كتب السيد علي أحمد العاملي:
بداية ابشركم بإطلالات مميزة لسماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله ، من بينها اطلالة مصيرية واستثنائية سيكتبها التاريخ بحروف نورانية بإذن الله .
اما بموضوع كلام سماحته الاخير فيما يخص الداخل اللبناني ، فكان فيه توصية خاصة بعدم الِانجرار للفتنة وبضرورة الحفاظ على السلم الأهلي مع وجوب الصبر والتحمل رغم قساوة الأوضاع والظروف لأنّ سماحته على علم بما يتم تحضيره للبنان وسوريا الآن وللعراق لاحقاً .
وكذلك أوصى سماحته بضرورة معرفة العدو ومعرفة طرقه وأساليبه بتجويع وإذلال الناس ، وضرورة التكاتف والعمل في خدمة أهلنا في هذه المرحلة الِاستثنائية والصعبة.
فإلى أين وصلت الأمور وما هي الورقة الجديدة التي يطرحها أعداء لبنان ؟
هناك مشروع أمريكي لتعديل القرار ١٧٠١ ولجعل لبنان تحت وصاية دولية ، وهذا المشروع يسمح للقوات الأممية استلام المعابر البرية والجوية والبحرية والتدخل، بدون الرجوع للحكومة اللبنانية . وهناك قرار بمنع أي انتخابات قادمة لأنها ستفرز نفس الجهات الحاكمة والمُتهمة بالفساد ، بل هناك قرار أكبر يقضي بتغيير نظام الحكم في لبنان ومحاسبة معظم رموز السياسة واعتقالهم وسجنهم .
أمّا، وإن وسّعنا الدائرة لنرى المشهد بكل تفاصيله وعلى امتداد المنطقة فنرى أنّ هناك قراراً نهائياً بانسحاب القوات الأمريكية والأطلسية، من أفغانستان ومن قطر ومن الكويت، مع نهاية شهر آب القادم، ونقل جميع هذه القوات للأردن ولفلسطين المحتلة أيضاً .
فماذا يعني لنا ذلك ؟!
عملياً، وعلى أرض الواقع يتم حشد قوات أمريكية وأوروبية في الأردن،وهناك محاولات لِإشراك قوات إسلامية وعربية أيضاً . ويتم التحضير لأمر عظيم جداً قد يطال لبنان وسوريا معاً …
إذاً، هذا يعني لنا أنّهم فعلاً يتحضرون لجولة كبرى، واعتقادي الشخصي أنها جولة مصيرية وحاسمة .
أمّا كيف لنا أن نقرأ ذلك؟ وهل الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة ضمن تداعيات المشهد ؟
أوّلاً، من طبيعة أيّ حكومة صهيونية جديدة أن تفرض نفسها وتثبت وجودها كأمر واقع في بداية عملها وانطلاقتها، وهذه الخروقات والعنتريات هي عبارة عن بالونات استعراضية ليس أكثر ، العدو الصهيوني لا يبحث عن مواجهة جديدة بعد الإخفاقات، في المواجهات مع المقاومة، خاصّةً الإخفاق الأخير في معركة سيف القدس ، بل يراهن على المستجدات القادمة ، هناك وعد أمريكي للصهاينة بأنّ الأمم المتحدة، وبطلب أمريكيٍّ، ستصدر قراراً تحت البند السابع لإرسال قوات دولية إلى لبنان وسوريا،كما أسلفنا أعلاه ، ومن مهام هذه القوات مواجهة حركات المقاومة في المنطقة . اذاً العدو الصهيوني يراهن على معركة كبيرة وشاملة .
وهنا بيت القصيد، فسماحة السيد نصرالله قد أطلق معادلة أخيرة لمواجهة أي مشروع صهيوأميركي ، ... ” القدس مقابل حرب إقليمية” . وهذه المعادلة هي معادلة واقعية وقائمة وثابتة، وليست من أجل القدس وحسب ، بل لمواجهة أيّ اعتداء قد يطال سوريا أو العراق أو لبنان أيضاً . وساعة الصفر لِانطِلاق هذه المواجهة الكبرى ستظهر من إفرازات أحداث المرحلة القادمة .
يبقى السؤال ضمن هذه المعطيات والتفاصيل: همتى تُقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع ؟
نقول ، يبقى هذا الأمر متعلقاً بما تفرزه الأفعال وليس الأقوال ، فاذا بادرت الولايات المتحدة الشيطانية لتنفيذ وعودها ومخططاتها، عندها سيتغير وجه المنطقة برمتها ... لماذا ؟
لأنّ محور المقاومة لن يقف مكتوف الأيدي بمواجهة الِاستعمار والغزو الجديد ، بل نؤكد ويقيناً بالله وثقةً. فإنّ محور المقاومة قد تحضَّر واستعدّ لهذه المواجهة المرتقبة ، ولم يستعدَّ محور التمهيد للثّبات والصمودِ فقط، بل تحضّر للِانتصار أيضاً ، ففي تلك الفترة أو في أجواء تلك المعركة ستختلف الظروف كثيراً ، لأنّ المحور الممهد سيكون بقيادة نائب ولي الله الأعظم مباشرة ، وسينتصر بإذن الله .
{ قُلْ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ }.



