كتب الإعلامي إبراهيم سنجاب: حتى أصبحت الرياض أقرب من ذمار
عين علی العدو
كتب الإعلامي إبراهيم سنجاب: حتى أصبحت الرياض أقرب من ذمار
إبراهيم سنجاب
21 أيلول 2021 , 22:47 م
كتب الإعلامي إبراهيم سنجاب: فى مسقط وفى الواحد والعشرين من سبتمبر 2021 يجرى وزير الخارجية العمانى بن حمود البوسعيدى محادثات مع المبعوث الأممى الجديد إلى اليمن هانز جروندبرج , وكذلك يجرى مشاورات


كتب الإعلامي إبراهيم سنجاب:


فى مسقط وفى الواحد والعشرين من سبتمبر 2021 يجرى وزير الخارجية العمانى بن حمود البوسعيدى محادثات مع المبعوث الأممى الجديد إلى اليمن هانز جروندبرج , وكذلك يجرى مشاورات مع المبعوث الأمريكى الخاص إلى اليمن تيموثى ليندركينج. تشير الأنباء إلى تبادل وجهات النظر حول المساعى المبذولة لتأمين وقف إطلاق النار من قبل كافة الأطراف وتسهيل دخول المواد الإنسانية والدخول فى عملية سياسية تحقق تطلعات الشعب اليمنى فى السلام والاستقرار والوحدة الوطنية . هكذا يقولون !
أما فى القاهرة وفى الواحد والعشرين من سبتمبر 2021 , فقد سمع محمد على المقدشى وزير دفاع الشرعية الافتراضية يمنيا ودوليا من الرئيس عبد الفتاح السيسى تأكيدا على الموقف المصرى الثابت بدعم جهود التوصل لحل سياسى شامل للأزمة اليمنية تتحقق معه طموحات الشعب اليمنى وتنفذ إرادته الحرة وينهى كافة التدخلات الخارجية فى شأنه الداخلى ويحقق استقراره ووحدة أراضيه , والجديد فيما يتعلق بالقاهرة تحديدا أن البيان الرئاسى ذكر أن القاهرة لن تدخر جهدا لمساعدة اليمن الشقيق فى بلوغ تلك الأهداف .
فى صنعاء وفى الواحد والعشرين من سبتمبر 2021 احتشد الملايين فى مناطق سيطرة سلطة العاصمة صنعاء تلبية لدعوة زعيم الثورة عبد الملك الحوثى للاحتفال بالذكرى السابعة لانتصار ثورة 21 سبتمبر 2014, الذى تعهد بمواصلة القتال حتى إجلاء آخر أجنبى وإبعاد المنافقين من المؤسسات الحكومية داعيا إلى رفد الجبهات .
فى عدن والرياض وأبو ظبى وفى الواحد والعشرين من سبتمبر 2021 يردد وزراء حكومة الشرعية الافتراضية يمنيا ودوليا ما سبق أن طالبوا به " عملية السلام تبدأ بالضغط على الميليشيات الحوثية لوقف عدوانها العسكرى والقبول بوقف إطلاق النار . فلينتظروا الضغوط !
هذه هى بعض ملامح الصورة اليمنية اليوم بعد 7 سنوات من ثورة 21 سبتمبر وقبل تمام 7 سنوات من بداية الحرب على اليمن فى مارس 2015 . المشهد مكتملا يدعو إلى التأمل وإجراء الحسابات من ربح ؟ من خسر ؟ من حقق أهدافه ومن اكتشف أن أهدافه كانت سرابا؟ من بدل موقفه ومن لا يملك التبديل ؟ كيف هى يمن اليوم محليا وإقليميا ودوليا ؟ وما الذى ستكون عليه غدا فى إطار معطيات 7 سنوات من الثورة والحرب والدم والارتزاق ؟
عملاء للسعودية أم عليها ؟ !
فى كلمته بمناسبة ذكرى الإمام زيد بن على السجاد حفيد إمام المتقين سيدنا أمير المؤمنين على الكرار , كان واضحا أن تغيرا استراتيجيا قد طرأ على مسيرة المسيرة اليمنية , يبدو أن أنباء المباحثات الغير معلن عنها بين الحوثيين والسعودية قد وصلت إلى طريق مسدود , صواريخ صنعاء ومسيراتها وتحالفها مع طوق المقاومة وقفت عقبة أمام طموح المملكة لإنهاء هذه الحرب والخروج من المستنقع اليمنى الذى انغرست فيه دون أن تتحسب لعواقبه , شجعها على الخوض فيه أنها لن تكون وحدها وأن الجاهزون لخدمتها دول ومنظمات وجيوش وخبراء , واعتقدت أن المطلوب منها لن يتخطى الضربات الجوية ودفع مليارات الدولارات ... تحقق ذلك بالفعل فى الشهور الأولى للحرب على اليمن حيث كان مخططا أن تتوقف الحرب بمجرد إعلان إفلاس بنك الأهداف العسكرية بتدمير كل معسكرات الجيش اليمنى .
