نحو تصحيح مفاهيم الدين, الإسلام وحقوق الإنسان في الفكر والمعتقد \ شاكر زلوم
دراسات و أبحاث
نحو تصحيح مفاهيم الدين, الإسلام وحقوق الإنسان في الفكر والمعتقد \ شاكر زلوم
شاكر زلوم
17 آب 2019 , 13:43 م


يجهل الكثيرون التجربة النبوية في المدينة المنورة, حكم دولة المدينة دستور بمسمى صفيحة المدينة, تعتبر صحيفة المدينة أول دستور مدني عرفه التاريخ, اليكم نصها:

  

صحيفة المدينة
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب من محمد النبي (رسول الله) بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن اتبعهم فلحق بهم وجاهد معهم.

  • إنهم أمة واحدة من دون الناس.
  • المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
  • وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
  • وبنو الحارث (من الخزرج) على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
  • وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
  • وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
  • وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
  • وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
  • وبنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
  • وبني الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
  • وأن المؤمنين لا يتركون مفرحاً بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.
  • وأن لا يخالف مؤمن مولى مؤمن دونه.
  • وأن المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثماً أو عدواناً أو فساداً بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم.
  • ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر ولا ينصر كافراً على مؤمن.
  • وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.
  • وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم.
  • وأن سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم.
  • وأن كل غازية غزت معنا يعقب بعضهم بعضاً.
  • وأن المؤمنين يبئ بعضهم عن بعض بما نال دماؤهم في سبيل الله.
  • وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه.
  • وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ولا يحول دونه على مؤمن.
  • وأنه من اعتبط مؤمناً قتلاًَ عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولى المقتول (بالعقل)، وأن المؤمنين عليه كافة لا يحل لهم إلا قيام عليه.
  • وأنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثاً أو يؤويه، وأنه من نصره أو أراه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
  • وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله وإلى محمد.
  • وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
  • وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم أو أثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
  • وأن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف.
  • وأن ليهود بن الحارث مثل ما ليهود بني عوف.
  • وأن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف.
  • وأن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف.
  • وأن ليهود بني الأوس مثل ليهود بني عوف.
  • وأن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
  • وأن جفته بطن من ثعلبة كأنفسهم.
  • وأن لبنى الشطبية مثل ما ليهود بني عوف وأن البر دون الإثم.
  • وأن موالى ثعلبة كأنفسهم.
  • وأن بطانة يهود كأنفسهم.
  • وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد.
  • وأنه لا ينحجز على ثأر جرح، وأنه من فتك فبنفسه وأهل بيته إلا من ظلم وأن الله على أبر هذا.
  • وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم.
  • وأنه لا يأثم أمره بحليفه وأن النصر للمظلوم.
  • وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
  • وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
  • وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.
  • وأن لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها.
  • وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله، وأن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره.
  • وأن لا تجار قريش ولا من نصرها.
  • وأن بينهم النصر على من دهم يثرب.
  • وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وأنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين.
  • على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.
  • وأن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة، وأن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا على نفسه وأن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره.
  • وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو آثم، وأن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله.

إن أهم سمات دولة المدينة أنها كانت دولة ديمقراطية, فلقد اسلم بها من أسلم وارتد بها من ارتد دون اكراه, بتلك الدولة عاش المختلف مع المختلف الآخر وفق قواعد واحكام ضمنت حرية الفكر والمعتقد كما ورد بالذكر ” ,, وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر,,, ” فالحساب يكون بيوم الحساب ومن يحاسب العباد هو رب العباد لا العباد مهما امتلكوا من شأن أو سلطان في الأرض, فالإختلاف بين الناس فطرة وهو بمشيئة الله كما ورد بالقرآن الكريم (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون), لقد أمر الله رسوله بالدعوه لله بالكلمة الطيبة وبالموعظة الحسنة كما ورد بالذكر: ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” وورد أيضاً: ” فبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”, َيأبى الجهلة أمر الله وسنة رسولة, يقتلون المسلم المخالف فكراً حتى ولو كان من نفس المذهب, يُأولون ما جاء بالقرآن خدمةً لفكر الجريمة وفقهها, يتمترسون بحديث مغشوش مدسوس عن عبيد الله بن عمر لتبرير فقههم المجرم .

كان عبد الله ابن أبيّ منافقاً معادياً للرسول وكان يُكثر الإساءة للرسول وللدين الإسلامي وكان ابنه مسلماً مؤمنا صادقاً, بعد ان ازدادت إساءات عبد الله ابن ابيّ للإسلام والمسلمين جاء ابنه للرسول طالباً الإذن بقتل والده, رفض الرسول الأكرم طلب ابنه قائلاً  له" بل تُحسن صحيته".

يعتمد فقه الجريمة على حديث عُبيد لله ابن عمر: ” أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم”!. لو قاربنا حديث عبيد الله بن عمر مع ما ورد بالحديث المنقول عن أئمة آل البيت: “إذا جاءكم حديث عنّي فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فاعملوا به، وما خالف كتاب الله فاضربوا به عرض الجدار”. ورد بالذكر الحكيم: ” لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ “(8)الممتحنة, بالمقاربة بين حديث بن عمر مع ما ورد بالنص المذكور وبغيره من نصوص القرآن الكثيرة والمتعدده وهي بالعشرات فسنجد يقيناً بأن,حديث عبيد الله بن عمر هو حديث متروك شرعاً لزيفه ولتعارضه مع نصوص القرآن .

كإن عبيد الله بن عمر سيئ المسلك صغيراً وكبيراً, لقد أجرم بن عمر وقتل دون وجه حق, المسلم الهرمزان وجفينة المسيحي والطفلة البريئة بنت أبي لؤلؤة انتقاماً جاهلياً لمقتل والده وإشباعاً لنزعة اجرامه وجاهليته, لقد وضع حديث : أمرت أن أقتل ..  "  لتبرير جريمة قتل الهرمزان وجفينة وبنت أبو لؤلؤة المجوسي, فتلقفه المجرمون فيما بعد فحولوه لعقيدة وممارسة مارسها المجرمون عبر التاريخ وليومنا هذا, وما أفعال داعش وغيرها الآ ممارسة لفقه الجريمة هذا الذي قبل حديث عبيد الله بن عمر , لقد حكم على عبيد الله بن عمر بحد القصاص قتلاً لفعل قتله الأبرياء, لكن الخليفة عثمان عفى عنه ودفع الدية عنه بعد أن استاذن الناس من منبره وقال ”قتل والده بالأمس فهل نقتله اليوم؟” لقد انتصر ابن تيمية لإبن عمر وبرر جرمه فانتصرت الوهابية لإجرامه وتبنت حديثه فمارست القتل بأبشع صوره, كان عبيد الله إبن عمر سكيراً وهو شاب صغير فجلده والده الخليفة عمر لسكره, وكان قاتلاً مجرماً وهو كبير وقُتل في معركة صفين وهو يقاتل جيش الإمام علي في صفين وهو يقاتل مع معاوية, فكيف يُقبل حديث  لمجرم سيئ الخلق والمسلك صغيراً وكبيراً؟!  أين علم الجرح والتعديل المزعوم؟!

ابتدأ الإكراه في الدين بعد وفاة الرسول صلوات الله عليه, تم بعد وفاة الرسول ابتدأ التهديد والوعيد والإكراه السياسي حتى وصل الأمر لبيت النبوة وكاد بيت فاطمة الزهراء عليها السلام أن يحرق وهي فيه وبضع المصطفى فيه (الحسن والحسين) عليهما السلام!, وردت الرواية شعراً على لسان شاعر النيل حافظ ابراهيم في قصيدته العمرية جاء فيها: 

و قولـة لعلـي قالـهـا عـمر **** أكرم بسامعها أعظم بملقيـها 
حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها **** إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها 

بعد وفاة الرسول تمت الإغتيالات السياسيه فكان اغتيال الصحابي الجليل سعد بن عباده ببصرى الشام ايذاناً ببدء مرحلة جديدة, ليتحول بعدها الإغتيال السياسي لسنة سنها خليفة فتحولت لعقيده !.

ما بين صحيح الدين وفقه المجرمين بون, ما لم نتصدى لفقه الجريمة والمجرمين فلن تقوم لنا قائمة وسنتحول لمجاميع مكروهه ومنبذوة في الدنيا بين الأمم وخاسرة في الآخرة 

  

المصدر: وكالات+إضاءات