يقول المفكر والأديب الراحل عباس محمود العقاد :
القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة ، لأنها تزيد هذه الحياة عمقا ، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب
إن المطالعة والعودة إلى الكتب والغوص في جوف المجلدات العلمية والتاريخية والثقافية على أنواعها يذهب عن الإنسان نوعا من الخمول وأشكال قلة الحيلة وأساليب عدم تدبير ما يحيط به من أيام رخاء ونعيم وأيام ثقال وعجاف وكما أن القراءة والمثابرة على التصفح الكتبي والإخلاص للكتاب بقلوبنا وبصيرتنا ينفح أرواحنا بنوع من الثقة بأن كل ما سيمر علينا من ظروف وأزمات قادرين على إستيعابها وقطعها بكتاب ذات فكر ومعنى وموضوع لا أن نكون ليس لدينا قمة أو هرم في حياتنا فالقاعدة هي الأهم أن يعي الإنسان ما يفعل وما يقرأ ويفهم معاني ما يدور حوله لا أن يكون كالذين يرفعون الأيدي بإنتظام دون أن يكون على دراية كبرى لماذا هو رافعا يده أو لماذا هو في هذا المجال وما دوره في ذلك، إن الكتاب الذي ليس له موضوع ليس له عمق فكري نوراني وعقل علمي وذلك لا يعطي أي إفادة مطلقة للنفس البشرية السائدة ، إننا نعاني في مجتمعاتنا من غزو لما سمي بعقرب العصر وتكنولوجيا سحق التاريخ العربي والديني الإسلامي الثقافي والتعليمي ألا وهو الهاتف الخليوي وذلك عبر تعزيز هذه الساحات وملئها بالعديد من الأصناف من الهواتف المحمولة وزجها ونشرها بسرعة كلمح البصر وفوق الخيال داخل بيئتنا القروية والمدنية وذلك بهدف إبعاد الشباب عن نقطة إلتصاقهم بثقافتهم الأدبية والعربية الأصيلة وتكبيلهم لألا يرجعوا إلى الكتاب ويغذو هذه النفس التي أمرنا الله بتغذيتها فكرا وعلما ونورا بدل تلقي معلوماتنا من الغرب وهذه الطلاسم والأحجيات والعبارات والقراءات المغلوطة إلى حد ما لا تجعل منا شبابا مثقفا وواعيا بل تجعلنا رهينة سيدنا الهاتف الذي يديرنا كما يشاء بكبسة زر على أي موقع من مواقع التواصل الإجتماعي لا يعنى ذلك أن التكنولوجيا ليست بوارد جيد لا بعكس ذلك إن التكنولوجيا قد سهلت على الإنسان ما إستصعبه خلال قرون وسنين غابرة ولكن لا لأن تجعلنا رهينة شيء زائل يجب أن نعود أنفسنا وندربها ونصهرها على حب القراءة والمعرفة والتمسك بل الكتاب لأن الكتاب يعيدنا إلى التفكر والتدبر بهذه الحياة الدنيا وأن نكون أشخاصا ناجحين في مضامير هذا المجتمع لا أن نكون محملين بأثقال جهالة وفشل يدفعنا غيرنا إلى العمل ونحن قابعون في ضلالة أنفسنا فلنستعيد زمام المبادرة قبل الشيخوخة والكبر لأن الثقافة والكتب والعلم يبنون مجتمعا فمجتمع ووطنا فوطن وعقلا نيرا وأن لا نكون مما شددت عليه الآية الكريمة في سورة التوبة( يفبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم ) الآية ٦٧ .



