كتب الأستاذ حليم خاتون: ماذا سوف يقول السيد, هل يبشرنا ببدء تأسيس الجبهة الوطنية لإنقاذ لبنان؟
دراسات و أبحاث
كتب الأستاذ حليم خاتون: ماذا سوف يقول السيد, هل يبشرنا ببدء تأسيس الجبهة الوطنية لإنقاذ لبنان؟
حليم خاتون
24 حزيران 2021 , 21:29 م
كتب الأستاذ حليم خاتون:  في فمي ماء... السيد سوف يبق البحصة... سوف يعلن عن باخرة بنزين وأخرى للمازوت في الطريق الى لبنان... من تابع مسيرة حزب الله منذ أن دخل في حكومات ما بعد اغتيال رفيق ا

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

في فمي ماء...

السيد سوف يبق البحصة...

سوف يعلن عن باخرة بنزين وأخرى للمازوت في الطريق الى لبنان...

من تابع مسيرة حزب الله منذ أن دخل في حكومات ما بعد اغتيال رفيق الحريري، يعرف جيدا أن الحزب لن يبق البحصة ابدا...

 هو صبور إلى درجة ما قبل الموت بلحظة...

رغم كل ما حصل لم يخرج الحزب ببرنامج واضح يؤطر الناس خلفه...

بالمطلق، لن يقول السيد أن في فمه ماء...

لماذا؟
لأن الحزب يعرف انه حين سوف يقول هكذا أقوال، سوف يتوجب عليه فعل ما يحرص على عدم فعله...

هل هو اختباء في الصمت؟... 
أم اختباء في اللا موقف؟...

الحزب يعرف أن دائرة الفساد في لبنان كبيرة إلى درجة أنها لن تترك له صاحبا...

ليس غريبا على أحفاد علي أن يكونوا في موقع أن قول الحق لن يترك لهم صاحبا...

لكن الفرق، هو أن علي قال الحق، بينما لا زال أحفاده يتلعثمون عن فعل الأمر نفسه...

سوف تجد من يقول إن عليا صبر وضحى لكي لا تنقسم كلمة المسلمين... وإن الحسن قبل بمعاوية حرصا على أرواح المسلمين...

لكن هل بقيت كلمة المسلمين واحدة فعلا... وكم من أرواح المسلمين المؤمنين فعلا أُزهقت على أيدي يزيد  وابن أبيه وكل الخلفاء الذين تعاقبوا باستثناء واحد فقط هو الخليفة الشهيد، والراشدي الخامس، عمر ابن عبدالعزيز...

قد يقول آخر إن  دائرة الفساد هي بحجم الوطن نفسه... وإن هذه السلطة الفاسدة قد نجحت في ربط أكثر الشعب بها بعلاقات زبائنية، عصية على الفك، حتى لحزب الله نفسه... 

سوف يقول قائل إن حزب الله في موقف لا يحسد عليه ابدا داخل هذا المجتمع الشيطاني من حكام لبنان وزبائنيته...

عفوا، لكن ليس إلى من قاتل وهزم أول جيش في الشرق الاوسط، ومن ارعب رجاله كل إرهابيي اميركا والوهابية والإخوان، ومن نجح في هزيمة حلف الاطلسي وإعادة تعويم روسيا قوةََ عظمى في الشرق والغرب معا؛ ليس إلى هؤلاء يقال هذا الكلام... 

حزب الله ملزم أخلاقيا...
حزب الله ملزم شرعا بتنظيف البلد من كل الوسخ المنتشر في كل أرجائه وفي كل طوائفه...

لماذا يتأخر عن هذا الفعل؟
ماذا يفعل ليصل إلى هذا الفعل،
هذا ما نود سماعه من السيد...

باستثناء عملاء اميركا والسعودية واسرائيل، بقية شعب لبنان يثق وينتظر من السيد أن ينظف لبنان وهو في الطريق للصلاة في الأقصى...

هؤلاء العملاء لا يتركون مناسبة دون القول إن الحزب يريد الوصول إلى خراب لبنان حتى يسيطر على البلد...

طالما انتم واثقون أن هذا هو هدف حزب الله، لماذا لا تتوقفون  عن فسادكم وتقنعوا اسيادكم في واشنطن والرياض وفلسطين المحتلة أن يكفوا أيديهم عن هذا البلد... حتى لا يسقط لقمة سائغة في يد الحزب...

نعود إلى الحزب...
حتى متى الانتظار؟

صحيح أن ثقتنا بالسيد لا تتزحزح، لكن من حقنا أن نعرف متى... وكيف... وأهم شيء، بمعية من؟

لا يستطيع الحزب إقناع الناس أن أي كان من هذه السلطة ليس فاسدا بهذا القدر أو ذاك...

العودة إلى الحديث عن القضاء، والسيد يعرف، والشعب يعرف أن القضاء في لبنان هو جزء لا يتجزأ من سلطة الفساد في لبنان؛
العودة إلى هذا القضاء هو كما الوضوء بالبول سعيا للطهارة...

الحديث عن احترام كيان الدولة شيء، واحترام سلطة الفاسدين شيء آخر...

من حق الحزب أن يلوم الشعب اللبناني... فهذه السلطة في النهاية نتيجة اختياراته في الانتخابات التي جرت...

لكن من حق الوطنيين وأنصار الدولة المدنية ودولة القانون أن يلوموا الحزب لأنه كان باستطاعته فرض الدولة المدنية، في الدوحة.. ولم يفعل..

من حق الوطنيين سؤال الحزب عن برامجه...

من حق الوطنيين سؤال الحزب عن عدم فرضه لقانون انتخاب خارج القيد الطائفي، رغم قدرته على هذا... أمس واليوم وغدا..

أيهما أهم، 
تعطيل الدولة من أجل ميشال عون، ام تعطيل الدولة للوصول
إلى هذا القانون...

في الدوحة، ضاع الحزب في زواريب حلفائه الطائفيين، وأضاع فرصة قيام دولة قوية عادلة...

اليوم، يستطيع الحزب وضع هذا الهدف أمام الناس، وخوض معركة محاسبة الفساد من خلال بناء تلك الدولة...


قد يخرج السيد غدا، مبشرا بقدوم البنزين والمازوت الإيرانيين... أليس هذا فعل جبار ضد السلطة التابعة لمثلث الشر الأميركي السعودي الإسرائيلي..؟

حتى هذا الفعل الجبار لا يكفي..

مطلبنا لم يعد بنزين ومازوت ودواء وخبز....

مطلبنا دولة قانون وعدالة اجتماعية...

لسنا قصّرا نحتاج إلى مأوى أيتام ولباس وأغذية...
نحن مواطنون ومواطنات في دولة...

لقد ولدتنا امهاتنا أحراراً... ونرفض قيود الذل التي يكبلنا بها مثلث الشر وعملائه في لبنان...

نحن ننتظر قيادة تاريخية تخرج لقيادة هذه السفينة بعدما نهب كل من قادها سابقا كل ما عليها
وتنكر... المشكلة أنه لم يهرب...
لا زال مصرا أنه خير من قاد...
والمشكلة الأعظم أن حزب الله يسمح له بيع هذه الأوهام إلى الناس...

فليقل جبران باسيل ما يريد..
وليرد الحريري بما يريد...
وليقف بري مع من يريد...

كلهم يريد ... لكن المهم يبقى، ماذا... هذا الشعب يريد...

ما يريده الشعب هو ما طالبتَ به سيدي يوم قلت إن هدفك بناء دولة قوية عادلة...

بناء هذه الدولة لن يأتي عن طريق كل أمراء السوء الذين ترسل إليهم المبعوثين...

هؤلاء هم من خرّب البصرة ...
ومن خرّب البصرة لا يؤتمن على إصلاحها...

سيدي لا تدفعنا إلى الكفر دفعا...

مع هذه الطبقة، قد طفح الكيل..

آن للصبر أن يصل حدود النهاية..

لا نريد وعودا في الهواء..
نريد خريطة طريق واضحة للحزب لا تمر، لا عبر القضاء الفاسد، ولا عبر السلطة الفاسدة...

أما إذا كانت كلمة السيد تهدف للدعوة إلى مصالحة باسيل وسعد... وبيع الشعب وهم أنهم فريق انقاذ...

فإنّا لله، وإنّا إليه راجعون والعاقبة للمتقين الذين قالوا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...
                  

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري