بدأ الناخبون العراقيون اليوم الأحد الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية المبكرة.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام نحو 25 مليون ناخب يحق لهم الاقتراع على أن تغلق في السادسة من مساء اليوم، بحسب ما أعلنت المفوضية العُليا المستقلة للانتخابات.
وتجري الانتخابات برقابة أممية ودولية وهي الأولى في ظل قانون الانتخاب الجديد الذي قسّم البلاد إلى ثلاث وثمانين دائرة انتخابية.
وأعلنت اللجنة الأمنية العُليا إغلاق المطارات والمنافذ البرية في الساعة التاسعة من مساء أمس السبت، من أجل تأمين العملية الانتخابية في البلاد.
كما تم إغلاق الحواجز الرئيسية بين المحافظات في الواحدة بعد منتصف الليل ومنع حركة العربات التي تحمل أكثر من طنّين والدراجات النارية وحركة القطارات، وأكدت اللجنة عدم وجود حظر للتجوال داخل المدن بشكل نهائي.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح قال إنَّ "هذه الانتخابات هي واحدةٌ من أهم العمليات الانتخابية في تاريخ العراق الحديث، وتأتي في ظرفٍ دقيقٍ ولحظةٍ وطنيةٍ فارقة".
وأضاف الرئيس صالح، في كلمةٍ له تناول فيها الانتخابات البرلمانية المبكّرة في العراق، أنَّ "انتخابات الغد مفصليةٌ مصيريةٌ وتأسيسية، وفرصةٌ لبِناء دولةٍ قادرةٍ على أن تُصحّح المسارات الخاطئة وتضرِب الفساد وتعملُ على مُراجعةِ الدستور وتُعزّز سيادة البلد عبر عقدٍ سياسي واجتماعي جديد".
وأكَّد أنَّ "تصحيح المسارات وبناء الدولة المقتدرة، لن يتحقق إلا بتشكيل مجلس نواب يُعبّر عن الإرادة الحقيقية للعراقيين ، ويكون قادراً على تشكيل حكومةٍ فاعلةٍ تستجيب للتحديات والاستحقاقات بلا تهاونٍ أو مهادنةٍ".
وأقرّ صالح "بوجود خللٍ بنيوي رافق منظومة الحكم بعد العام 2003"، وتابع "نقدّر المنجز المتحقق بالتحول ببلدنا من الاستبداد إلى نظام دستوري".
وبشأن التحضير للانتخابات الحالية، أشار الرئيس العراقي إلى أنَّه "تم تبنّي القانون الجديد للانتخابات، وتشكيل مفوضية جديدة إلى جانب الدعم من أجل تجاوز مكامن الخلل في العمليات الانتخابية السابقة، التي عرقلت المسار السلمي للإصلاح والتغيير".
وختم صالح كلمته بالدعوة إلى أن تكون "انتخابات الغد رسالةَ العراق إلى العالم، تؤكد خيارات الشعب في الحرية والسيادة، وعودة العراق لمكانته الحضارية، ودوره الإقليمي والدولي المحوري".
في سياق متصل...أصدر "الحشد الشعبي" أمس بياناً بشأن الانتخابات التشريعية، قبل ساعات من موعدها غداً الأحد، قال فيه إنّه "ومع اقتراب موعد الاقتراع، باشرت قوى الحشد المنتشرة في مختلف مناطق البلاد عمليات استباقية بالتنسيق مع العمليات المشتركة في مناطق متفرقة من ديالى ونينوى وصلاح الدين وكركوك والأنبار، فضلاً عن حزام بغداد، أسفرت عن اعتقال العديد من الإرهابيين وتفكيك شبكات إرهابية والسيطرة على مضافاتها".
وأضاف أنّه حرصاً على ضمان سير العملية الانتخابية من دون أي خروقات أمنية، و"لتضييع الفرصة على كل من تسوّل له نفسه زعزعة الأمن في البلاد"، فإنّ الحشد الشعبي يعلن "رفع حالة الإنذار بين صفوف قواته إلى درجة (ج)"، والتي ستمتد من مساء اليوم إلى الساعة الخامسة من بعد غد الإثنين بالتوقيت المحلي.
كما دعا "جميع أبناء الشعب العراقي الكريم، الذي ساند الحشد الشعبي في نزاله التاريخي ضد الجماعات الإرهابية، إلى أن يذهب يوم غدٍ ليشارك في هذا الكرنفال، استجابةً لدعوة المرجعية الدينية العليا ولدعوات جميع القوى الخيّرة".
وتمنّى على الشعب العراقي "عدم انسياقه للإشاعات والدعايات المضللة التي تحاول أن تحدّ من مشاركة جميع أبناء هذا البلد في ممارسة عملهم الديمقراطي".
وأجريت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية ضمن "التصويت الخاص"، أمس الجمعة، حيث بلغت نسبة المشاركة 69%. وشمل التصويت الخاص نحو مليون و200 ألف ناخب من منتسبي الأجهزة الأمنية والنازحين والسجناء.
ودخل العراق أمس مرحلة الصمت الانتخابي، تمهيداً للانتخابات التي ستجري يوم غد، وفق قانون انتخابي جديد.