كتب ناجي أمهز: كيف صنعت امريكا الهتها وكيف ننتصر عليها.
مقالات
كتب ناجي أمهز: كيف صنعت امريكا الهتها وكيف ننتصر عليها.
5 أيلول 2021 , 19:42 م
كتب ناجي أمهز:    منذ اكثر من عقدين وانا أبحث عن مكامن القوة في هذه القوة التي اسمها امريكا، وهي للحقيقة جعلت الجميع يفتتن بها كما جعلتهم يكرهونها. فأمريكا تحذرك من المساس بأي مواطن أمريكي تو

كتب ناجي أمهز: 

 

منذ اكثر من عقدين وانا أبحث عن مكامن القوة في هذه القوة التي اسمها امريكا، وهي للحقيقة جعلت الجميع يفتتن بها كما جعلتهم يكرهونها.

فأمريكا تحذرك من المساس بأي مواطن أمريكي تواجد على أيّ بقعة في العالم، لكنها بالمقابل تسمح لنفسها باستهداف أي شعب أو شخص، وفي أي بقعة بالعالم.

أمريكا مستعدة ان ترسل كل فرقها لإنقاذ كلب، داخل الحدود الأمريكية، وبالمقابل مستعدة أن ترسل كل جيوشها وتستخدم كل أسلحتها ونفوذها لتجعل أيّ شعب بالعالم يعيش حياة الكلاب.  

لو عدنا فقط للأفلام التي أنتجتها أمريكا في منتصف تسعينات القرن الماضي،لشاهدنا أفظع وأبشع الجرائم التي ارتُكبت بحق السكان الأصليين لأمريكا، الهنود الحمر، لكن اليوم من يتكلم عن الهنود الحمر، حتى الباحث والمهتم، يشعر بقرارة نفسه أنّ أمريكا قتلتهم بحب، لقد غسلوا أدمغتنا.

أمريكا استعبدت المهاجرين السود ونكلت بهم طيلة قرنين، وحرمتهم أقل حقوقهم، وبين ليلة وضحاها حولتهم إلى مواطنين، يموتون في سبيل أمريكا، وإنزال النورماندي عام 1944 كان مشهداً لا يتوقعه أحد،  بينما نحن نعيش مع بعضنا وبيننا قرابة دم ومصاهرة، منذ ألف عام ولم نعرف أن نحب بعضنا، ولا حتى أن نصبح مواطنين.
ما هذا السر والسحر "الآبراكادابرا".

لقد بحثت في كتب التاريخ والآثاروالاشارات، بين النصوص والخرافات، بين الطلاسم والرقوقات، في الأديان والميثولوجيا وتعدد الأيدولوجيات، بين الساسة والسياسة، والمنظمات السرية من الماسونية حتى بين فلسفة الفلسفات، وما كتب عن أسرار الصحون الطائرة، وغزو الفضاء، وسر منطقة 51، ولغز مثلث برمودا، حتى حضارة أطلانتس، وكنت ما إن أخرج من لغز حتى أجد نفسي في سر أكبر، وما يفتح باب حتى أجد متاهة أكبر والآلاف من الأبواب الموصدة، لا أحد يستطيع أن يصدق شيئا، ولا يمكن لِأحدٍ أن يكذب شيئاً، لكن الجميع سيجد في أمريكا، وأمريكا في كل شيء.
أطفالنا متسمرين ًأمام إنتاجها من الرسوم المتحركة، وعندما يتعلمون القراءة سيكونون أسيري قصصها المصورة، وما إن يكتمل نموهم، حتى تجدهم في خيالهم يعيشون كما يعيش المرهقون فيها، ويلعبون ألعاب الفيديو لشخصيات وأشكال لا تشبهنا، لكنهم مندمجون بها، يحفظون أسماء شوارع أمريكا أكثر من زواريب الشوارع في أوطاننا، وعندما يكتمل نضوجهم يحلمون بالهجرة إليها،  ويتمنون لو أنّهم يحملون جنسيتها.
عليك فقط أن تسمع عن الرواتب والمناصب التي يحظى بها خريجو جامعات ومعاهد أمريكا في كل العالم، وكيف يحكمون ويتحكمون، كيف يصنعون يستثمرون، يبنون يخترعون، لماذا دائما هم السباقون، ويصبح كل حلمك أن تبيع كل شيء تملكه بوطنك لتعليم أولادك فيها...
حتى أوراقها النقدية، بالرغم من أنّها من الأوراق التي نطبع عليها عُملتنا الوطنية، إلا أنّها تفوقها أضعافاً مضاعفة، وعندما تتأملها كثيراً تسال: ما هو السرّ، ولماذا هذا الفرق.
أمريكا، جعلتك تخشى حتى معجون الأسنان، إنّهم يستطيعون أنْ يتحكموا بتفكيرك من خلاله(نظرية الفلورايد)، ما من مصيبة تحدث في العالم إلّا ويُقال: إنّ أمريكا خلفها، كورونا قالوا عنه صناعة أمريكية، وعلاجه أيضاً أمريكي، حتى التصحُّر والأعاصير التي تصيب العالم يقولون صنعتها أمريكا، الرأسمالية أمريكا، الأمم المتحدة هي أمريكية، الخديعة أمريكية، الديمقراطية والعنصرية صنعتهما أمريكا، أمريكا تمارس الِاستعباد عالمياً، وعندما تسال العالم عن محرر العبيد يقولون لك: أبراهام لينكولن.

أمريكا تسرق ثروات العالم، وعندما تسأل عن شرطي العالم يشيرون إليك:إنّها أمريكا.

السلام،وإن كان مُزيفاً، يشكرون عليه أمريكا، والحرب أيضاً يشكرون أمريكا عليها.

كل شيء أمريكا، بل أصبح لأمريكا آلهتها وأخيارها وأشرارها.

فاليوم أمريكا لديها الإلٰه سوبرمان القادر على الطيران وإنقاذ العالم وهو لا يموت، ولها أيضاً أنبياؤها أمثال باتمان الذي يحارب الجريمة، ليقيم العدالة، والجوكر الذي حل مكان الشيطان، وبالرغم من أنّ عُمر هذه الديانة قصير، اذ لاتتجاوز السبعين عاماً، إلّا أنّ غالبية الكرة الأرضية تعرف عنهم أكثر مما تعرف عن الأنبياء والرسل والقديسين،الذين أرسلهم الله منذ آلاف السِّنين.

سَلْ غالبية المسلمين  عن أسماء القديسين فهم لا يعرفون، وكذلك المسيحيون. سلهم عن آلِ البيت وغالبية الصحابة، هم أيضاً لا يعرفون، إنّما إذا سألت أيّ طفلٍ، مسيحياً كان أو مسلما، وحتى لو كان بوذياً، لو سألته عن اسم باتمان السرّي وحياته سيخبرك كل شيء، أو عن الجوكروسيضحك مثله.
لقد غَيّرَت أمريكا العالم وقلبت المفاهيم.
يمكن أن يكتب يومياً عن أمريكا عشرات الكتب، بالدين والسياسة والِاقتصاد والفلسفة والصناعة والتكنولوجيا والِاكتشافات، وهي لم يتجاوز عمرها المئتين والخمسين عاماً، بينما كل هذه الأمم منذ نبي الله ابراهيم حتى يومنا هذا لا يمكنها كتابة كتاب واحد عن أي ديانة، بل ستجد ذات التكرار والنصوص ونفس الاسماء، حتى الذين يدعون الحداثة بالدين أمثال زغلول النجار، فكل همهم أن يثبتوا أنّ هذا الدين اكتَشف هذا الاختراع، قبل ان تكتشفه أمريكا، وكأنهم يضعون الله بسباق مع أمريكا.

لقد بحثت طويلا في سر أمريكا التي لم تكن قبل قرنين من الزمن، إلّا عبارة عن مليوني شخص، بينما كانت الأُمّةُ الإسلامية والعربية مائة وعشرين مليون شخص واكثر، واين كانت واين اصبحت امريكا اليوم، واين اصبح العرب والمسلمون اليوم.
ولم اجد الا امرا واحدا، وهو سبب تفوق امريكا، انها تركت الناس تتكلم، وخلاصة حكمة الكلام خطته الاقلام، والاقلام ايقظت الاحلام ودعمت امريكا كل مبدع ومنتج ومخترع، كي يحول هذه الاحلام الى افلام، والافلام الى حقيقة، فمن يصدق ان رواية الخيال العلمي ستار تريك عام 1966 للكاتب جين رودينبيري التي لم يكن يتقبلها عقل عن الهاتف بكاميرا والتحدث مباشرة، بوقت كان تسعون بالمائة من العالم لا يملك التلفاز الابيض والاسود، ان تصبح حقيقة عام 2000.. ونحن منذ الف عام لم نعرف حتى هذه اللحظة ان ننتج فيلم عنتر وعبلة، مع انه عبارة عن بيتين شعر.
لذلك لن ننتصر على امريكا حتى نطبق ما قاله العالم المصري الشهير، أحمد زويل — '«الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء؛ هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل...
 وعذرا على الاطالة.

المصدر: موقع إضاءات الإحباري