كتب بسام ابو شريف:
من أهل فلسطين، من أهل القدس، من أهل كل مدينة وقرية وبلدة ومخيم على أرض فلسطين، نرسل لك أيُّها القائد الشجاع تحية، ونوجه لك كلمة حق لا نبتغي من ورائها اي مقصد، سوى استمرار النضال، من أجل تحرير الأرض المقدسة والأقصى المبارك ولبنان وسوريا والعراق، وكل البلدان العربية الرازحة تحت نير الِاستعمار الجديد الأمريكي وحلفائه الصهاينة العنصريين في اسرائيل، والأعراب المطبّعين الخونة في بعض بلدان الخليج.
نقول لك أيها القائد كلمة حق: هل تعلم أنّ شعبنا الفلسطيني ينتظرك؟ هل تعلم أنَّ العرب في كل مكان ينظرون إليك بافتخار واعتزاز، ويستمدّون، من كلماتك ومن أفعالك ومن صلابتك ومن صمودك ومن إصرارك على هزيمة العدو ، بستمدون من ذلك قوة ، ومعنوياتٍ عاليةً، وإصراراً على الِاستِمرار في مقاومة العدو، والهجوم عليه لاجتثاثه من أرضنا؟
هل تعلم أنّه عندما يُعلَنُ أنّك ستلقي كلمة، تنتظرك الناس، حول المذياع و حول التلفاز، أو حول أيّ وسيلة توصل صوتك لها ؟
تنتظرك، ومنظر الناس وهم ملتفون حول التلفاز ليروك ، منظرهم شبيه بمنظر الناس عندما كانوا يلتفّون حول المذياع ليسمعوا جمال عبد الناصر.
لماذا نقول هذا؟ نقول هذا، لأن شعب فلسطين وأهلها ، لهم جذور عميقة ضاربة في أرض فلسطين، وهذه الجذور تمتد منها إلى شتى أنحاء البلدان العربية ، فأهل فلسطين عرب قوميون ينتمون لأُمَّةٍ عريقة ، بَرّزْتَ أنت يا سيّدُ لترفع من قدرها ، برزت أنت لتدافع عنها ، برزت أنت لتحشد من أبنائها من يقاتل من أجل الحرية والعدالة والحق.
أيُّها القائدُ، إنّنا إذن نُحَيّيك، لكن لا نحييك كمن يحيي أخٌ أخاه فقط ، بل تحياتنا لك أداةُ التحية لقائدٍ لا يفكر إلّا بهزيمة العدو ، وتحرير الإنسان والأرض من رِجس العدوّ،ومن إرهابه الدموي، ومن عنصريته اللّاإنسانية.
من همجيته التي وصلت الى حدَّ قَتْلِ الرُّضَّعِ في أحضان أُمّهاتهم.
أيُّها القائد، نقول:
إنَّ التاريخ لا يُصْنَعُ بالصُّدْفة ، إنّ التاريخ يصنعه الرّجال الرّجال، بالحفر والثبات والصّبروالمثابرة، والهجوم دفاعاً عن النفس.
لا يمكننا أنْ ننتصرَ إلّا أنْ نتّبِعَ ما تقوله أنت:
إنّ علينا كمحور مقاومة
مسؤوليات جِسام ، أوّلها وجوهرها تحرير فلسطين،لأن ذلك يعني اجْتِثاث الصهيونيةِ الدمويةِ التي تَعِيثُ فساداً في أرضنا، وتنفث سمومها فيها، كما ينفث الثُّعبانُ سمومه، لِيَقتُلَ مَنْ حولَه.
إنّ اجتِثاث الغدّة السرطانية
(الصهيونية) من أرض فلسطين أمرٌ ليس مستحيلاً، نعم ، بل هو أسهل كثيراً مما يظن الكثيرون، وما جرى في أفغانستان يجعل، ويجب أَن يجعلَ كُلَّ الصهاينة المحتلّين فلسطين،يفكرون في نهاية الأمر، أنّ أحداً لن يحميَهم، ولن يسترعوراتهم وجرائمهم أحد، بل إنّ عليهم أن يرحلوا إلى بلادهم التي أتوا منها، ليستوطنوا ويستعمروا ويغتصبوا وينهبوا ويسيموا أهل البلاد الأصليين عذاباً أليماً .
إننا ، أيُّها السيد ، نُحِبُّك ، لأسبابٍ كثيرة قد يكون منها طلعتك البهية، التي تُنْبِىءُ بنورٍ من نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم ، ومنها شجاعتك ، التي لا تتردد ، في رد الصاعِ صاعَيْنِ ، وقدرتك على الحشد والتوعيةِ،وقدرتك على الردِّ على العدوّ، وقدرتك على التفكير المنطقيّ والجدليّ، والحساب بدقة حتى ننهك العدو. إنّ الوقت يقترب أيُّها السيد،ويجب ألّا نُخَبِّىءَ ما نُخبِّىءُ إلى أجلٍ غير منظور ، والمطلوب من غرفة عمليات محور المقاومة ، ان تَنْكَبَّ على دراسة الخطط تفصيلاً، كما كان يفعل الشهيد عماد مغنية، وكما كان يفعل الشهيد الفريق سليماني ، لأنّ دراسة وتخطيط العمليات هي التي تنزل بالعدو ضربات اليمة ، وهي التي تربكه وتهزمه.
ولا شك أنّك تعلم أنّ البطن عند العدو هوالمقتل، جبهته الداخلية المفككة ، واللهِ إنّي أراهم يرحلون ويهربون ويعودون إلى البلاد التي جاؤوا منها، لاحتلال فلسطين، أراهم يرتعدون عندما تُوَجِّهُ كلامَك للأمة ، أسمعُهم يقولون: إنّ هذا الرجلَ صادقٌ، إنّه لا يكذب.
فإذا كانوا هم يقولون ذلك، فماذا نقول نحن؟
نقول: إنّك القائدُ الذي ننتظر على أبواب الأقصى ، لنصلي سوياً في أقصى مباركٍ، مُحرّرٍ من كل رجس، ومن كل من يُدَنِّسُهُ بِاقْتِحامه عسكرياً.
ونقول أيضاً أيُّها القائد:إنّ معركتنا واحدة،فلقد سبق أن سمعناك تتمنى لو كنت في اليمن، وانا قاتلت في اليمن ضد الانكليز،في عدن، نعم نتمنى جميعاً أن نكون في كل مكان ، نتصدى فيه لعدو أُمتنا وناهب ثرواتِنا ومحطِّمِ آمالِنا ومانع تقدُّمنا وتطوّرنا؛ إنّنا نرى في طهران أنموذجاً يُبَشِّر بالخير العميم لبلادنا وأُمّتنا، عندما تُستخدم ثرواتُهالخدمتها ورِفعَةِ شأنِها وتقدُّمِها.
وأخيراً، أُكرِّرُ أيُّها القائد: نحن بانتظارك على أحرّ من جمر ، وعدونا سوف يهلك ويرتبك ويرتطم بعضه ببعض ، عندما تبدأ سهامكم بالوصول الى أعناقهم.



