يبدو أن عدد من الصفحات التي تخدم العدو الصهيوني تحاول دس السم في العسل من خلال نشر خطابات وأحاديث ومقالات ظاهرها حق ، لكن يراد بها باطل ، مثل خطاب (خلينا نقيق ياأخوتي سلاحنا للدفاع عن بعضنا ، مش لنقتل بعضنا ، دم الدرزي على الدرزي حرام ، السويداء موحدة ، السويداء حرة ، السويداء لجميع أبناء الطائفه المعروفيه ، والسويداء ليست فقط لأبناء السويداء بل إنها مرجع وإلهام لكل درزي شريف حر في كل بقاع الأرض )، وما إلى ذلك من مفردات معسولة بالعواطف والمشاعر الجمعيه لكنها تحتوي في ثناياها مصطلحات طائفية خطيرة ، تجعلنا في معزل عن محيطنا العروبي الأصيل ، وتعزز الروح الانفصالية التي ناضل المغفور له سلطان باشا الأطرش ورفاقه المجاهدين الأبطال لإخراج الموحدون الدروز منها إلى الحالة العروبية والوطنيه، ووضع حجر الأساس في الدفاع عن العروبة أولًا وعن وحدة سوريه ثانيا " وهدم الدويلة الطائفية التي أطلق عليها الاستعمار الفرنسي دولة جبل الدروز عندما قال : (( الدين لله والوطن للجميع ))، ورفض رفضا" قاطعا" كل الاغراءات والامتيازات والوعود التقسيمية التي قدمت له من الفرنسيين والبريطانيين آنذاك ، وبذلك استطاع بحنكته وحكمته واستشرافه للمستقبل أن يجعل من الطائفة المعروفيه نبراسا" ومثلا" ودرعًا لحماية سوريه والعروبة ، وأصبح له ورفاقه الثوار دور القيادة والريادة في تحقيق وحدة سوريه ، لذلك تم اختياره بإجماع كل قادة المناضلين والثوار في كل أنحاء سوريه قائدا" عاما" للثورة السورية الكبرى ، وانتخب نائبًا" له رفيق دربه ونضاله أبن بلدة خربا عقلة بك القطامي ، الأرثوذكسي المسيحي ، وبذلك أعطيت الثوره بعدا" وطنيا" وليس طائفيا" أو إقليمًا ، وهكذا كان أجدادنا دائما" قوميون عروبيون سوريون موحدون ، لذلك استطاعوا أن يتخطوا بوعيهم كل المخططات والمؤامرات التي حيكت لهم ، ومع شديد الآسف أن تظهر أصوات اليوم تنادي بالطائفية ، والتطرف. الذي هو مرض يصيب العقل بحسب الفيلسوف ديكارت ، والأخطر في ذلك أن يكون هذا التطرف على ألسنة النخبه وقادة الرأي مثل النائب وليد بك جنبلاط وعدد من مشايخنا الأجلاء الذين يفترض فيهم أن يكونوا نبراسا" ومشكاة للفكر التوحيدي الأصيل البعيد كل البعد عن التعصب والتزمت ، وكم كنت أتمنى من قادتنا الروحيين لاسيما حضرات مشايخنا الأفاضل في الرئاسة الروحية للموحدين الدروز ومشيخة العقل أن يتصدوا بقوة لهذه الطروحات المتزمتة الهدامه التي لا تشبه مبادئ الإيمان التوحيدي ولاتمت إليه بصلة ، وتجنيب الشباب الانزلاق إلى هذا المستنقع الخطير من خلال إصدار بيانات واضحه تظهر دورنا كموحدين في تعزيز الوحدة الوطنيه والحفاظ على أمن واستقرار الوطن ، بالإضافة الى شرح وتوضيح مبادئ التوحيد التي تحض على مكارم الأخلاق والفضيلة والتعامل مع الآخرين على أنهم أخوة لنا في الإنسانيه ، وتحذيرهم من خطورة تكريس هذه المفردات التي تجعلنا خارج العالم ، وتسيء إلى تاريخنا العروبي وتراثنا الذي نعتز به .
الفقير لله مجدي نعيم


