام خصوما...

قد يشارك المرء النائب نقولا انتقاد موقف الحزب الpassif تجاه الفساد والذي لا يريد 
 الدخول في محاربة هذا  الفساد. لكن ماذا عن الفساد الموجود داخل التيار؟...

مرة أخرى أعيد النائب نبيل نقولا إلى مطالبة الكاتب جان عزيز للوزير باسيل بالشفافية في مسألة بواخر الكهرباء...

وطالما أن النائب المذكور يريد محاربة الفاسدين بحق وليس مجرد مبارزة طواحين الهواء، لماذا لا يشرح سبب تخلي التيار عن "البراء المستحيل"، بمجرد القيام بتوقيع التسوية الرئاسية.

أليس هذا قمة في الفساد عبر شراء موقع الرئاسة مقابل السكوت عن الفساد والفاسدين..

بالتأكيد، لا أريد الدفاع عن عجز الحزب أمام آلة الفساد المستشرية في كل جهاز الدولة اللبنانية، لكن ما يفعله النائب المذكور هو ما يفعله تيار المستقبل، وما يفعله اللقاء الديمقراطي، وما يفعله تيار العزم، وما تفعله حركة امل، وغيرهم وعلى رأسهم، ما يفعله التيار العوني... وهو المحاضرة في العفّة....

لو كان التيار جادا في إصلاح النظام اللبناني لما كان كل همّه في الدوحة كسب مقعد هنا او مقعد هناك مقابل خسارة رجالات من غير الفاسدين لإمكانية النجاح في الانتخابات...

الجنرال عون الذي كما قال النائب نقولا لجريدة القوات "نداء الوطن"، لم يرفض نقده لحزب الله، لا يستطيع أن ينفي أنه أحد أكثر الزعماء الطائفيين طائفية... إلى درجة أن الوزير جبران رفض تعيين حراس احراج مسلمين لعدم تمكنه من إيجاد مسيحيين يريدون هذه الوظيفة وان صديقه النائب ماريو عون رأى في الحرائق الصيفية مؤامرة تستهدف المسيحيين في إحدى أسوأ مسلسلات الكوميديا السوداء...

لو كان النائب نقولا يريد فعلا إصلاح النظام في لبنان، لبدأ 
اولا في تنقية التيار العوني من كل الطائفيين، ولقام بالدعوة إلى إلغاء كل الشرائع الطائفية والمذهبية ودعى إلى إقامة نظام وطني مدني يقوم على احترام كل الوطن وليس أجزاء منه، وذلك عبر إجراء انتخابات خارج القيد الطائفي وعلى أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة، فلا يقوم عون بشد العصب الماروني ولا يقوم الحريري وخصومه بشد العصب السني كما فعل مؤخرا في المجلس الشرعي، ولا استطيع اتهام نبيه بري بهذا الاتهام لأن حركة أمل طلعت أكثر علمانية من ميشال عون وتنادي ليل نهار بالدولة المدنية دون أن يلاقيها أحد في الطريق بما في ذلك حزب الله الذي يراعي حليفه رئيس الجمهورية...

الدعوة إلى الدولة المدنية هي مفتاح إعادة بناء هذا الكيان اللبناني على أسس وطنية، نظيفة من كل فساد حيث يختبئ كل الفاسدين خلف طوائفهم... فهل يجرؤ نبيل نقولا على هذه الخطوة؟
 

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري