كتب الأستاذ حليم خاتون:
يعم لبنان اليوم إضراب شامل...
حتى في الإضرابات في هذا البلد... يسري قانون "حارة كلّ مين إيدو إلو"...
الكل يعلن الإضراب...
الفقير والغني... المظلوم والظالم... الآدمي واللص...
تيار المستقبل وسعد الحريري؛
التيار العوني وميشال عون؛
يؤيدان الإضراب الشامل الذي دعى إليه الإتحاد العمالي العام... ويشاركان به رفضا لمافيات المال والسلطة... صدًق، أو لا تصدًق... لكن أمور كهذه ممكن أن تحدث في دولة لبنان الكبير...
الإتحاد العمالي يحتجّ على ما آلت إليه اوضاع البلد بعد أن استيقظ فجأة من التبعية لنفس هذه السلطة طيلة ثلاثة عقود لم يرى فيها، لا الفساد، ولا الإحتكارات، ولا صفقات السمسرة في كل شيء، ولا تنفيذ المشاريع بأضعاف أضعاف الكلفة الحقيقية...
فجأة، نزل الوحي على الإتحاد العمالي، فتذكر أن جوهر وسبب وجوده، هو الدفاع عن الطبقات الفقيرة ومنع استغلالها من قِبَل مصاصي الدماء الذين لا يزيد عددهم على واحد في المئة من الشعب اللبناني.
المهم، دبت الروح في هذا الإتحاد، بعد أن كاد يُشيّع إلى مثواه الأخير- مزبلة التاريخ.
رغم كل الغرابة، يستطيع المرء تصديق هكذا إمكانية...
حتى رعاة هذا الإتحاد من أهل السلطة لم يعد بإمكانهم الإستمرار في شراء الذمم...
ليس لأنهم أفلسوا؛ لا، معاذ الله...
هؤلاء، أموالهم لا تأكلها النيران...
ليس فقط لكثرتها، بل لأنها مخبأة في بنوك ومؤسسات الجنات الضريبية... ومحفوظة جيدا بعيدا عن أي مساءلة أو محاسبة...
حتى النذر القليل الذي كانوا يحتفظون به في البلد، قاموا بإخراجه، بينما كانت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب العوني جداََ جدا، ابراهيم كنعان وعضوية كل الأحزاب والقوى المشاركة في إضراب اليوم، تدرس تطبيق قانون الكابيتال كونترول... وذلك منذ حوالي السنتين، نظرا لأهمية هذا الموضوع ولصفة العجلة التي يتمتع بها... ولولا صفة العجلة هذه، لكان هذا القانون خرج إلى العلن يوم الدينونة، وهو حتى اليوم لم يخرج على اي حال!!!
أن يعلن العمال والموظفون وبقية الطبقات المسحوقة التي نُهبت كل مقدراتها ... هذا أمر مفهوم...
أما أن يشارك في الإضراب كل زعماء المافيا بعدما فعلوا بالبلد والشعب ما فعلوه... فهذا ...
لا يوصف...
كلمة حقارة لا تناسب على الإطلاق...
كلمة نذالة أيضا، خفيفة...
هو استحمار لحوالي أربعة ملايين لبناني لم يوجد حتى اليوم بينهم من شرب حليب سباع... أو شبع من حليب أمه..
ليذهب إلى بيوت هؤلاء ويجرهم إلى الساحات ليتم التضحية بهم قربة إلى الله تعالى...
هنا، يصح استعمال منشار ابن سلمان... لأنه بغير هذا لا يمكن للمال المنهوب أن يعود...
ولا يمكن لهذا الوطن أن يكون
أو يصبح وطنا...