كتب عصام سكيرجي: أفغانستان بين العاطفة والمنطق
مقالات
كتب عصام سكيرجي: أفغانستان بين العاطفة والمنطق
18 آب 2021 , 19:04 م
احداث افغانستان والجدل الدائر حولها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصالونات السياسية , تؤكد اننا العرب شعوب عاطفية ونملك استعداد فطري لالغاء دور العقل والجري وراء عواطفنا ..وللاسف هذه الظاهرة لا ت


احداث افغانستان والجدل الدائر حولها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصالونات السياسية , تؤكد اننا العرب شعوب عاطفية ونملك استعداد فطري لالغاء دور العقل والجري وراء عواطفنا ..وللاسف هذه الظاهرة لا تقتصر على عامة الشعب بل وتنتشر بين المثقفين سواء اكانوا ثوريين ام غير ثوريين , فعبد الباري عطوان مثلا وصل به الامر الى القول بان انتصار طلبان يشبه انتصار فيتنام بل هو اعظم واكبر شانا من انتصار فيتنام  , ول ولول على شو يا عبد الباري , والبعض الاخر يشبه الملا الطلباني يجيفارا,, صحيح ان جيفارا كان يملك لحية لكنه لم يكن ملا , ولسنا بحاجة للتذكير بفكر جيفارا , لا اذكر اننا وطوال 20 عاما من التواجد الامريكي في فيتنام قد شاهدنا قاطرات الجثامين الامريكيه , ولم نشهد مظاهرات الشعب الامريكي امهات واباء القتلى الامريكان يخرجون للشوارع يطالبون بالانسحاب من افغانستان .بل ان كل ما شاهدناه لا يتجاوز حدث موسمي هنا واخر هناك وهذا ما يمكن وصفه عسكريا بالهدوء النسبي         

 انتصار ام اتفاق وبعيدا عن مشهد مطار كابول يجب البحث عن الاهداف الامريكية الجيوسياسية , حركة طالبان تاريخيا وفكريا وارتباطا , وبعدها نلغي دور العاطفة ونبداء التقيم , للاسف معظمنا بنى موقفه عاطفيا , ثم بدئنا نبحث عن حدث هنا واخر هناك يؤكد صحة الموقف الذي اتخدنا ,,وبالمناسبة الاخبار والمؤشرات الى ان الصراع في افغانستان اخد بالتحول الى حرب اهلية لا يعتبر مؤشر ودليل لانتصار طلبان , بل هو دليل على ان افغانستان عرقيا هي بؤرة متفجرة وان فكر طلبان لا يمكن ان يؤسس لوحدة واستقرار المجتمع الافغاني , وما اعلان نائب الرئيس الافغاني عن نفسه رئيسا وتحالفه مع قدامى المحاربين الا تاكيد  لما سبق وذكرنا , ولمن لا يعلم من هو نائب الرئيس الافغاني , هو ابن عبد الرشيد رستم القائد الافغاني الاوزبكي الذي اغتالته طلبان . والاوزبك هم القومية الثانية عدديا في افغانستان , قبل الغزو الامريكي كان الصراع في افغانستان مستعرا بين تحالف رستم وبختيار من جهة وطلبان من جهة اخرى . اذن ما يحدث اليوم هو اعادة تجديد للصراع القديم وليس دليل على انتصار طلبان المزعوم . الان سواء اكان انتصار ام اتفاق ففي الحاتين يخدم الهدف الامريكي وهو تسعير بؤرة الصراع لتصل شظاياها وتصيب دول الاقليم

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري