لماذا كتبت وأكتب عن نقد المغشوش في كتب الفقه والموروث\ شاكر زلوم
أخبار وتقارير
لماذا كتبت وأكتب عن نقد المغشوش في كتب الفقه والموروث\ شاكر زلوم
شاكر زلوم
8 آب 2019 , 16:01 م

لماذا كتبت وأكتب ناقداً المفاهيم المغشوشة في كتب فقهنا الإسلامي؟, سؤال تعرضت له مراراً فقلت دفاعاً عن الإنسانية وانتصاراً للطفولة ولتصويب المفاهيم ودفاعاً عن صحيح الدين. مشهد تقشعر له الأبدان من مشاهد تتكرر في عالمنا العربي والإسلامي, بمقابل ماعز زوج افغانيّ مجرم بائس ابنته بسنواتها الست لرجل حقير لا يحكمه سوى شبقة الجنسي الحيواني, هذا وأمثاله يستشهدون بسن أم المؤمنين عائشة حين تزوجها رسول الإنسانية محمد صلوات الله عليه وآله, عائشة وحسب أقل التقديرات كان عمرها ثمانية عشر عاماً حين بنى بها الرسول الأعظم وفي أعلاها كانت ابنة الأربعة والعشرين عاماً, اليكم المشهد وما كتبت عن زواج البنت القاصر.

 

 

لا نمو ولا تطور لمجتمعاتنا ما يقيت جاهلة ومتخلفة تتحكم بها مفاهيم موروث جاهلي عن دور المراة في المجتمع العربي, ولن تفيد مجتمعاتنا كلمات التجميل التي تقول أن المراة جوهرة, ملكة ,درة مكنونة, لؤلؤة مصونة ببرقعها, هكذا يقول دعاة التخلف وظلم المرأة في مجتمعاتناعنها بهدف تسكينها وتخديرها بينما المرأة تعاني من ظلم ذكوري جاهلي في مجتمعاتنا البائسة, لقد أُقحمت مفاهيم في الفقه عن المرأة التي لا صلة لها بالإسلام فتحولت لدين وعقيدة ليتمكنوا من تمرير مفاهيمهم, لقد قوَّلوا النبي عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام, قوَّلوا أُمهات المؤمنين والخلفاء وأمراء المؤمنين اقوالاً لا تمت للدين بصلة لتلبية شهوات شاذة وفحولة تجاوزت في حيوانيتها تصرف الحيوانات بفطرتها السليمة, لقد اباحت كتب فقهنا الزواج من البنت القاصر لا بل وأستباحت انتهاك حتى عرض الطفلة الرضيعة, نقبوا المرأة بينما لم يطلب الاسلام من المراة والرجل الآ الحشمة في اللباس والحشمة مفهومها يختلف من زمن لآخر ومن مجتمع لآخر, لقد اقاموا الحدود التلمودية كرجم المرأة الثيب وفقاً لرواية القردة التي زنت لإبن ميمون لا كما ورد في القرآن, إسم ميمون لغةً معناة نوع من القردة أو عموم القردة في لغات عديدة, لقد عزلوا المرأة عن المجتمع وقالوا بحرمة اختلاطها تمامأ كما يفعل اليهود الحريديم بينما اختلطت المراة بزمن الرسول وحاربت بالسيف ولنا في قصة “أم عمارة” نموذج ومثال عن دور المرأة في المجتمع المسلم وفي الحياة العامة, نقل عن الرسول يوم أحد وهو بصف بسالة وشجاعة ام عمارة : (ما التفت يوم أحد يميناً ولا شمالاً إلآ وأراها تقاتل دوني.)

لقد أقحمت المفاهيم التلمودية عن المرأة في الفقه الإسلامي من خلال مسلمة اليهود الأوائل فلا حجب ولا عزل للمرأة عن الحياة العامة في المجتمع الإسلامي, لا برقعة لها,لا عزل لها فالمرأة شاركت وتشارك بمراسم الحج وهو مكشوفة الوجهة, بل لاحج لها ان هي غطت وجهها, كما انهم خرجوا علينا بنقصان عقل ودين المراة وفقاً لأحكام التلمود فالمرأة (منقوصة عقل) كما ورد في التلمود, كتب فقهنا لا تكاد تذكر الحكم والعبر من قصة بلقيس ملكة سبأ التي ورد ذكرها في القرآن, لم يستنكر الله أمر تبوئها لأعلى المناصب في الدولة بل امتدحها, أما زواج القاصر ففيه قصص يشيب لها الولدان وهذا ما سأتناوله بمقام هذا المقال على شكل تساؤلات وإجابات.

ما هو موقف الاسلام من الزواج؟ ما هي الضوابط القرآنية الواجبة لإتمام الزواج؟ هل تتفق الضوابط القرآنية مع التشريعات الفقهية المستندة لكتب الفقه والموروث حول زواج الطفلة؟ اخيراً هل قصة عمر السيدة عائشة التي يتخذها مرضى (البيدوفيليا) أي محبي اغتصاب الصغار حقيقة أم خيال؟.

ورد بالقرآن: { و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودةً و رحمةً إن فى ذلك لأيات لقوم يتفكرون}

 شروط الزواج في الاسلام هي السكينة, المودة والرحمة:

– السكينة بين الزوجين بما يعني الطمأنينة والإستقرار والطمأنينة لا تكون إلآ وفق معادلة عمرية مناسبة ووفق فكر متجانس وهذا لا يتم بين (هرم وطفلة)  ولا بين (شاب وطفلة) فالبنت القاصر (الطفلة) همها تلبية متطلبات طفولتها من لعب وتعلم وما يفيدها وينفعها.

– المودة هي الحب والوئام والإنسجام بين شخصين, فاي حب ووئام وانسجام يكون بين طفلة رماها القدر دون إرادتها ليفترسها وحش بشري كاسر؟!

– الرحمة بما تعنيه من معانٍ سامية فكيف تكون الرحمة بين شخص لا هم له إلآ تلبية شبقة  الجنسي الوحشي الساديّ مع طفلة دون ارادتها؟, القصص حول هذه الجرائم لا حصر وتفاصيلها يندى لها جبين أي شخص سويّ.

– هذه هي شروط الزواج في الاسلام وهذه الشروط هي آيات لقوم يتفكرون والآية لغةً وردت بمعنى العلامة او الشرط الواجب لتحقيق اركان الزواج حسب مفهوم القرآن, فهل ما ورد في كتب الفقه يتوافق مع ما سلف؟, لندرك فظاعة ما ورد بكتب الفقه ساستشهد بنماذج لفتاوٍ هي بعض من فيضٍ ما ورد فيها, لقد أُستخدم سن السيدة عائشة كحصان طرواده لتبرير إنتهاك عرض البنت الصغيرة, اليكم نماذج وردت بكتب الفقه:

– قال النووي في (روضة الطالبين): المراد بالصغيرة و الصغير من لا يتأتى جِماعه، وبالكبير من يتأتى منه الجماع، ويدخل فيه المراهق. وبهذا يتبين أن الدخول بالصغيرة منوط بقدرتها على الوطئ وكأن الوطئ (الجماع) هو غاية الزواج ومنتهاه!!.

– وقد صرح بذلك الدار قطني، وأبو مسعود، وأبو نعيم  والحميدي، وقال إبن بطال، “يجوز تزويج الصغيرة بالكبير إجماعاً ولو كانت في المهد“, اي شذوذ هذا واي دين هذا الذي يعبدون واين شروط الزواج التي وردت في القرآن الكريم؟!

– إبن نجيم المصري – البحر الرائق – الجزء : ( 3 ) – رقم الصفحة: ( 210 )- وإختلفوا في وقت الدخول بالصغيرة، فقيل لا يدخل بها ما لم تبلغ، وقيل يدخل بها إذا بلغت تسع سنين، وقيل إن كانت سمينة جسيمة تطيق الجماع يدخل بها وإلاّ فلا.

– إبن عمر الجاوي الشافعي – نهاية الزين – الجزء : ( 1 ) – رقم الصفحة: ( 334 ) خرج بالتمكين التام والتمكين غير التام كما إذا كانت الطفلة صغيرة لا تطيق الوطء ولو تـمتع بالمقدمات، يقصد بالمقدمات الأمور التي تسبق الوطء كالتقبيل والضم والتفخيذ وغيرها من الإستمتاعات وكأن الطفلة هي دمية للإستمتاع بها لا انسانة!.

اما من الفتاوي الجديدة فإليكم هذه الفتوى وعنوانها” حدود الإستمتاع بالزوجة الصغيرة ” تاريخ الفتوى : 06 شعبان 1423 وهذا هو النص :

– السؤال : أهلي زوجوني من الصغر صغيرة وقد حذروني من الإقتراب منها، ماهو حكم الشرع بالنسبة لي مع زوجتي هذه وما هي حدود قضائي للشهوة منها وشكرا لكم؟.

فكان الرد على السائل كما في النص:

“الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كانت هذه الفتاة لا تحتمل الوطء لصغرها ، فلا يجوز وطؤها لأنه بذلك يضرها، وقد قال النبي (ص): لا ضرر ولا ضرار ، رواه أحمد وصححه الألباني. وله أن يباشرها ، ويضمها ويقبلها ، وينزل بين فخذيها، ويجتنب الدبر لأن الوطء فيه حرام، وفاعله ملعون”.

كل هذه الفتاوي لا تذكر أحكام القرآن الواجبة لعقد القران بل تتمحور حول قدرة الطفلة القاصر على تحمل الوطئ (النكاح) فلا مكان فيها للسكينة أو المودة أو الرحمة, كل تلك الفتاوي تتعامل مع البنت القاصر وكأنها دمية بلا مشاعر ولا تقيم وزناً لنضجها العاطفي والفكري والجنسي.

 كيف لطفلة تحمل مسؤولية بناء اسرة؟, هل تتخيلون مقدار الرعب الذي تعيشه طفلة مسكينة يقع عليها رجل بلا إحساس ومشاعر ليواقعها دون رغبتها وإرادتها؟, كيف يكون شعورها وإحساسها وهي تُغتصب بمسمى الزواج؟ كم من طفلة نزفت وماتت نتيجة لممارسات من هذا القبيل بمسمى الزواج؟ هذه الفتاوي لا تقيم اي اعتبار لإحتياجات طفولة البنت التي حددها الطب بعموم تخصصاته وكما علم الاجتماع المختص في تربية الأطفال.

اما رواية سن أم المؤمنين عائشة وزواجها وهي بنت بعمر الست سنين فهي قصة مختلقة أتت لتلبي شبق حيواني لمرضى (البيدوفيليا) من محبي الشذوذ, فهل الرواية صحيحة؟ للإجابة:

لقد وردت الرواية في حديث الى هشام بن عروة من خمس طرق وكلها تعود إليه، أي أن الرواية تفرد بها شخص واحد فقط مع العلم بان هشام بن عروة ولد في سنة 61 للهجرة بينما توفيت أم المؤمنين عائشة في العام 58 للهجرة اي ان هشام بن عروة لم يعايشها, ورد الحديث في البخاري نقلاً عن هشام عن ابيه لا عنه أي أن هشام لم يستمع مباشرة للسيدة عائشة وبهذا لا يعتد في سند الحديث ,اما السن الحقيقي للسيدة عائشة فهو كما ورد في روايات المؤرخين والموثقين كما يلي :

حساب عمر السيدة عائشة بالنسبة لعمر أختها أسماء بنت أبى بكر:

تقول كل المصادر التاريخية إن (أسماء) كانت تكبر (عائشة) بـ(10) سنوات, كما تروى ذات المصادر بلا اختلاف واحد بينها, أن (أسماء) ولدت قبل الهجرة للمدينة بـ (27) عاما, ما يعنى أن عمرها مع بدء البعثة النبوية عام (610م) كان (14) سنة, وذلك بإنقاص من عمرها قبل الهجرة (13) سنة وهى سنوات الدعوة النبوية فى مكة, لأن (27-13= 14سنة), وكما ذكرت جميع المصادر بلا اختلاف أنها أكبر من (عائشة) بـ (10) سنوات, إذن يتأكد بذلك أن سن (عائشة )كان (4) سنوات مع بدء البعثة النبوية فى مكة, أى أنها ولدت قبل بدء الوحى بـ (4) سنوات كاملات, وذلك عام (606م), ومؤدى ذلك بحسبة بسيطة أن الرسول عندما عقد عليها فى مكة فى العام العاشر من بدء البعثة النبوية كان عمرها (14) سنة, لأن (4+10=14 سنة), أو بمعنى آخر أن (عائشة) ولدت عام (606م), وعقد قرانها على النبى (620م), وهى فى عمر (14) سنة وأنه كما ذُكر بنى بها-دخل بها- بعد (3) سنوات وبضعة أشهر» أى فى نهاية السنة الأولى من الهجرة وبداية الثانية، عام (624م), فيصبح عمرها آنذاك (14+3+1= 18سنة كاملة), وهى السن الحقيقية التى تزوج فيها النبى الكريم (عائشة).

لقد اقحمت الاسرائيليات في الفقه الاسلامي فكل ما ما ورد في فقهنا الاسلامي حول سن زواج البنت أنما جاء من التلمود واليكم ما ورد في التلمود :

– يخبرنا التلمود (1) بأن البنت تكون مهيئة للزواج، وجاهزة للوطء (النكاح) في سن ثلاث سنوات، وهو مباح لليهودي بشكل عام، فعلى سبيل المثال لا الحصر ورد في التلمود “سانهدرين الصحيفة 55 العمود ب” في سياق يتكلم عن حد الزنا مع النساء, الحيوانات وعن اللواط :

قال الراباي يوسف ” تعال اسمع! بنت ثلاث سنوات ويوم واحد ، تُزوج وتُجامع.وهذا التشريع لم يأتِ به الراباي يوسف من بنات أفكاره ولم يتخيله غيره من الرابانيم الذين ذكروا نفس الشئ في مواضع أخرى في التلمود، بل هو تشريع تقرره المشنا (3) وعليه اعتمد حاخامات التلمود (4) ، ففي المشنا في باب “نِدّاه” (5 : 4 أ ) ، وهو حسب تقسيم التلمود “نِدّاه الصحيفة 44 العمود ب” : علماً بان المشنا هو اصح كتب التلمود بالنسبة لليهود.

 هكذا اقحمت الاسرائيليات حول سن زواج الأطفال عن طريق كعب الأحبار وتلاميذه وصناع الحديث وعلماء العنعنة أي الجرح والتعديل أو علم (الرجال) في الفقه الاسلامي, راقت هذه التلموديات للمجتمع الذكوري المسلم فتحولت لعقيدة ودين, لا بأس ان اجتمع الهوى مع الفقه, فلأبواب الوطر مكان متين في فقهنا وتراثنا وموروثنا فلا حول ولا قوة الآ بالله؟

اخيراً لا بد من مراجعة كل ما ورد بكتب الفقه, نلتقط ما هو مفيد ونترك المدسوس والخبيث والأهم يجب تحديث الفتوى بما يتوافق مع لغة العصر, غاية الدين التقوى والتقوى هي كف الأذى وأي اذىً أكبر من انتهاك عرض طفلة وترويعها, الفتوى بلا تقوى جريمة موصوفة فاين الفتاوي التي تحث على الدفاع عن الأوطان ومحاربة المستعمرين من الصهاينة والأمريكان؟!

ختاماً انهي ان مهمة الكاتب ان لم تكن التنوير والتثوير فلا قيمة لها, لهذا أكتب على أن تكون الكلمة طلقة تنوير تضيئ ظلام الفكر غير آبه بردات الفعل الجاهلية المتخلفة. 

المصدر: وكالات+إضاءات