كتب عصام سكيرجي:
يبدو ان معظم المحللين السياسيين العرب يعانون من متلازمة العاطفة ,,,قلنا ان من اهم شروط التحليل السياسي الابتعاد عن التاثير العاطفي , فالسياسة لا تعترف بالعواطف . انما هي تقوم وتبنى على اساس المعطيات .
ما دفعني للتذكير بهذه القاعدة هو مشاهدتي وقرائتي لبعض التحاليل السياسية لبعض المحللين السياسيين العرب حول الوضع في افغانستان , فمن يقول ان امريكيا هزمت في افغانستان انما هو يبني قوله هذا على اساس عاطفي متناسيا ان جميع المعطيات والحقائق تقول بان طالبان هي صنيعة امريكية بامتياز , وان ما يجري في الساحة الافغانية ما هو الا تغيير لاحجار الدومينو وبما يخدم الهدف الامريكي للمرحلة المقبلة لا اكثر ولا اقل واهم من يظن ان الامريكي ينسحب من افغانستان ...
اذن ماذا يحدث في افغانستان؟ ...دون اي مقدمات يعلن الامريكي انسحابه من افغانستان وخلال ايام قليلة فقط تسيطر طلبان على معظم الاراضي الافغانية , ويتوقع الخبراء ان يتم الاعلان عن سقوط كابول بيد طلبان خلال الساعات القادمة , والسؤال الان ما هو الهدف الامريكي من هذا السيناريو الردىء الاخراج ...اعتقد ان الامر ليس ببعيد عن الصراع الامريكي الصيني وان الهدف هو اعادة زرع للارهاب في شرق اسيا وبما يهدد المصالح الصينية ويهدد او هو يستهدف طريق الحرير , وهذا يفسر الدعم الباكستاني لحركة طلبان , هذا الدعم الذي لا يمكن ان يكون بعيدا عن الادارة الامريكية ...والايام القادمة ستكشف الكثير من الخفايا حول هذا الموضوع . ان من اهم حقائق هذه الحقبة الزمنية اننا نعيش لحظة ولادة العالم الجديد , عالم متعدد الاقطاب , وهذا يعني اننا سنكون امام يالطا جديدة , اذا لم تصنع وفق مبداء التوافق بين الاقطاب فستصنع وفق مبداء الامر الواقع على الارض , واعتقد ان هذا الاقرب او الاكثر واقعية اليوم , اعادة تدوير للازمات ولمناطق النفوذ مع الابقاء على بؤر التوتر كمناطق ضغط واشتباك محتمل , والسؤال هنا اين نحن كعرب من كل هذا , للاسف لن يتجاوز دور العرب دور حجر الدومينو بالشكل العام , وعندما اقول بشكل عام فهذا يعنى ان قطر او قطرين فقط سيكون لهم دور في عالم الغد