علاقة الحاخامات بملوك المغرب/ حاخام مدينة فاس المغربية يتحدث عنها ويصرح : اليهود يشعرون بالأمان المطلق في المغرب وليس هناك معاداة للسامية
عين علی العدو
علاقة الحاخامات بملوك المغرب/ حاخام مدينة فاس المغربية يتحدث عنها ويصرح : اليهود يشعرون بالأمان المطلق في المغرب وليس هناك معاداة للسامية
30 حزيران 2021 , 02:50 ص
حاخام مدينة فاس للإعلام العبري يتحدث عن علاقة الحاخامات بملوك المغرب ويصرح اليهود يشعرون بالأمان المطلق في المغرب وليس هناك معاداة للسامية

إعلام العدو : 

ترجمة عبرية : 

الحاخام أبراهام الصباغ "العديد من اليهود المغاربة سيعودون إلى المغرب للاستثمار، في العقار أو الفلاحة أو الصناعات"

 

تحدث حاخام مدينة فاس (أقصى شمال المغرب) أبراهام الصباغ في تصريح للقناة العبرية i24NEWS عن علاقة اليهود المغاربة بملوك المغرب، واستئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، مبرزا خصوصيات اليهود بالمدينة، والصناعات التقليدية التي كانوا يشتغلون فيها، وطريقة الاحتفال بالأعياد الدينية اليهودية في المغرب بحسب وصفه .

وأكد أبراهام الصباغ (78عاما) أن "اليهود يشعرون بالأمان المطلق في المغرب، وتعايشوا لمئات السنين مع أبناء عمومتهم المسلمين، من دون الشعور بأي ميز، أو عنصرية، وليس هناك معاداة للسامية، والفضل يرجع لملوك وسلاطين المغرب، ولمحمد الخامس بصفة خاصة عندما منع حكومة "فيشي" من اليهود المغاربة، وقال له المغاربة لدي سواسية، سواء يهود أو مسلمين، وكل اليهود المغاربة يعتزون بوطنهم ويحبون بلادهم، والملك حفظ لنا حقنا في دستور 2011، الذي نص على أن المكون العبري هو جزء من الموروث الثقافي والتاريخي للمغرب".

 

وأشار الحاخام الصهيوني  الصباغ، إلى أن "الملك محمد السادس يعرف جيدا ماذا يفعل، فعندما وصلنا خبر إعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل، الفرحة كانت كبيرة، داخل وخارج المغرب، وهذا من شأنه أن يُعطي انطلاقة ودفعة قوية لليهود الذين لم يتمكنوا من زيارة عائلاتهم التي بقيت في المغرب، ولزيارة أضرحة الأولياء والسادات، وزيارة قبور آبائهم وأجدادهم المدفونين هنا بفاس"

وأضاف  الصباغ بتصريحه للقناة العبرية ، أنه "منذ وقت طويل ونحن ننتظر اليوم الذي ستكون فيه الخطوط الجوية متاحة للسفر من إسرائيل إلى مطار فاس أو مراكش أو الدار البيضاء، دون المرور بتركيا أو اسبانيا، لكن اليوم وبفضل محمد السادس، سيتمكن معظم اليهود من زيارة بلدهم دون عناء أو مشقة السفر الطويل، حتى الأطفال والشباب سيزورون بلادهم ليعرفوا أين عاش آباءهم وأجدادهم، واكتشاف حي الملاح بأزقته ودروبه" وأشار الصباغ، إلى أن "العديد من اليهود المغاربة سيعودون إلى المغرب للاستثمار، في العقار أو الفلاحة أو الصناعات، حيث كان أغلبية اليهود قديما، يشتغلون في تجارة الذهب والحلي، إضافة إلى مهن الخياطة، وحياكة الحرير، والطرز، ومختلف الصناعات التقليدية المغربية" مضيفا أن "اليوم لا يوجد الكثير من اليهود في فاس، هناك نسبة قليلة، تقريبا 50 شخص، ومعظمهم كبار في السن، يشتغلون في العقار، أو قطع غيار السيارات، ومنهم المحامون والأطباء وغيرهم" .

كما تحدث الصباغ، عن علاقة اليهود المغاربة بملوك المغرب، مشيرا إلى أن "معظم ملوك المغرب لم يفرقوا بين اليهود وبين المغاربة المسلمين، كما كان مجموعة من اليهود مقربين من سلاطين المغرب، وشغلوا مناصب كبرى في البلاد، على مر التاريخ" وقال الصباغ عن الملك الراحل محمد الخامس (1909-1961) "كان القاضي والحاخام مونسونيكو ديديا الذي تربيت وتتلمذت على يده صديقا للملك الراحل محمد الخامس، وذات يوم كنت أتواجد في منزله، فإذا بي أتفاجأ بمحمد الخامس رفع قِبَّ جلبابه (غِطَاءُ الرَّأْسِ الْمُلْتَصِقُ بِالْجِلْبَابِ المغربي) وجلس، فقام القاضي ديديا وسلم عليه وقال "سيدنا مرحبا بك في منزلي إنه ليوم كبير"، فأجابه الملك "لا يمكن أن أكون في فاس ولا أقوم بزيارتك"، كان السلطان محمد الخامس يعز ديديا كثيرا، وكذلك شأن كافة اليهود المغاربة".

وأضاف الصباغ، "عايشت اهتمام الملك الراحل الحسن الثاني (1929-1999) بالحاخام ديديا، بحيث قام بدعوته لحضور حفل زفاف الأميرة لالة أسماء في مدينة مراكش، فرافقت ديديا إلى الحفل، وعند دخولنا لبلاط القصر، شاهدت الآلاف من المدعوين، من مختلف الدول العربية والغربية، عندما رآنا وزير الداخلية آنذاك، ادريس البصري، قال لديديا تعالى معي الملك يريد أن يسلم عليك، وسلمنا على الحسن الثاني، ووفقا للبروتوكول، كان الملك يسلم لمدة لا تتجاوز بضع ثوان، غير أنه بقي يتحدث إلى ديديا قرابة 10 دقائق، وهو يمسك بيد ديديا ويتحدث إليه، لأنه كان يعزه كثيرا، وعندما انتهيا من المحادثة، قال لي الحسن الثاني "أدر بالك على والدك" ظنا منه أني ابن ديديا، وبالفعل ديديا كان بمثابة أبي" .

وأشار الصباغ، إلى علاقته الشخصية بالملك محمد السادس، الذي يلتقيه عندما يكون في فاس، يذهب للسلام عليه، أو لمباركة الأعياد الوطنية، "لن أنسى وقوفه إلى جانبي في وعكتي الصحية، السنة المنصرمة، عندما أعطى أوامره نصره الله، لأُعَالج في المستشفى العسكري في الرباط، ووصلتني رسالة بأن الملك سيتكفل بعلاجي بالمجان"

ويرتبط الحاخام  أبراهام الصباغ، بمدينة فاس ارتباطا وثيقا بحسب وصفه ، بحيث أنه لا يقوى على هجرها، قائلا "درست في فاس وطنجة، وحصلت على شواهد الدراسة العليا من إسرائيل، وأذهب من حين لآخر لزيارة أبنائي وعائلتي هناك، ثم أرجع لفاس، وهم أيضا يقومون بزيارتي، وأنا أفضل البقاء في فاس، لأنني صلة وصل بين المغاربة اليهود هنا، وأستقبل الجالية اليهودية التي تأتي من إسرائيل لفاس."

وقال أبراهام الصباغ، عن الاحتفال بالأعياد الدينية اليهودية في المغرب، إن "أشهر عيد عندنا هو "بيساح" (عيد الفصح) الذي لا نتناول فيه المواد الغذائية التي تحتوي على الخميرة، لمدة أسبوع، وبعد انتهاءه، نحتفل بـ "الميمونة" ، التي أصبحت عيدا عالميا، ليس في فاس أو المغرب فقط، وإنما يحتفل بها اليهود في إسرائيل و الولايات المتحدة ودول أخرى، حيث تقوم عائلات بتحضير موائد مليئة بالحلويات والمخبوزات واستضافة الأصدقاء وأفراد العائلة، وقديما كانت الأحياء تغلق بكاملها عند خروج المحتفلين إلى الحدائق العامة والشوارع في المدينة، ونحتفل أيضا بعيد "شفوعوت" كما هو مذكور في التوراة، وغيره من الأعياد ".

 

الموقع العبري 

i24NEWS 

المصدر: موقع اضاءات الاخباري