كتب د.جمال شهاب المحسن:
على وقع الأزمات اللبنانية وحرائقها وتداعياتها حرّك العدو الصهيوني جبهة الجنوب اللبناني بعد تهديدات رئيس وزراء العدو من شمالي فلسطين المحتلة مباشرةً ... وبشكلٍ متسلسلٍ ومترابط جاء العمل الارهابي المجرم في خلدة وقبلَه في الجية ، وكانت محاولات التضليل والإستثمار والإستغلال الخارجي والداخلي لكارثة انفجار مرفأ بيروت ، ودخل العدو الصهيوني علناً وعلى المكشوف على خط الأزمات اللبنانية الكبيرة المتراكمة ... وكان له بالمرصاد رجال المقاومة الأبطال فكالوا له الصاع صاعين ...
وبعد الذي جرى في شويّا قضاء حاصبيا من تعرض لرجال الله المقاومين الأبطال ( ما يِحلَم العدو الصهيوني والخونة في الداخل بشريط حدودي جديد ) ... وهنا نكرّرُ ما قلناه يوماً :
يا إسرائيليي ... انضبّوا
وخلف اصبعكنْ
لا تتخبّوا
سيِّدنا
ما عم يمزح
وما بيخاف
إلاّ من ربّو
وبشأن الإرتفاع الجنوني لسعر الدولار الأميركي والانهيار المريع للقيمة الشرائية للعملة الوطنية اللبنانية ، لن نخجلَ ممّن يناصبون العداء لنظرية المؤامرة فنقول : إنه وفي كل لحظةٍ من نهارٍ أو ليل تتأكّد لنا أخطار مَن هو متربّصٌ للإستثمار في الفوضى اللبنانية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني وأصحاب النوازع الاستعمارية في الغرب ، والأدلة كثيرة لا تُعَدُّ ولا تُحصى في هذا المجال ، ممّا يستدعي إجراءات إقتصادية - سياسية ومالية و إجتماعية وقضائية وأمنية إستثنائية وفوق العادة لوقف الإنهيار ووضع حدٍّ لذلِّ الناس أمام الحصول على احتياجاتها المعيشية والضرورية .
وفي سياق الحديث عن الأزمات اللبنانية المستفحلة ، نحمّلُ الفاسدين والمفسدين في الداخل اللبناني مسؤوليات كبرى فيها ... والأنكى من ذلك فإن بعض وأبرز الفاسدين يركبون موجة المعاناة الشعبية ويتحدثون بألسنتهم ويتباهون بأنهم " ثوّار أحرار محتجون" عبر بعض المحطات الإعلامية التي يعرف القاصي والداني فساد وإفساد أصحابها ... علماً أن اللبنانيين يعلمون أنهم ليسوا كذلك على الإطلاق ، ويتحدث عنهم تاريخهم واستثماراتهم واحتكاراتهم .
ومهما فعل الخونة العملاء والفاسدون المفسدون والمحتكرون ومَن وراءَهم فسيَهلكون وسيُحاسبون في الدنيا والآخرة.
وما أروعَ أمير البلاغة والكلام والحكمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه حين يقول : هَلَكَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحيَاء .
إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي


