كتب الأستاذ حليم خاتون:
"التصريح عن النفط الإيراني لا زال افتراضياً" يقول أحد كتبة محمد بن سلمان في صحف البترودولار...
لم تمض ٤٨ ساعة على الصفعة الأفغانية، حتى تلتها صفعة لبنانية أزالت الشمع عن وجه شمطاء عوكر...
تختنق الحناجر من حزن لا يجد لنفسه بكاءََ يريح الأعين الشاردة من هول الصدمة عند معظم أحزاب السلطة من خصوم إيران في لبنان...
كان جماعة اميركا في لبنان لا زالوا يأملون أن يأتي ولو زورق صغير، عليه بضعة ليترات من المازوت أو البنزين من "مملكة الخير"، كي يخرجوا على الناس لتحية "طويل العمر" ممن قصّر قامات العرب...
منذ أيام وهؤلاء لا يغيبون عن الشاشات الصفراء يتوعدون اللبنانيين بالغضب الأميركي الذي سوف يطيح بلبنان ويحوله إلى فنزويلا ثانية... بعد حصار إيران وكوبا وسوريا... إذا ما تجرأ وقبل النفط الإيراني، والدواء الإيراني والبلسم الإيراني على جراح سببها قيصر الأميركي...
منذ أسابيع، كان هؤلاء يسخرون من الدواء الإيراني الذي لا يُشفي من الامراض، أو من النفط الإيراني الذي تختلف تركيبته الكيميائية على ما يتراءى لهم...
منذ أسابيع وحزب القوات اللبنانية يسخر من قدرة إيران على تقديم المازوت والبنزين...
"كيف لفاقد الشئ أن يعطيه؟"، كانوا يرددون...
كان جماعة اميركا يعولون على احترام حزب الله لكيان سلطة تابعة لهؤلاء، لم يبق منها إلا صورة هيكل خشبي أكله السوس...
لم يكونوا على خطأ...
حزب الله كان يتمنى فعلا أن لا تهرهر هذه السلطة اللبنانية العفنة على يديه... لكن الأعداء أرادوا... والحزب أراد... والله أراد... ، فتوجهت السفن من إيران الى لبنان الصغير بحجمه، العملاق، وسط أقزام العرب...
ولكي يغرز حزب الله خنجر الشرف أكثر في أجساد من لا شرف ولا كرامة عندهم، زاد السيد نصرالله الدوز...
"هذه السفن، أرض لبنانية..." أعلن السيد نصرالله...
من يتجرأ عليها من الصهاينة والاميركيين سوف يكون حسابه مع المقاومة عسيرا... ونقطة على السطر...
سعد الحريري فقد ما كان بقي عنده من القليل القليل من الرشد... فراح يولول كنساء قريش بعد انتصار الأنصار والمهاجرين على جيوش الكافرين...
الحقيقة، أن هذه الخطوة الجبارة لا تقاس ابدا بكميات الوقود التي سوف تأتي...
المهم، أن حزب المقاومة استرجع شعاره الشهير بعد نصر تموز ٢٠٠٦،
لقد انتهى زمن الهزائم، وجاء زمن الانتصارات
خطوة كسر الاحتكار النفطي لأمريكا وأزلام اميركا، ليس مجرد صفعة أخرى على وجه هذا الغرب المتغطرس...
نعم وكما قال رجل الإعلام السعودي في لبنان محمد شقير، أنها سياسة حافة الهاوية تلعبها إيران...
ربما نسي هؤلاء أن أقوالهم لم تعد تخيفنا، وأننا، على العكس تماما ننتظر من حزب الله خطوات أخرى تهدم بالمعاول نظام التبعية الذي ساد طويلا في هذا الشرق... قد آن الأوان لخلق اقتصاد حر، لوطن حر، وشعب حر...
اليوم، سواء عن طيبة خاطر أو مجبرا، دخل الحزب مرحلة ثورية لن يستطيع التراجع عنها حتى لو أراد وهو بالتأكيد لن يريد بعد اليوم...
سواء دخل الوقود الإيراني ام لم يدخل... دخل حزب الله الى وكر الثعابين وبالتأكيد لن يخرج إلا بعد تغيير معادلات كادت تكون نواميس غير قابلة للكسر...
إذا دخل النفط، وهو سوف يدخل، نكون مرغّنا أنف اميركا واتباعها بالتراب من جهة وانهينا أحد أهم الاحتكارات الغربية على أرض لبنان من جهة أخرى...
أما إذا تجرأ الاميركيون أو الصهاينة على التعرض لهذه الحمولة، فيكون الله قد منّ علينا بأحد اجمل الأُعطيات... الرد على الاعتراض بالاعتراض، حتى تكون الحرب التي لا بد أن تأتي لتجرف معها كيانا طال زمن نجاسته على أرض هذا المشرق...
النفط الإيراني الآتي لا يكسر حصارا كما كان الأمر مع فنزويلا فحسب...
هذا النفط يأتي ليحاصر بقايا اميركا واتباع اميركا الخائفين المرعوبين في ذعرهم المخزي....
اليوم كانت خطوة النفط...
وغدا يجب أن تتبعها خطوات...
بناء معامل الكهرباء... أولها...
خطوة تحرير الذهب من الأسر الأميركي، ثانيها...
الترحيب باستثمارات الصين وروسيا لإعادة توجيه الاقتصاد حتى لا نظل سوقا يعيش على هامش الدنيا...
بدأ بعضهم يلوح قائلا إن خطوة الحزب هذه أتت لتجهض ولادة حكومة ميقاتي...
أنه العهر السياسي الذي يرفض العزة ويريد لهذا الوطن وضعية الركوع والسجود أمام طغاة العصر الأميركي البائد...
إذا كانت أفغانستان قد بدأت بطرد الأميركيين من وسط آسيا،
فإن صفعة لبنان سوف تبدأ بإسقاط نظام تابع لاميركا عاث في الأرض فسادا طيلة عقود...
إنها خطوة إلى الأمام...
يجب أن تتبعها خطوات...
هذا ما حوته لهجة السيد، والسيد قد صمم ... وكذلك شعب لبنان الأبي....