كتب الأستاذ حليم خاتون:
"بكل موضوعية!" تناولت الجديد في نشرتها المسائية آراء البطرك الراعي الذي يلف العالم محاولا انقاذ!!! لبنان من الأزمة التي بدا الأستاذ جورج صليبي جاهلا ومُستغربا لأسبابها ومُسبباتها!!!!....
ولكي يثبت أستاذنا العزيز جورج
موضوعيته، استعان بجورج عدوان ووليد جنبلاط ولم يكن ينقص إلا الاتصال بالسفيرة الأميركية العزيزة شيا، وديما ونديم ونوفل وأسعد بشارة... لعل البشارة تهل، ويفهم الشعب اللبناني أن لغة الممانعة الخشبية التي تقض مضاجع جنبلاط هي سبب كل العلل في اقتصادنا وليس هندسات رياض التي أفادت الجديد وأخواتها، ولا تهريب المال المنهوب والذي شاركت فيه كل جوقة الدفاع عن الراعي... ومنهم الجديد...على حدّ الاتهامات التي لا ترد عليها الجديد... في تجاهل يهدف إلى التجهيل...
نريد من الجديد إجابة على سؤال واضح ومباشر قبل الإستمرار بمعزوفة مهاجمة الفساد والفاسدين...
هل استفادت الجديد فعلا من الهندسات المالية، نعم أم لا؟
وما هي المبررات؟
لماذا لم تدافع الجديد عن نفسها، ولم ترد على الاتهامات؟
هل بلغ العمى بهذه الشاشة درجة لم تعد ترى أن موضوعيتها، مصابة فعلا، بالهوس الخليجي من حزب الله؟
لم يكن أحد لينكر على الجديد أن تنتقد الكثير من مواقف هذا الحزب في مقارباته من مختلف ما يحصل في لبنان، لو كان هذا النقد ينطلق فعلا، من مواقف ثورية فعلا، كما تدعي الجديد وكما كان يجب أن يكون عليه الحال...
لكن عندما يصدر النقد انطلاقا من موضوعية هي أشبه ما تكون بأغنية الحياد التي يغنيها البطريرك الراعي وسامي وسمير وغيرهم رغم أنها من تأليف الإمبريالية وتلحين الاستعمار الذي يستهجنه ابن المعلم كمال جنبلاط... فهذا اسمه في الأدب السياسي، عهر، ونقطة على السطر.
إلا إذا كان ترديد الجديد
لهذه الأغنية والتخلي عن تاريخها السابق أيام التسعينيات، يوم كانت تتصدى لجماعة الحريرية السياسية مع كل فروعها في مختلف الطوائف والمذاهب... هو غطاء لارتكابات أضاعت شعب لبنان في متاهات وزواريب لم يعد يرى في نهاية نفقها، أي ضوء...
لا احد ينكر على الجديد حقها بالنقد، لكن شعب لبنان سئم رؤية أهل العهر يدافعون عن الطهارة...
يكفينا نواب الديموقراطي والمستقبل وأمل وعون وغيرهم، ولا ضرورة لجوقة جديدة على الجديد... الله يرحم أمواتكم! ا…أُعفونا منها!
صحيح أن حزب الله عاجز إلى حدّ القرف.... في التصدي للفاسدين، وفي فعل أي شيء مفيد غير البكاء مع بقية البكائين؛ لكن الصحيح أيضاً، أن وضع حزب الله في نفس الموقع مع من لا يعجب الجديد من الفاسدين، هو العهر بعينه...
لم يعد ينقص الجديد سوى التلحين لوليد جنبلاط ووهبة قاديشا...
لقد خرج أكثر من طرف واتهم الجديد بأخذ المال من رياض سلامة ومن الإمارات ومن السعودية...
وهؤلاء الكثر، ليسوا نكرة حتى تتجاهلهم الجديد...
مشكلة الذين يريدون محاربة الفساد والفاسدين في لبنان، هو فقدان المنبر الحر الذي يُسمي الاشياء بأسمائها فعلا...
دون وضع المنار في نفس موقع الMTV، يحق لشعب لبنان مساءلة الجديد عن مواقفها الجديدة القديمة التي صارت بعض اصوات الجُدد فيها لا تخدش فقط، ولا تجرح فقط، كل مفاهيم الموضوعية والطهارة، بل تنسف كل تاريخ ال NTV، الذي كان يوما ما... يعني شيئا من الإستقلالية في لبنان، وفي هذا الشرق...
باسم الموضوعية تخلط الجديد الحابل بالنابل...
شوية ضمير لا يضر... رغم كل قلة الضمير وقلة الموضوعية وقلة الإستقلالية في لبنان...
وسواء أعجب هذا الأمر الأستاذ جورج صليبا ام لم يعجبه، يجب إدانة كل الفاسدين في لبنان رجال دين كانوا ام رجال دنيا وإعلام مشوه...