ولكن كان لأنصار الله رأى أخر
من نقطة الصفر انطلق مقاتلون فى مقتبل العمر وألقوا أنفسهم وأجسادهم فى آتون الحرب التى لا ترحم , بعضهم دافع عن مواقع يمنية فى الداخل وأوقف تمدد الاحتلال والمرتزقة على أبواب الحديدة وصعدة وبعضهم انطلق ليحرر الجوف والمحافظات الوسطى ويقف على أبواب مأرب , أما البقية فقد زحفت داخل الحد السعودى وأطلقت الباليستيات والمسيرات على الرياض و أبو ظبى . مع إشراقه كل شمس هناك جديد فى يمن عبد الملك والذين معه , ومع دخول كل ليل يحن يمن الشرعية والذين يتاجرون بها إلى القديم ... كل جديد هو فى صالح صنعاء وكل قديم لن يفيد هادى , فالكلام ما زال للبندقية , والمكانة ترسم ملامحها الرصاصة .
بالدقيقة والساعة واليوم والشهر والسنة يعيش اليمنيون واقعا مؤلما بين الذين سلموا أنفسهم وبلدهم للخارج و الذين يرغبون فى محو عار الارتزاق والعمالة والخيانة عن تاريخ بلادهم . الملايين حوصروا وجاعوا ومرضوا وقتلوا لا لشيء إلا لأنهم يمنيون .
لا أحد يستوعب لماذا تستمر السعودية فى حصار وقتل اليمنيين ( سبع سنوات ) ولا أحد يعرف إلا متى ستستمر على هذه الحال وعلى ماذا ستنتهى ؟ إذن من الذى خدع المملكة ويستمر فى خداعها ؟ أمريكا أم إسرائيل أم دول خليجية أم مرتزقة اليمن سكان الفنادق وكتائب الفيسبوك , أوهم كل هؤلاء ؟ السلسلة طويلة ورغم أنها ليست معقدة , إلا أنه يمكن بترها بقرار من الرياض بوقف نزيف الخسائر , رغم أن الخروج من اليمن لم يعد كالدخول إليها .
الرياض أقرب من ذمار
وعلى المستوى الميدانى وجبهات القتال المفتوحة , ما زال جيش صنعاء ولجانها الشعبية قادرون على التمدد والتقدم جنوبا وشرقا حتى وصلوا وأمنوا محافظة البيضاء وطردوا دواعشها وارهابي القاعدة منها وهم بعض جند الشرعية الافتراضية التى يعترف العالم المقهور بالإرهاب بسبب أفكارهم وسلاحهم . وما تزال صنعاء تمتلك القدرة على الحسم العسكرى فى أهم الجبهات مأرب وفى أخطر الجبهات على الساحل الغربى . أما على مستوى اختراق الحد السعودى بريا وجويا فحدث ولا حرج , فصنعاء التى كانت قريبة فى بداية العدوان أصبحت ترى الرياض وجيزان أقرب من ذمار وتعز , أما على مستوى العقيدة القتالية وسرعة الاستجابة لتكنولوجيا السلاح فإن صنعاء التى لا تنتج كل غذائها أصبحت تنتج كل سلاحها وتستطيع أن تهدد به وتتوقع نتائج عملياتها العسكرية قبل أن تبدأ . ورغم آلام الحصار خاصة بالنسبة للأطفال والمرضى وطلاب العلم , فقد تمكنت صنعاء على مدى سنوات الصبر والصمود والألم أن توجد البدائل مهما تكن درجة كفايتها , بينما لم تتمكن السعودية أكبر مستورد للسلاح على وجه الأرض من إيجاد البدائل أمام مسيرات وصواريخ صنعاء التى تؤرق منام شعبها وتهدد مصالحها الاقتصادية , وتشعرها بالإهانة أمام هذا العدد القليل من مقاتلى اليمن .
فى الخروج الكبير للاحتفال بذكرى 21 سبتمبر فى محافظات أنصار الله وأحرار اليمن من الرسائل ما لن يستوعبه الآخر المعتدى أو المرتزق بالعدوان , وفى الخنوع لغرف الفنادق ومنتجعات العواصم رسائل يجب أن يستوعبها كل يمنى . وملخص هذا وذاك , من أراد القتال فليأت إلى اليمن ومن أراد السلام فليعد إلى صنعاء , أما المنشورات واللجان الالكترونية والوطنية مقابل الدولار فهى حملات , وإن بدت قوية أحيانا إلا أن الواقع على الأرض يفرضه شباب من جنس آخر , يستطيع أن يحول ليل مدينة بأكملها إلى نهار بصرخة عزم واحدة . 

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري