كتب الكاتب السياسي حسن سلامة:ما يتعرض له لبنان تم اعداده واخراجه بمسعي اميركي و بدعم من الغرب وانظمة الردة والخيانة..
مقالات
كتب الكاتب السياسي حسن سلامة:ما يتعرض له لبنان تم اعداده واخراجه بمسعي اميركي و بدعم من الغرب وانظمة الردة والخيانة..
12 تموز 2021 , 21:31 م
كتب الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة:   مرة جديدة ، بعد مئات المرات كنت قد اكدت ان ماتعرض ويتعرض له لبنان منبته واعداده واخراجه تم بسعي اميركي محموم ودعم غير محدود من الغرب وانظمة الردة والخيانة ف

كتب الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة:  

مرة جديدة ، بعد مئات المرات كنت قد اكدت ان ماتعرض ويتعرض له لبنان منبته واعداده واخراجه تم بسعي اميركي محموم ودعم غير محدود من الغرب وانظمة الردة والخيانة في العالم العربي وبضغط لاحدود له من جانب قادة العدو الاسرائيلي وهذا المخطط التأمري يزداد يوما بعد يوم وتستخدم فيه كل مايوءدي لانهيار لبنان وادخاله في الفوضى ، ولتفصيل كل ماخطط ونفذ ضد لبنان وقواه الحية التي تواجه الاحتلال الاسرائيلي يطلب الامر مجلدات مطولة . 

لكن مشكلة اللبنانين في واقعهم الداخلي ان مواجهة مشروع انهيار لبنان كانت نظرية في معظم الاوقات وعلى مستوى كل قادة الدولة المعنين بهذا الامر وعلى مستوى القوى السياسية المفترض انها تدرك هذه المخططات وان عليها الهجوم وليس ممالئة نظام العفن والنهب في لبنان أو  انتظار المن والسلوى من صندوق النقد الدولي والغرب ، فكل هوءلاء هدفهم الاول والاخير رضوخ لبنان لشروط المشروع الاميركي - الغربي - الاسرائيلي واما الانهيار والفوضى وما نفذ وخطط في هذا السياق واضح ومكشوف للجميع والاهداف منها . 

وبناء على ذلك  أقول ان فئات واسعة من اللبنانين ذات المصلحة بمناعة لبنان في مواجهة المخطط الاميركي - وانا منهم اقولها دون منة لاحد - حذرت ليس الامس وقبل سنة او سنتين بل منذ فترة طويلة   من الخطر الكبير الذي ينتظر بلدنا وقوته ومقاومته في حال استمرار سياسات النهب المنظم من قبل اطراف  نظام المحاصصة المذهبية والفئوية ومافياته من كل حدب وصوب ، لكن في المقابل بقي جميع من يعنيهم  الامر غير أبهين بما ينتظرنا في لبنان ، فالبعض انغمس في تقاسم الجبنة والبعض الاخر  تلهىى بمماحكات فئوية وحزبية لاتخدم الصالح العام كما هي حال العهد  واخرون إنخرطوا بما يريده الاميركي عن سابق تصور وتصميم أو لغايات  في نفس يعقوب، فيما انشغل الطرف الاكثر مصلحة بين القوى الاساسية في  مواجهة المشروع الاميركي   على مستوى المنطقة دون الالتفات الجدي الى مايحصل داخليا من سياسات مدمرة على كل المستويات الداخلية  كان نتيجتها  الفعلية مانحن عليه اليوم من فوضى  ومجاعة وتفشي المافيات والاحتكارات ومعهما رهانات اطراف معروفة على ماتحيكة ا لدول المتأمرة على لبنان ، حتى ان هذا الطرف تعاطى بكثير من المرونة ، اذا لم نقل غض النظر ، عن مايحصل من سياسات مدمرة أصرت عليها كل المنظومة الحاكمة ، حيث  الاولوية لمواجهة مايخطط اميركيا واسرائيليا ليس للبنان فقط وانما لكامل دول المنطقة وقواها التي تخوض معركة اسقاط المشروع الاميركي . 

وبعد كل هذه النتائج  المدمرة  للسياسات الداخلية من جهة وارتهان البعض للمشيئة الاميركية و ما وصلت اليه البلاد من افلاس وتحلل للدولة وموءسساتها  وما بلغته اوضاع اللبنانين من تداعيات كارثية تعرضت كل القوى التي يفترض انها في خط واحد لمواجهة المشروع  الاميركي -  بالتوازي مع فقدان مناعة هذه القوى -  للانفصام  بين ما تدعيه حمايتها  لمناعة لبنان من جهة وبينً إصرارها على منطق السيياسات الفئوية والمذهبية بل شراكتها  اليومية مع الاخرين في سياسة  النهب المنظم لما تبقى من اموال في مصرف لبنان ومن ودائع للبنانين والامر نفسه بما يخص محاسبة ناهبي اموال اللبنانين طيلة٣٠ عاما ، وكل هذا الاستخفاف من جهة والانغماس في سياسات مدمرة من جهة ثانية ، فاقمت من الحصار الاميركي الغربي على لبنان والمقاومة ماوضع كل الانجازات التي حققتها المقاومة والاطراف الداعمة جديا لها ؛ من الانتصار التاريخي عام الفين - اي قضية تحرير المناطق المحتلة - وكذلك انتصار عام ٢٠٠٦  وحتى توازن الرعب الذي حققته المقاومة في مواجهة عدوانية العدو الاسرائيلي  في دائرة الخطر  الجدي ، مع تسارع بلوغ لبنان الانهيار الكبير ومخاطر الفوضى الشاملة والانفلات الامني  ومعهما تفلت عصابات القتل النهب المافيات والاحتكارات تمهيدا لوضع لبنان تحت الوصاية الدولية شكلا والاميركية فعلا ، في وقت بات المواطن المغلوب على امره وفي كل بقعة من لبنان يعاني مأسي لا تحصى ولا تعد كل يوم وكل ساعة ، في مقابل تفاقم صراعات منظومة النهب والفساد لغايات فئوية ومذهبية وكأن مصير بلدهم مسألة ثانوية وتأتي في المرتبة المائة في اولوياتهم ، بينما تنهش عصابات المافيات والاحتكارات بأجساد اللبنانين على مستوى كل كبيرة وصغيرة ، حتى في كل بلدة وقرية هناك سماسرة ومافيات في كل شيء  ويكفي الاشارة الى مافيات المحروقات والدواء وسرقة مليارات الدولارات التي صرفت على مايسمى دعم السلع والمواد الضرورية ،  بالتزامن مع جنون الدولار والارتفاعات الخيالية للاسعار - الحد الادنى في لبنان إنخفت قيمته الى اقل من خمسين دولارا شهريا -   ، كل هذا الانهيار والواقع المأساوي جعل الطبقات المغبونة والمحرومة والتي من في معظمها دون اي مدخول تفتقد الى ادنى مقومات الحياة ، ماجعلها تكفر بكل شيءوهذا الواقع ينسحب على كل لبنان بما في ذلك جمهور المقاومة ولو ان هذا الصوت المعترض لم يعبر عن نفسه  في الشارع وفي توجهات واحدة ( هذه القضية تحتاج الى وقفة مطولة نظرا للتعقيدات التي تحيط بالواقع السياسي الداخلي ) . 

