كتب الأستاذ حليم خاتون:
هل يحتاج لبنان الى المساعدة؟
لدى لبنان ذهب ب ١٨ مليار دولار...
لدى لبنان احتياطي من العملات الصعبة حوالي ١٤ مليار دولار...
لو كان في لبنان أناس يُؤتمن لهم، لقلنا سيًلوا الذهب وضعوا اليد على الإحتياط لإعادة انطلاق الدولة...
لو كان في لبنان نظام غير النظام الموجود والمؤلف من مجموعة من كبار اللصوص المحترفين في العالم... من كل الرؤساء دون استثناء وكل الوزراء وكل النواب وكل القضاة والأحزاب والمنظمات والجمعيات ورجال الأعمال والمال والدين، وأهم شيء رجال الدين الذين وزعوا صكوك غفران على بعضهم البعض، وعلى كل ابن زانية جلب لأبويه وسلالته من الشتائم ما سوف نُحاسب عليه يوم القيامة...
ليسامحنا الرب، رغم أننا نعرف ما نقول، وسوف نردًده حتى يوم القيامة ذاك...
أجل، لو كان عندنا رجال دولة، وليس كل هؤلاء، ولا يطلب احد ذكر الأسماء، لأن الاستثناء سقط منذ أن فشل اي منهم في محاسبةِِ، أو في تنفيذ ولو بندِِ إصلاحي صغير واحد...
لو كان بين هذه "الجموع رجال"،
كنا قلنا لهم اتكلوا على الله وأعيدوا بناء الدولة...
لكنهم هم أنفسهم من جلس على رؤوسنا "ودندل الأرجل" منذ أن كان هذا الوطن، لأنهم يعرفون أننا شعب من الغنم، أو كلاب حراسة، في احسن الأحوال...
عفواً... لكن "كلهن يعني كلهم"، بما في ذلك كل جمعيات ال NGO، وحتى الذين رفعوا هذا الشعار بقصد التعمية وتجهيل الفاعل...
الفاعلون هم كل من ذُكر أعلاه ولم ولا يفعل شيئا، لا للمحاسبة ولا حتى للمساعدة الحلال لمن يحتاج إلى مساعدة...
لقد انتهى زمن كرتونة المونة والمعلبات والزيت لإسكات الناس عن الملايين والمليارات المنهوبة..
.
تترواح جريمة هؤلاء من الإهمال وغض الطرف والتغطية على الجرائم... إلى عدم الفعالية والعجز، وصولا الى تخدير الناس ومنعهم عن تعليق المشانق أو حتى قطع أيدي السارقين...
هل يتصور أحدكم ماذا يمكن ان يقول ومن سوف يفضح رياض سلامة حين يساق إلى المشنقة أو إلى مقصلة قطع الأيدي...؟
كم من الرؤوس سوف تتدحرج قبل أن يتوسل رياض سلامة أن يُصبح الشاهد الملك على كل الجرائم التي ارتكبت منذ أن وضعت السعودية والنظام السوري والأميركيون رفيق الحريري، وعلى يمينه جوني عبده وعلى يساره رياض سلامة، ومن خلفه كل هؤلاء المستشارين الذين يعرفون، أو الذين لا قاعدة علمية عندهم ليعرفوا سوى الهوبرة والتخصص في سوق الناس قطعاناََ قطعاناََ من الغنم إلى الذبح وهم يمجًدون القائد حينا والزعيم الإله، حينا آخر، وكبار رجال الدين الذين نسوا الله ونسوا المسيح ولم يتذكروا سوى معاوية وعثمان من الصحابة، أو بابوات روما ممن كان يبيع صكوك الغفران عن الجرائم المرتكبة أو حتى عن تلك التي سوف ترتكب...
لو كان في لبنان، غير اولاد الكلب هؤلاء، لما احتاج لبنان الى أي مساعدة...
في الحقيقة، المساعدة الوحيدة التي يحتاجها اللبنانيون اليوم هو مزيد من الإذلال ومن العربدة بحقهم، لعل أحدهم يستيقظ كما استيقظ في تونس الرئيس قيس سعيًد...
سأل أحد المعارضين للرئيس التونسي أمس على شاشة الميادين؛ سأل اللبنانيين لو كنا نرضى أن يقوم ميشال عون بما قام به قيس سعيًد...
حبيبي... مشاكلنا... مآسينا.. نابعة من أن ليس في هذه الجموع رجال...
منذ كنت طفلا وتخرج ابن خالتي من الجامعة الأميركية في الاقتصاد وإدارة الأعمال، وأنا اسمع عن الضريبية التصاعدية ووجوب تطبيقها لنشر العدالة الاجتماعية من جهة ومنح الدولة المال والقوة الكافية لبناء اقتصاد فعلي وتنظيم هذا الاقتصاد...
كبرت وقرأت الف باء الاقتصاد مع كارل ماركس وسافرت وزرت بلادا لم تمشي مع منطق ماركس الاشتراكي لكنها توصلت إلى بناء الدولة والعدالة الاجتماعية فقط عبر تطبيق الضرائب التصاعدية وبناء إدارة تحرص على إعادة توزيع الثروات عبر هذه الضرائب...
مع ان السوفياتي ستالين، وربما حتى روبيسبير من أيام الثورة الفرنسية، مطلوبين لفرض المحاسبة ولو على الشبهة في هذا البلد اللعين الذي اسمه لبنان، إلا أن إجراءات أقل من هذا بكثير كافية، فقط لو أن الله أخذ كل ودائعه ممن يتحكمون برقاب اللبنانيين وبرؤوسهم الفارغة...
