كتب عصام سكيرجي:
في ذكرى الانتفاضة الثانية لا يسعنا الا نعود للوراء قليلا والى الانتفاضة الاولى انتفاضة الحجارة وام الانتفاضات.لقد ابتدات الانتفاضة الاولى بشكل جماهيري عفوي ولم يكن احد يتصور انها ستستمر وتتطور ..يعني بالمختصر من يريد سرقة نضال شعبنا وتجيره لصالح فصيل معين بالقول اول الرصاص واول الحجارة , فليترك هذه المعزوفة لانه لا اول الرصاص ولا اول الحجارة , فاول الرصاص شباب الثار وابطال العودة والرفيق الشهيد الخالد وديع حداد , اول الرصاص جبهة التحرير الفلسطينية والرفيق الشهيد احمد جبريل. اول الرصاص الاف الشهداء في ثورة البراق وثورة 36 .اول الرصاص عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني ..فدعونا من كذبة اول الرصاص .
نعود للانتفاضة الاولى , لقد ابتدات الانتفاضة بشكل عفوي ولم يكن لاي فصيل الفضل في انطلاقتها . وبعد ان اصبح واضحا حجم الزخم الجماهيري وان الجماهير تسبق القيادات عملت الفصائل على تشكيل القيادة الوطنية الموحدة , بالطبع حماس لم تشارك في هذه القيادة لانها اولا لم تكن قد تشكلت كحركة وبعد تاسيسها كانت ترى نفسها بديلا لكل الفصائل ولمنظمة التحرير الفلسطينية وهذا ساهم في اضاعة الجهد المشترك لتضارب البيانات بين بيانات حماس وبيانات القيادة الوطنية الموحدة ,, وفي داخل القيادة الوطنية الموحدة كانت هناك وجهتي نظر , وجهة نظر عرفات وفتح والتى كانت تريد الاستمرار بالانتفاضة وفق الحد الادنى عسى ان تقود لتسوية سياسية وكانت حجتهم في ذلك اننا لا نريد تحميل سكان الضفة والقطاع مسؤولية الكل الفلسطيني مع انهم لم يقولوا ذات الشىء يوم كانت الثورة في الاردن او لبنان , لم يقولوا لا نريد تحميل سكان الشتات مسؤولية الكل الفلسطيني .
وبشكل عام هذه المقولة هي مقولة خاطئة الهدف منها تبرير استعدادهم المسبق لتقديم التنازلات , اما وجهة النظر الثانية وكانت تمثلها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والقائد الرمز الخالد جورج حبش فقد كانت تدعو لتطوير الانتفاضة وصولا للعصيان المدني الشامل والمسلح . وهذا ما يفسر اسراع القيادة المتنفذة في منظمة التحرير اي عرفات في الذهاب الى مدريد ومن ثم اوسلو واتفاق الذل والعار اوسلو , فقد كان تلك القيادة تخشى من ان تفرز الانتفاضة قياداتها الميدانية وان تشكل تلك القيادات الميدانية بديلا للقيادة الرسمية للمنظمة ولهذا اسرعوا في واد الانتفاضة باتفاق الذل والعار ..عندما جائت الانتفاضة الثانية بعد تدنيس شارون للاقصى ايضا لم يكن لاحد الفضل في تفجير تلك الانتفاضة . لكنها شكلت فرصة لعرفات لركوب الموجة علها تشكل له مخرجا من المازق الذي كان يعيشه فقد انتهت الفترة الزمنية لاتفاق الذل والعار اوسلو في عام 99 فالاتفاق مربوط بفترة زمنية مدتها خمسة اعوام , انتهت تلك الخمسة اعوام والنتيجة صفر مكعب , فوجد عرفات فرصته في ركوب موجة الانتفاضة الثانية عله يخرج من المازق الذي وجد نفسه فيه ولكن ابعاد القيادات الوطنية بعد اوسلو وحل الاجهزة العسكرية في الخارج شكل نقطة ضعف لا تسمح بتطوير الانتفاضة الثانية وبالتالي كانت الانتفاضة الثانية دون اسناد خارجي مما مكن العدو من القضاء عليها فكان اتفاق اريحا وحصار عرفات ,وانتهاء بتسميم عرفات تمهيدا لمجيء كرزاي فلسطين على راس القيادة الفلسطينية وابتداء عهد العمالة الامنية بكل صورها تحت مسمى التنسيق الامني . الخلاصة نحن اليوم بامس الحاجة لانتفاضة ثالثة تكنس كل المتساقطين وتعيد البوصلة للنضال الوطني الفلسطيني , فهل نحن فاعلون