واليوم نقولها بصراحة ودون تردد إن لبنان يسير نحو التفتت والفوضى والافلاس بفضل السياسات المتبعة وكل ما يتم اليوم من إجراءات قاصرة وما يجري تداوله من جانب كل القوى السياسية ، حكوميا واوهام حول وصفات صندوق النقد الدولي وادعاءات الدعم الدولي  هي مجرد كسب للوقت قد يستمر لفترة او يقصر ولكن النتيجة واحدة وهي السقوط في اعماق الهاوية ، مع نتيجة هذاا السقوط من إستتباعات خطيرة على مناعةً المواجهة للمشروع الاميركي ومعه مناعة المقاومة وانجازات التحرير وانتصار تموز ، والاخطر سعي المتأمرين لان يكون ثمن إنقاذ لبنان - عبر وعود مزعومة - بحصول تطبيع مع العدو الاسرائيلي ، ولمن لا يرى ذلك ممكنا عليه مراجعة ما خطط ونفذ ضد لبنان وما يخطط في اروقة تحالف اصحاب هذا االمخطط ، من واشنطن الى تل ابيب وعواصم غربية وعربية  ولذلك نقول ان مانحن ذاهبون اليه في لبنان من كل هذه المخاطر يطرح علامات استفهام كبيرة إزاء هذا الصمت وهذه اللامبالاة حياال مايفترض القيام به من خطوات واجراءات على المستوى الداخلي قبل الحديث عن انتظار التوجه شرقا او انتظار مساعدة خارجية من هنا او قروض ملغومة من هناك ، فالحل لمأساة اللبنانين يبدأ من الداخل وليس انتظار وعود موهومة من الخارج وكما يقول المثل " إن اللبيب من الاشارة يفهم  " من وعود كاذبة دولية ، فيما تحكمنا زمرة تأتمر بما يشترطة أصغر موظف في السفارة الاميركية ، فالحاجة للتوجه شرقا  مرهونة بالموقف الاميركي الرافض كليا لهذا الخيار . 

وفي هذه العجالة - مع الاعتذار من الاطالة لو ان وضع النقاط على حروف كل ماأحاط ويحيط بأسباب ماوصلنا اليه يحتاج الى مئات المقالات والابحاث - نقول ان اسقاط مايراد فرضه على لبنان من قبل الاميركي وحلفائه ، الى جانب الحفاظ على الانجازات التي حققتها المقاومة بداء من مسألة الانتصار في عام الفين مرتبطة ارتباط مباشرا بوقف هذا الانهيار الخطير وتداعياته على المستوى الوطني العام وفي الاساس تمتين مناعة جمهور المقاومة وكل الحريصين على افشال المخططات التي تحاك للبنان وكل هذه الخيارات لايمكن تحقيقها دون حياة كريمة ودون شعور الجميع بأن هناك من يدعم صموده على كل المستويات ، فالشعارات والكليشهات الاعلامية استنفدت ولا تطعم طفلا جائعا او رضيعا بحاجة ماسة لعلبة الحليب و........، وبالتالي مابلغته اوضاع اللبنانين وجمهور المقاومة وداعميها اوصل المواطن المقهور للكفر بكل شيء ، مع إستشراء كل انواع االمافيات والعصابات والاتي أعظم ، وتفاقم هذه الازمات المصيرية يضع قضية التحرير وانتصار تموز وحتى قضية المقاومة  في دائرة الشكوك من هنا والاستهداف من هناك  ، فالحرمان والجوع وإذلال البشر في مقابل تخمة وثراء فاحش لقلة - قليلة شكلت عبر التاريخ البوابة الرئيسية للثورات وإما للفوضى وزوال الدول والانظمة وهذا ماحصل في الثورة الفرنسية وكل ثورات وحروب العالم  ، بينما للامام علي بن ابي طالب مقولات مشهودة ومعبرة عن خطر الجوع والحرمان ، حيث يقول " عجبت لمن لم يجد قوت يومه ولم  يخرج على الناس شاهرا سيفه " . إتعظوا جميعا قبل فوات الاوان .!

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري