في ذكرى انتفاضة الأقصى ال 21 وإغتيال نجله...حديث مؤثر لوالد محمد الدرة وهذه الكلمة التي كررها قبل استشهاده
أخبار وتقارير
في ذكرى انتفاضة الأقصى ال 21 وإغتيال نجله...حديث مؤثر لوالد محمد الدرة وهذه الكلمة التي كررها قبل استشهاده
29 أيلول 2021 , 20:36 م
قبل 21 عاما استشهد الطفل الفلسطينى محمد الدرة بين أحضان أبيه، وأمام أعين العالم على جميع شاشات التليفزيون، برصاص الاحتلال الإسرائيلى، ليتحول هذا الطفل صاحب الـ12 عاما وقتها، إلى أيقونة للثورة الفلسطين

قبل 21 عاما استشهد الطفل الفلسطينى محمد الدرة بين أحضان أبيه، وأمام أعين العالم على جميع شاشات التليفزيون، برصاص الاحتلال الإسرائيلى، ليتحول هذا الطفل صاحب الـ12 عاما وقتها، إلى أيقونة للثورة الفلسطينية.

 

وصادف يوم الثلاثاء الذكرى الـ21 لانتفاضة الأقصى التي اندلعت شرارتها في مثل هذا اليوم في الثامن والعشرين من أيلول عام 2000 عقب اقتحام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون المسجد الأقصى برفقة قوات كبيرة من جيش الاحتلال

جمال الدرة والد الشهيد محمد الدرة وفي حديث مؤثر حاز تفاعلا واسعا قال "إن الفلسطينيين لم يستغلوا جريمة قتل إسرائيل لطفله من أجل ضرب الاحتلال والتخلص منه" 

 وفي حديث هاتفي مع راديو “الناس” الذي يبث من مدينة الناصرة داخل أراضي 48: تحدث والد محمد وقال “كنت ونجلي الطفل محمد ذاهبين لسوق السيارات في غزة في نفس ذاك اليوم وبيتي لا يبعد كثيرا عن غزة فأنا من سكان مخيم البريج. وكان محمد سعيدا جدا بنيتنا شراء سيارة لكننا لم نتوفق بذلك فعدنا من السوق نحو بيتنا في المخيم”.

 

وأضاف: “وفي طريق عودتنا للبيت أغلق شباب من غزة شارع صلاح الدين، ما حال دون تقدمنا فنزلنا من السيارة وسلكنا طريقا بعيدا عن موقع الأحداث من هذا الشارع ووصلنا مفترق طريق البوليس الحربي المعروف بمفترق نيتسريم.”

 

واستطرد:”وفوجئنا بإطلاق الرصاص علي وعلى ابني ولم نتمكن من التقدم نحو البيت أو التراجع فحاولنا الاختباء في المكان ولم أعتقد في البداية أنهم يطلقون النار علينا وما لبثنا أن أدركت أننا كنا مستهدفين فقد كان الرصاص أقوى من زخات المطر علي وعلى ابني محمد طيلة 45 دقيقة”.

 

وتابع: “عندما أطلقوا الرصاص علي سألني محمد لماذا يطلقون علينا هؤلاء الكلاب؟ وكرر السؤال ثلاث مرات لكنني لم أتمكن من الرد على ابني وكان همي أن أحمي ابني من وابل الرصاص هذا.”

 

ولفت إلى أنه كان يتلقى الرصاص بيده وبكل أنحاء جسمه، مضيفا:”وبعد ذلك صرخ ابني محمد بعدما أصيب بالرصاصة الأولى في ركبته اليمنى وقال: أصابوني الكلاب، وكررها 3 مرات ولا أعرف لماذا كان يكرر محمد كلامه ثلاث مرات.”

فقلت له: لا تخف فهناك سيارة إسعاف وستأخذنا من هذا المكان فكان يقول: أنا مش خايف يابا ما تخاف… وشد حالك أنت وأنا قوي وأتحمل، بعد ذلك حاولت أن أحميه بكل ما أستطيع من قوة ولكن وصل إلي الرصاص ونظرت لابني، على جانبي اليمين، فشاهدت أن جسده ملقى على رجلي اليمين وفي ظهره فتحة كبيرة نازفة فأدركت أن ابني قد استشهد فهززت رأسي يسارا ويمينا ولم يبق معي شيء أدافع عنه”.

 

وردا على سؤال عن تحول “محمد الدرة” لرمز فلسطيني معروف في العالم، قال “جمال الدرة” إن “محمد هو ابن الشعب الفلسطيني وابن القضية الفلسطينية وليس ابني فحسب.”

وتابع:”عبر التاريخ ارتكب هذا الاحتلال الكثير من المجازر بحق أبناء شعبنا واغتال الكثير من النساء والأطفال والشيوخ وقتل البشر والشجر والحجر ولم يكن هناك دليل واضح وقاطع على جرائمه كما حصل في جريمة قتل محمد ابني.”

 

وقال جمال الدرة مستنكرا:”لكن للأسف نحن كفلسطينيين لم نستطع استثمار هذا الحدث رغم أن كل العالم أدان الكيان الإسرائيلي بعد تلك الجريمة وقتها، ورغم التعاطف الدولي مع فلسطين ومع القضية الفلسطينية، لم نتمكن من إزالة هذا الكيان وهذا الاحتلال رغم هذه الجرائم المفضوحة بحق شعبنا الفلسطيني”.

وردا على سؤاله حول ذكرى نجله “محمد الدرة” قال “جمال الدرة”: “أقسم بالله أن محمد موجود بيننا يوميا وليس فقط في ذكرى استشهاده. مرت علي 21 عاما كأنها 21 ثانية. طبعا في كل ذكرى سنوية نتقابل نحن الإخوة والأحبة والأصدقاء ممن يذكروننا بتاريخ استشهاده. نجتمع كعائلة ودائما نستذكر ذكرى محمد العطرة”.

 

وكان الشهيد “محمد الدرة” -الذي نقلت جريمة قتله برصاص الاحتلال الإسرائيلي في غزة بالبث المباشر عبر شبكات التلفزة إلى العالم- من محركات الانتفاضة الثانية ورمزا لها.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري