كتب الأستاذ حليم خاتون:
كثيرا ما يسمع المرء هذه العبارة التي يعتقد اصحابها، أن الصهاينة يعطون أي أدنى اهتمام لما نشعر به من رفض وغضب...
طالما أن رفضنا وغضبنا لا يزيد عن استنكارات لفظية تضيع في الهواء دون أن تترك أي أثر...
أجل بالتأكيد، جيش الاحتلال والشرطة سوف يواكبون المستوطنين ويمدونهم بكل المستطاع لقهر الفلسطينيين وسلبهم ابسط حقوقهم الإنسانية...
هم يفعلون ذلك منذ ما قبل النكبة ولا يعيروننا اي اهتمام...
افهم أن يقول هذه الجملة مذيع يتكلم على قناة تتوجه إلى الأوروبيين أو غيرهم من الأجانب...
لأن الغشاوة التي يضعها الأعلام المباع والتابع على أعين الأوروبيين كثيفة وسميكة..
أما التوجه إلى العرب بهذا الخطاب، فهو في غير محله لسببين إثنين على الأقل:
إذا كان المقصود من هذا...
التوجه إلى عرب ترامب وابنته وصهره من أصدقاء نتنياهو...
اعلموا أن هؤلاء بلغت بهم الحقارة والنذالة مبلغا لن يؤثر فيهم اي كلام مهما بلغ...
هؤلاء ليسوا اصلا من صنف البشر الذي يسمع أو يبصر أو يشعر أو يفقه لما يدور في هذه الدنيا...
أما إذا كان المقصود بهذا، التوجه إلى عرب العزّة... فنحن من يعيش كفر قاسم ودير ياسين وقانا ومدرسة بحر البقر كل يوم حتى لو لم نعايشها...
هل غريب على سارق، ناهب، قاتل أن يفعل ما تقولونه...
من المنطقي أن يفعل هو هذا...
هذا ديدنه، وكنه وجوده..
لكن ما هو غير منطقي، أن نجلس نحن نلطم وننتظر من الله أن ينزل ليحارب عنا وكأن حماية شعبنا في الشيخ جراح ليس من أهم واجباتنا في هذه الأيام العصيبة لأهلنا في فلسطين...
وكأن الله هو من طلب منا وقف النار، دون اشتراط حماية دولية لأهلنا في ال٤٨...
امس، جاء المبعوث الدولي ليقول ليحيى السنوار ما كان كل المبعوثين يقولونه منذ ما قبل النكبة إلى الغد قبل اليوم؛ يقولونه لكل من كان يحاول طلب ولو حماية بسيطة لشعب منكوب بأشقائه قبل أن تلحقه النكبة على أيدي أعدائه...
هؤلاء ليسوا مبعوثين دوليين؛ هؤلاء يبتسمون لنا حين نكون أقوياء ويبيعوننا السم بالعسل..
وحين تُعمى قلوبنا ولا نرى مدى هبلنا، يضيفون شروطا لم يستطع عدونا وعدو الله أخذها في الميدان، فيحاولون هم أخذها باسم وساطة الشرعية الدولية...
نفس الشرعية الدولية التي ذبحت العراق، وتحاول ذبح سوريا واليمن...
أن يغضب الأخ السنوار مهم جدا، ولكن هذا الغضب، إن لم يتحول لهباََ يلتهم الاعداء، سوف يضيع هو أيضا في الهواء...
عندما يحرق المستوطنون بيت آل قاسم في الشيخ جراح سوف يسألنا النبي ابو القاسم عن عجزنا وعدم ردنا ودفاعنا عن أشقاء لنا، مظلومين ...قبل مثولنا بين يدي الخالق...
اليوم ارسل الله إلى إيران رئيسا يقال إنه يحمل أفكار قاسم سليماني...
السيد حسن قالها بالفم الملآن،
من أجل بيت المقدس، مستعدون لحرب إقليمية...
السيد عبدالملك، أعلنها صراحة، كل المقاومات وكل الجبهات في سبيل القدس...
إلى متى الإنتظار؟
يا غزة، يالله... منشان الله...
غزة اليوم هي سيف فلسطين..
فلتدق طبول حرب التحرير من غزة...
إذا لم تكن غزة هي ستالينغراد فلسطين...
إذا لم تكن غزة هي ستالينغراد العرب...
فلن يكون للعرب اي ستالينغراد..
لقد خذلت جيوش العرب فلسطين سنة 48...
لا تخذلوا فلسطين اليوم أيضاً حتى لا تلعنكم السماء حتى يوم القيامة...