ترصعت بالوجعِ لا تشكو ولكن تتألم ، تحاكي السماء بدعواتٌ تخبر الله بكل شيء وهو العالم بما حلَّ بها ، تناجيه في ظلمة الليل السرمدي فهو الأقرب لها..... قبل البداية وبعد الختام ولن تُختم حكايتي إلا إن أشرقت شمس الحرية على قلبها....
في لحظة تبدّل كل شيء، كانت جميلةً ولازالت، حملت أغراضها تريد مغادرة البيت إلى بيتٍ آخر وفي طريق الذهاب شرارةٌ واحدةً كانت كفيلةً بقلبِ حياتها رأسًا على عقب، اشتعلت النيران في السيارة، وبالمصادفةِ كانت هناك سيارة للاحتلال بالقرب منها ترجّل أحد الجنود واقترب من سيارتها لمساعدتها؟؟ وإنقاذها!!!!
أيعقل ذلك من مجرم غاصب!!!
بالطبع لا.... إنّما ليصب جامَ غضبه وحقده فأغلق آذانه قبل الباب.... وتركها لصرخاتها تهوي والقلب يرتعد... والنار فوق الوجه الجميل...
حاولت تفادي تلك الحمم بيديها ولكن لا صديق للنارِ تصرخ وتستصرخ، النار تزداد والنهش يقوى والصوت خفت !!! ولا من مجيب...
اقترب أحد الشّبان يحمل اسطوانةَ إطفاء،ولكن منعه هذا الحاقد مرةً تلو مرة... إلى أن أذن له بأن يطفئ النار ....!
خُمدت النار وإسراء تأن وجعًا وقهرًا وأسى ....
فلم يكتفي... بأن حبسها والنار معًا، لا بل تعدى ذلكَ لسحلها على الرصيف وكل الآهات بجسدها والجروح تنزّ ....
حقدٌ وهمجيةٌ لم ترد بأي عرفٍ ولكن نقول هذا لمن ؟ ونتوجه لمن؟ ونناشد من!!!!
المحتل...الصهيوني...الغاصب!!!
فلا أخلاق... ولا دين.... ولا حتى شرف يحكم هؤلاء الحثالة ....
تسربلت بآلامها محمولةً على نقالةِ المشفى لتمكث فيه مئة يومٍ لينقذوا ما يستطيعون ....
تنامُ والقلبُ لا ينام ، المشهد يعاد أمامها مع كل تنهيدةٍ وزفرة ...
لم يصمتْ لسانها عن الدعاء ، اجتمعت الأخوات لمعانقةِ روحها وقطعنّ عهد على أنفسهنّ... - كل واحدةٍ على حدا- أن لا ينظرنّ للمرآةِ ...فهي نذير ذكرى وتجديد ألمٍ لهنّ ....
ولدت بقلبٍ أبيض، لا يعكر صفوه سوى سواد الاحتلال، تحمل بين أضلعها مهما كبرت روحَ طفلةٍ بريئة... والعقل رزينٌ يسبق السن والأقران ....
هي فتاةٌ ثائرةٌ ....وأمٌ رقيقة .....وصديقةٌ صدوقة....
والآن تقبع خلف قضبان السجن ... تأن من الألم ....وتكتم الوجع.... وتقول : كونوا بخيرٍ !!!
أنا سأتحرر فلا ظلمٌ يدوم ولا عتمة تبقى ...
إسراء تعافر الدنيا بما تبقى لها من وجهها الجميل.... والأصابع سبقتها للجنان تحاجج بهم الله يوم القيامة !!!
بقلم محمد عبد الله الكومي: وحدة نصرة الأسرى في #المرصد_العربي لحقوق الإنسان والمواطنة.



