نبدأ باتفاق الذل والعار اوسلو , عندما ذهبت القيادات المهزومة والمازومة الى هذا الاتفاق كانت تملك الاستعداد المسبق للتنازل والتفريط , فقد تحولت الثورة عند هذه القيادات من ثورة تحرر وطني الى ثورة تبحث عن كرسي ولو كان بثلاثة ارجل او رجل واحدة مذببة , المهم ان تجلس عليه وتتربع تحت مسمى سيادة الرئيس , وقد جاء اتفاق الذل والعار هذا ليعبر عن مدى السقوط عند هذه القيادات , فالاتفاق اولا يعني التنازل عن اربعة اخماس المساحة التاريخية للوطن الفلسطيني , وهذا التنازل يعنى التنازل والتخلي عن تمثيل ثلثي شعبنا الفلسطيني , سواء جماهير شعبنا في الوطن المحتل عام 48 او جماهير شعبنا في الشتات , ويعني ايضا التنازل عن الحقوق الوطنية لهذه الجماهير وفي المقدمة منها حق العودة , وهذا بدوره يعني ان هذه القيادات اما انها قيادات غبية او انها قيادات لا تفقه الف باء السياسة , وهذا ايضا يدخل في باب الغباء , اذ ليس شرطا ان يكون القائد سياسيا وقانونيا بالمعنى الاكاديمي ولكن يجب ان يكون محاط بالمستشارين السياسيين والقانونيين . اي سياسي وطني هذا الذي يوافق على اتفاق لا ينص وبصريح العبارة على الدولة الفلسطينية ( اعتراف بالكيان مقابل الاعتراف فقط بالمنظمة )..واي قيادي وطني هذا الذي يتنازل عن تمثيل شعبه ( صحيح انهم تنازلوا عن اربعة اخماس الوطن , ولكن لو كان عندهم ذرة من الوطنية لما وافقوا على التنازل عن جماهير شعبنا في فلسطين التاريخية , على الاقل كان يجب الاصرار على حقوق هذه الجماهير ولو كاقلية في وطنها التاريخي , مع انني شخصيا ضد مبدأ التنازل ولا اقبل باقل من فلسطين كل فلسطين ) لكن هذه المقدمة اوردها هنا كمدخل للشق المتعلق بالاسرى .
يخلو اتفاق الذل والعار اوسلو من اي اشارة لاسرانا البواسل , ولا يوجد اي بند من بنود هذا الاتفاق يشير الى الاسرى وحرية هؤلاء الاسرى , وكل ما يتعلق بالاسرى جاء عبر تفاهمات غير مرتبطة بالاتفاق وغير ملزمة , وبما ان هذه القيادات الساقطة كانت قد تخلت عن تمثيل جماهير شعبنا في الداخل الفلسطيني , فقد خلت هذه التفاهمات من اي اشارة لاسرانا المقيمين في الاراضي المحتلة عام 48 , فاي قيادة وطنية هذه يا سادة , اي قيادة هذه التى تتخلى وتتنازل وتفرط بالارض وبالانسان, وباي حق تدعي وحدانية وشرعية التمثيل لهذا الشعب .
يعتبر اتفاق الذل والعار هذا خروجا فاضحا على كل برامج الاجماع الوطني الفلسطيني بما فيها البرنامج المرحلي , فمع كل الماخد على البرنامج المرحلي الا ان البرنامج المرحلي ينص وبكل الوضوح على اقامة الدولة على اي جزء يتم تحريره على ان تكون هذه الدولة خطوة على طريق تحرير كامل التراب الوطني ودون صلح او اعتراف او تفاوض , واتفاق اوسلو عدا عن انه اتفاق صلح واعتراف وتفاوض , فانه ايضا لا يمكن ان يشكل خطوة على طريق تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني , وبالتالي وكما قال حكيم الثورة والشعب الفلسطيني القائد الخالد جورج حبش – القيادات التى جائت باوسلو وتلك التى اعقبت اوسلو , لا تمثل ولا يمكن ان تمثل الشعب الفلسطيني --, ان هذه الشريحة , شريحة اوسلو لم تعد تنتمي ولا تمثل شريحة من شرائح الثورة الفلسطينية , وقد تحولت باتفاق دايتون لتكون اداة من ادوات الاحتلال , وعلى هذا الاساس يجب البناء .