بعد عدة محاولات لاغتياله وإعلان تنظيمات إرهابية عن مكافآت لإهدار دمه، توفي رسام الكاريكاتير السويدي، لارس فيلكس، صاحب الرسوم المسيئة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، الأحد، إثر حادث سير مأساوي، وفق وسائل إعلام محلية.
وقال موقع "Aftenposten" إن فيلكس وشرطيين اثنين كانا يحرسانه لقوا مصرعهم حين اصطدمت سيارتهم بشاحنة على طريق E4 بمدينة ماركارد السويدية.
وقال متحدث باسم الشرطة: "يتم التحقيق بالحادث مثل أي حادث سير آخر. لكن لأن الأمر يتعلق أيضا بمقتل شرطيين، تم تكليف قسم خاص في مكتب المدعي العام بهذا التحقيق".
ووقع الحادث بالقرب من بلدة ماركاريد الصغيرة عندما اصطدمت السيارة التي كان فيلكس يستقلها بشاحنة، حيث اشتعلت النار بالمركبتين لكن تم إنقاذ سائق الشاحنة الذي يخضع الآن للعلاج في المستشفى، وفق الشرطة.
وأشار بيان للشرطة الى أن سبب الحادث ليس واضحا.
وقالت رئيسة الشرطة الإقليمية كارينا بيرسون إن "الشخص الذي كنا نقدم له الحماية توفي مع اثنين من رجال الشرطة في هذه المأساة الحزينة التي لا يمكن تصورها".
وأثار فليكس غضب العالم الإسلامي في عام 2007 بعد رسوم مسيئة للنبي، ومن حينها ويرافقه ضباط شرطة لحمايته بعد تعرضه لأكثر من محاولة قتل فاشلة.
اشتهر فيلكس بأعماله الاستفزازية خاصة في العام 2007 عندما نشرت له الصحيفة السويدية "نيريكس اليهاندا" رسما مسيئا للنبي محمد أثار غضبا عربيا ودوليا واسعا.
ومن حينها، خضع فيلكس لحماية الشرطة خشية على حياته التي كانت هدفا لكثيرين جراء رسوماته المسيئة.
وعرضت القاعدة 100 ألف دولار جائزة لمن يقتل فيلكس.
كما تسببت رسومه بتوترات دبلوماسية للسويد، حيث عمد رئيس وزراء السويد حينها فردريك راينفلدت إلى لقاء سفراء دول إسلامية لتخفيف التوتر.
في العام 2009، اعتقلت الأمريكية كولين لاروز التي تلقب نفسها باسم "جهاد جين"، في الولايات المتحدة مع سبعة أشخاص آخرين للاشتباه بالتخطيط لقتل فيلكس، واعترفت بذنبها في تهم الإرهاب وتواجه عقوبة السجن المؤبد حاليًا.
في مايو/أيار 2010، تعرض لاعتداء خلال محاضرة في جامعة أوبسالا، حيث انقض شاب مسلم عليه خلال المحاضرة وأشبعه ضربًا ولكمًا وكسر نظارته، رغم وجود حشد كبير من الشرطة المدنية والسرية، وكانت هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها للضرب.
وفي الشهر ذاته، حاول عدد من الأفراد إضرام النار في منزله الواقع في بلدة "نيهامنسلا" جنوب غرب السويد.
ولم يكن الرسام في منزله وقت اندلاع الحريق، ولم يعلم بالحريق إلا صباح اليوم التالي.
وآنذاك، وجه القضاء السويدي إلى شقيقين تهمة محاولة إحراق منزل الرسام، وتبين أنهما يحملان الجنسية السويدية لكنهما من أصل كوسوفي.
وفي فبراير/شباط 2012، تعرض لارس فيلكس، للرشق بالبيض خلال محاضرة في جامعة كارلستاد السويدية.
وذكرت وسائل إعلام سويدية أنه رشق بالبيض خلال إلقائه محاضرة عن الرسوم المسيئة للنبي وحرية التعبير، واعتقلت الشرطة 15 شخصًا من الذين رشقوه.
وفي عام 2015، نجا فيلكس من حادث إطلاق نار خلال مؤتمر في كوبنهاغن أسفر عن مقتل مخرج دنماركي.