أزمة البنزين و"بريكست" يخيمان على مؤتمر المحافظين في بريطانيا و جونسون يتعهد بالمضي في خطته للتعافي بعد "كوفيد-19" من أجل "إعادة البناء بشكل أفضل"
بريطانيا
عشية بدء الجيش البريطاني، الإثنين 4 أكتوبر (تشرين الأول)، توزيع المحروقات على المحطات، وفق ما أعلنت الحكومة الجمعة، يعقد حزب المحافظين مؤتمره السنوي، الأحد، بشكل شخصي للمرة الأولى منذ العام 2019، بعد أن أجبر "كوفيد-19" مؤتمر العام الماضي على الانعقاد افتراضياً.
يأتي ذلك، في ظل سجال عن أسباب الأزمة وبشأن "بريكست" وسياسات حكومة المحافظين برئاسة بوريس جونسون.
فعلى الرغم من سعي الحكومة إلى تحميل "كوفيد-19" مسؤولية النقص في سائقي الصهاريج الأجانب، ما أدخل بريطانيا في أزمة توزيع غير مسبوقة للوقود على المحطات، لكن تداعيات "بريكست" حاضرة، ومنها أنه حدّ في يناير (كانون الثاني) من حرية دخول عمال دول الاتحاد الاوروبي إلى بريطانيا.
وأدت أزمة المحروقات الناجمة عن نقص السائقين أيضاً إلى تعطيل تسليم البضائع للمتاجر في جميع أنحاء البلاد، حتى بات مشهد الرفوف الفارغة في المحلات أمرا مالوفاً.
ومع اقتراب عيد الميلاد، هناك تحذيرات من نقص في إمدادات الطعام ولعب الأطفال بسبب مشاكل التوصيل ونقص العمال الموسميين الذين كان كثير منهم يأتي في السابق من أوروبا.
جونسون يتعهد المضي في خطته
ووجّه جونسون رسالة قوية إلى أعضاء الحزب ومؤيديه، تعهد خلالها بالمضي قدماً في خطته للتعافي بعد "كوفيد-19" من أجل "إعادة البناء بشكل أفضل" على جميع الصعد، من البنية التحتية إلى التغير المناخي.
وتطرق جونسون إلى فوز حزب المحافظين الكاسح في انتخابات العام 2019 ونجاحه في إبرام الاتفاق التجاري مع بروكسل، قائلا "حكومة المحافظين هذه لديها سجل حافل في الانجاز: لقد أتممنا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتوصلنا إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي (...) بحيث أوفينا بوعدنا الانتخابي".
وتتعرض حكومة جونسون للهجوم ليس بسبب تداعيات "كوفيد-19" فحسب، بل بسبب سلسلة من الأزمات المتصاعدة مثل الضرائب والهجرة أيضاً.
ويمكن لجونسون أن يضيف إلى انجازاته إطلاق لقاح ناجح مضاد لـ"كوفيد-19" نال موافقة سريعة وشهد حتى الآن تلقيح أكثر من 82 في المئة من السكان بجرعتين.
لكن هذا لن يخفي الغضب المستمر تجاهه بسبب طريقة استجابته للجائحة وارتفاع عدد الوفيات إلى أكثر من 136 ألفاً، بالإضافة إلى الزبائنية في توقيع عقود التلزيمات المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا.
وقد خاطر أيضاً بخسارة دعم زملائه المحافظين لخرقه تعهداً انتخابياً بعدم زيادة الضرائب، بعد إعلانه عن تمويل هائل لقطاع الرعاية الصحية الذي يعاني من أزمة.
وبالنسبة إلى "بريكست"، أثار جونسون غضب بروكسل بتهديده بتعليق الترتيبات التجارية الجديدة مع إيرلندا الشمالية، وتأخيره التنفيذ الكامل لعمليات التفتيش عند الحدود للواردات من دول التكتل.
احتجاج وانتقاد "عمالي"
كذلك، يواجه جونسون انتقادات لعدم قيامه بما يكفي لمعالجة تزايد أعداد المهاجرين الآتين من فرنسا عبر بحر المانش.
وقد تجمّع، السبت، متظاهرون بعضهم يلوح بأعلام الاتحاد الأوروبي في القرب من مكان انعقاد مؤتمر المحافظين في مانشستر في شمال غرب بريطانيا.
ورفع أحد المتظاهرين لافتة كُتب عليها "حكومة محافظين فاسدة. إنهم كاذبون وغشاشون ودجالون، أخرجوهم الآن".
والأسبوع الماضي، وجه كير ستارمر زعيم حزب العمال المعارض انتقادات حادة إلى جونسون، ووصفه بأنه مجرد شخص مهووس بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون خطة، وإن كان لا يزال يحافظ على شعبيته.
وقال ستارمر منبها جونسون بشأن سياساته الاقتصادية "لدينا أزمة وقود وأزمة رواتب وأزمة سلع وأزمة غلاء معيشة، كل هذا في الوقت نفسه".