في المانيا تبلغ الضرائب حوالي ٤٩٪ من الأرباح...
في فرنسا، تصل الضرائب إلى حوالي ٧٥٪ في حالات الارباح الضخمة والفاحشة...
في لبنان، أنقص رفيق الحريري الضرائب المباشرة على الاغنياء إلى حوالي ١٥٪، ثم فرض ضرائب غير مباشرة تطال بشكل أساسي الفقراء عبر الاستهلاك والموظفين والعمال في رواتبهم..
غضب الأغنياء في فرنسا وهددوا بمغادرة فرنسا، كما يهدد اللصوص عندنا من الذين نهبوا البلد...
يهددون بمغادرة البلد إذا تجرأنا على محاسبتهم أو فرض ضرائب عليهم...
غادر دوبارديو فرنسا وحصل على الجنسية الروسية كي لا يدفع الضرائب... بقيت فرنسا ولم يعد أحد يسمع بدوبارديو، الذي لم يعد يعمل ويربح كما في السابق...
ماذا إذا غادر ميقاتي والحريري والسنيورة وبري وصفير والازهري والصحناوي والراعي وغيرهم من أصحاب الملايين لبنان لانهم يرفضون دفع ٤٩٪ ضرائب على كل ما حققوه من أرباح، حت لو افترضنا أنها ارباح شرعية...
ماذا يهم...؟
اولا نرتاح منهم، وثانيا نقوم بمصادرة كل الأملاك الموجودة في لبنان لتحصيل الضرائب المتوجبة عليهم...
وإذا كان هذا غير كاف نطلب من الانتروبول ملاحقتهم حتى دفع كل المتوجب، ونطلب من الدول التي هربوا إليها بوضع اليد على أملاكهم وبيعها بالمزاد حتى يتم تسديد المتوجب...
اساسا، إلى اين سوف يهرب هؤلاء؟
إلى فرنسا؟
في فرنسا عليهم دفع ضرائب أكثر من لبنان...
إلا إذا قرروا اللجوء إلى بلاد العالم الرابع أو الخامس، حيث قد يقوم أكلة لحوم البشر بطبخهم وتخليص البشرية من سمومهم...
هل يوجد حلول في لبنان...
بالتأكيد يوجد حلول...
لكن من يمكن أن يقوم بهذا؟
بالتأكيد لا يمكن تأمين الذئب على القطيع...
هؤلاء لا أمان عندهم يعطونه...
اول الغيث يجب أن يأتي عبر تسليم السلطة إلى أشباه أنبياء...
وهؤلاء قطعا ليسوا من ضمن من توالى على حكم البلد منذ لبنان الكبير وإلى اليوم...
ما هي الحلول المطلوبة...
١- فرض ضرائب تصاعدية بمفعول رجعي الى أبعد زمن ممكن...
٢-وضع حدين أدنى وأقصى للأجور، بشكل تسلسلي على أن لا يزيد الحد الأقصى عن ٣ إلى أربعة أضعاف الحد الأدنى...
٣-فرض قوة إجرائية للعملة الوطنية ومنع التداول بغيرها في الأسواق تحت طائلة الغرامات...
٤- استعمال الإحتياط والذهب من أجل إعادة امتصاص كل ما قام بطباعته رياض سلامة وإعادة التوازن في عرض الليرة في الأسواق من أجل قمع التضخم الذي أحدثه سلامة...
٥-تفعيل المراقبة والتفتيش والمحاسبة، حتى لو اضطر الأمر إلى إقفال المؤسسات المختلفة بالشمع الاحمر والقيام بتأميمها باموال الغرامة إذا عجزت عن الدفع...
٦-قبول عروض ال B O T في بناء معامل كهرباء كافية، ووضع شروط أن لا تقل نسبة الكهرباء الناتجة عن الرياح والطاقة الشمسية عن ٣٠ إلى ٥٠٪
من مجمل الطاقة المنتجة...
٧- بناء مصافي تكرير، وقطارات كهربائية، تربط الناقورة بنهر ابو علي في الشمال وتربط الساحل بالحدود السورية في ثلاثة مواقع على الأقل من أجل أن يعود لبنان قاعدة الترانزيت إلى العالم العربي، لأن الخونة لن يدوموا في ممالكهم... أيضاً عن طريق ال B O T...
٨-إنشاء شبكة مواصلات عامة داخل المدن كمرحلة أولى تكون مترابطة مع شبكة القطارات...
٩-إعادة الاعتبار إلى قطاعي الزراعة والصناعة عبر الخروج من منتدى البحر المتوسط الذي ادخلنا إليه رفيق الحريري حتى أصبحنا سوقا لمنتجات غيرنا...
أقفلت مصانعنا، وماتت بساتيننا والمزارع، لأن لبنان الأخضر لم يعد ينتج حليبا واجبان وصار يستورد من "الصحراء" السعودية بدلا عن ذلك...
١٠-إعادة الاعتبار لمرفأ بيروت والعمل على أن تكون مرافيء طرابلس وصيدا وصور مرافيء مناوبة ومساعدة عند الحاجة...
هذا ليس حلما غير قابل للتحقيق...
قد يمتد تنفيذ هذه المشاريع إلى عشر سنوات، ولكن المهم البدء...
لكن شرط البداية مرتبط قبل كل شيء، بنصب المشانق والتخلص من كل الطبقة الحاكمة الحالية والسابقة، والعمل على إعادة بناء الانسان كي لا نبقى شعبا من الغنم...