كتب الأستاذ حليم خاتون:
"انظروا إليها تحترق وستغرق، ويغرق معها عشرات الجنود الصهاينة..."
كانت هذه كلمات من الرصاص أطلقها سيد المقاومة في تلك الأمسية من تموز ٢٠٠٦ لم تضرب فقط البارجة الصهيونية ساعر... بل اخترقت جدار الوعي عند الجمهور الصهيوني، وأصابته في الصميم..
انتهت حرب تموز لتكون هي كلمة الفصل التي حولت صواريخ المقاومة إلى كلمات قاتلة أطاحت بمشروع كونداليزا/ السنيورة لشرق أوسط جديد، صهيوني الشكل والمضمون...
إنها جدلية النضال بين الكلمة والرصاصة، والتفاعل المتعدد الاتجاهات بينهما... أنها دياليكتيك النضال الذي لا بد منه إذا أردنا أن يتكرس النصر ولا يتكرر كامب ديفيد الذي أجهض تشرين أو أوسلو التي أطاحت بانتفاضة الحجارة رغم تكسير عظام أطراف أبطال فلسطين، أطفالا كانوا ام كبارا...
مرة أخرى وأخرى، تكررت هذه الجدلية بين كلمات أبو خالد الضيف التي تحولت نارا أحرق الكيان بما في ذلك، جوهرته في كامل غوش دان، وصواريخ غزة التي نسجت سياجا، حمى القدس... لكن فقط... إلى حين...
بكل أسف، انتهت حرب سيف القدس إلى نصر، لا زال مهددا، وسوف يستمر هذا التهديد، وقد نصل إلى مأساة إذا لم نتدارك خطورة ما يحصل، ليس فقط في أراضي ال٤٨، ولكن أيضا في قلب القدس، وفي قلب المسجد الأقصى....
نعيش دون أية ردة فعل، على أفعال حكومة نفتالي بينيت التي ترتكب كل يوم ما يستحق اكثر بكثير من قنابل صوتية فارغة...
إضافة إلى كلمات المقاومة في غزة، جاءت كلمات من حزب الله في لبنان، ومن الأنصار في اليمن ومن حشد العراق... كلها كلمات لم تتحول بعد إلى رصاص...
حتى متى...؟
هنا السؤال...
أمس، خرج السيد نصرالله، ليؤكد المؤكد...
لن يسكت المحور حين تتهدد الأخطار مدينة الله في فلسطين..
ما قاله السيد ليس رسالة إلى مقاتلي حزب الله... هؤلاء كلهم شوق إلى كتابة التاريخ بما يستحق من دماء، والذي تساوره شكوك، يجيبه عماد مغنية الحفيد، كل يوم من جنوب لبنان..
يقول الحفيد على قناة الميادين أنه سوف يكرر ما فعله جده عماد الذي (زعب الإسرائيلية من لبنان)...
ما تكرره الميادين صار صلاة تتكرر كل يوم لتذكًر إن نفعت الذكرى أن في فلسطين، أشقاء لنا يناضلون بما ملكت أيمانهم رغم كل الخيانات والطعنات في الظهر الآتية من ابو ظبي والمنامة ودبي والخرطوم ومراكش....
خروج السيد أمس ليس على الإطلاق، مجرد رسالة إلى الإعلام المقاوم لكي يكون ويجب أن يصير أكثر صدامية... تماما كما كلمات حفيد عماد مغنية...
خروج السيد امس، وكلماته عن مدينة الله، هو إلى غزة تحديدا...
غزة التي بيدها وحدها مفتاح استقرار كامل الشرق الأوسط...
بالله عليكم، ماذا تنتظرون...؟
أن تجد اميركا حلولا لأزمتها وأزمة الكيان كما فعلت في أفغانستان...
"إضراب عدوك، لا مفر..."
جدلية أخرى، أوجدها المقاومون.
جدلية العلاقة بين الجبهتين الداخلية وتلك التي وراء الأفق...
أكثر العارفين بجدلية الحرب تلك كان مؤسس الكيان، ديفيد بن غوريون...
لطالما حرص الكيان على نقل الحروب الى داخل جبهة العدو..
كان الدمار يطال دوما الداخل العربي بينما تستمر الحياة داخل فلسطين المحتلة على طبيعتها، وكأن ما يحدث، هو في قارة أخرى...
كل ما كانت تفعله كاتيوشا أبو عمار القليلة العدد، هو محاولة إيجاد كرسي، أي كرسي مهما صغر حجمه على طاولة المفاوضات...
حتى وصل الى أوسلو وبصم على وثيقة إعدامه بنفسه على نفسه... بفضل محمود عباس طبعا....
لكي تجد لنفسك حليفا لا يتخلى عنك، عليك أن تكون ملتزما، ولا تتلون كما الحرباء، حسب الظروف..
لو وقف أبو عمار كما يجب، لكانت المقاومة الفلسطينية قد وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم منذ أكثر من عقدين من الزمن... ربما كنا نعيش زمن الحرية بدل زمن النضال...
لم يصدق السوفيات يوما ياسر عرفات بسبب رقصاته البهلوانية، التي جعلت منه ألعوبة في يد الرباعية الدولية، أيضا بفضل محمود عباس...
حتى في أفضل لحظات النضال، لم يستطع أن يكون (هوشي منه) او ماوتسي تونج... يناور ويحاور ويبعث الخوف عند الحليف أكثر مما يفعل عند العدو...
أمام مقاومة غزة فرصة تاريخية قد لا تتكرر...
من يريد الحرب والقتال، تكون وجهته طهران، وليس، لا الدوحة ولا اسطنبول... باختصار البهلوانيات لن تحرر فلسطين...
في أحد الأيام قال عماد مغنية للمقاومين في غزة إن الكلاشين وال B7، لن يحررا فلسطين... وأخذهم إلى طهران...
يبدو أن مرضا اسمه (العباسية أو العرفاتية) لا زال موجودا في الجسم الفلسطيني...
ما نشاهده من تأرجح في مواقف غزة اليوم ناتج اساسا عن الطعجة التركية /القطرية في عقل المقاومة الفلسطينية...
لكي لا يتآكل ردع غزة وقد اقترب تآكله إلى الحد الأدنى من جدلية النضال...
على الإخوة العودة إلى خطوط النار...
تذكروا عبد الودود الرابض على خطوط النار مع الشيخ أمام،
تذكروا المرابطين في الاقصى،
لا تسكتوا عما يجري في سلوان والشيخ جراح والخليل ونابلس وغيرها...
لا تخسروا جدلية النضال...
لا نحتاج الى أبو عمار آخر...
لا نحتاج قطعا، إلى أوسلو أخرى أو شبه أوسلو...
بالتأكيد، لا نحتاج إلى دوحة أو اسطنبول ...
معكم، وخلفكم، وامامكم، محور كامل... قادر على قلب الشرق الأوسط بكامله... فما بالكم تتريثون..!!؟؟
جدلية النضال في الجبهة الداخلية، موجهة هذه المرة إلى الداخل في بلاد محور المقاومة...
بعد هزائم الكيان الصهيوني في لبنان، وبعد هزيمة اميركا في العراق، وبعد هزيمة التكفيريين وكلاب تركيا في سوريا...
خسر محور الشر القدرة على النيل من الجبهة الداخلية في بلاد هذا المحور عسكريا، فلجأ إلى الطابور الخامس...
طابور الفساد والطائفية والمذهبية...
هذا الطابور منتشر وقوي جدا في لبنان والعراق... وإلى حد كبير في سوريا...
جدلية النضال تقول إن عدم مواجهته سوف يؤدي حتما إلى هزيمة المحور والمقاومة...
السنيورة لا يقل صهيونية عن ابن زايد ...
السنيورة هو ليس حتى نسخة عن شيمون بيريز أو أي من أتباع اميركا الإسرائيليين...
هؤلاء لا يخونون مبادئهم إكراما لاميركا... أما السنيورة ومن شاكله... هؤلاء أسوأ طابور خامس ممكن تخيله...
يخربون جبهتنا الداخلية ما سوف يؤدي بنا حتما إلى الخسارة...
السنيورة ليس فقط في الطائفة السنية...
هناك سنيورة مسيحي وهناك سنيورة شيعي وسنيورة ارثوذكسي... وسنيورة درزي...
السنيورة هذا، كما الصراصير، إذا دخلوا بيتا عشعشوا فيه والسم الوحيد القادر على تخليصنا منهم هو سم لنا نحن ايضا...
السيد ختم كلماته بتذكيرنا بما يفعله الاميركيون بنا...
ونحن بدورنا، نقول للسيد أننا نعرف ما يفعله الاميركيون وأذنابهم بنا، وإن جدلية النضال تقول إن القضاء على اميركا يفترض القضاء على اذنابها أيضاً، وليس محاولة التفاهم مع هؤلاء الخونة من الفاسدين والطائفيين والمذهبيين...
ما فعله السيد امس، هو مخاطبة ضمير هؤلاء... وكأن لدى هؤلاء ذرة دم أو ضمير...
السيد خاطب ضميرا غائبا، وطلب منه الصحو ورفض الإملاءات الأميركية...
أسهل يا سيد من هذا الأمر، هو دخول إبليس إلى الجنة...
عفوا يا سيد... كفانا أوهام...
حماية الجبهة الداخلية يكون بضرب الطابور الخامس وليس بمحاولة إيقاظ ضميره غير الموجود أصلا...
كل خطبة والأمة بخير...