كتب الأستاذ حليم خاتون: العراق، فَشَلُُ على فشل
عين علی العدو
كتب الأستاذ حليم خاتون: العراق، فَشَلُُ على فشل
حليم خاتون
11 تشرين الأول 2021 , 16:26 م
كتب الأستاذ حليم خاتون:     انتخابات العراق كأس واحدة... كل طرف ينظر إلى الجزء الذي يريحه... France24 رأت أن مقاطعة الانتخابات تجاوزت ال ٥٩٪... بينما رأت الميادين أن نسبة المشاركة فاقت ال ٤١

كتب الأستاذ حليم خاتون: 
 

 انتخابات العراق كأس واحدة...

كل طرف ينظر إلى الجزء الذي يريحه... France24 رأت أن مقاطعة الانتخابات تجاوزت ال ٥٩٪...

بينما رأت الميادين أن نسبة المشاركة فاقت ال ٤١٪...

النتيجة واحدة في الحالتين:

انتشار اليأس في شعب عانى من ديكتاتورية صدام حسين، ثم عانى أكثر مع الاحتلال الامريكي لتصل معاناته إلى مستويات مأساوية مع ظهور داعش وفشل النظام القائم عن القيام بأبسط الامور، وهو الدفاع عن الدولة والدفاع عن الناس...

ما زاد الطين بلة أن أحدا في العراق، لا يرى  ولو بقعة ضوء واحدة في آخر النفق...

قوى الظلام المدعومة من الاميريكيين لا تزال قوية وتنتشر في الجيش والمخابرات والشرطة ولها أتباع حتى داخل السلطة المركزية...

 خير دليل على ذلك، ليس فقط مؤتمر اربيل الداعي للتطبيع، وليس أيضاً حرية حركة الأميركيين والإسرائيليين في المناطق الكردية، لا بل ان حرية الحركة هذه قد وصلت إلى داخل المناطق الشيعية والسُنًية... 

الشارع الذي اسقط عادل عبد المهدي الذي كان رأسه مطلوبا اميركيا كان أقوى ما يكون في البصرة...

إذا عدنا إلى تلك الحقبة، نجد أن الأمور كانت تجري لخلق صِدامات اهلية، وربما حتى شيعية شيعية عبر توليد مناوشات بين الحشد وجماعة مقتدى الصدر...
الاميركيون عملوا على هذا، وكذلك فعل السعوديون...

الأرض نفسها كانت خصبة لهذه المحاولات بسبب انتشار الفوضى من جهة... ولكن السبب الأكثر تأثيرا كان انتشار الجهل والعصبية والفئوية...

الحديث يومها عن وجود قناصة على الاسطح كانوا يطلقون النار على الجموع لا يعفي كل الأطراف عن المسؤولية...

 هذا كان يدل على أن الشرطة والجيش لم يكونا بعيدين عما حصل، إذ كيف يمكن انتشار قناصة بهذا الشكل وارتكاب عمليات قتل بلغت العشرات يوميا ثم تكتفي كل الأطراف المسلحة بنفي المسؤولية ولا تقوم ولا حتى بخطوة واحدة لإلقاء القبض ولو على قناص واحد...

قد يكون بين الجموع الكثير من عملاء اميركا، وقد تقتل اميركا حتى عملاءها وهذا حصل أكثر من مرة، وفي أكثر من بلد إذا كان في هذا، خدمة لمصالح الأميركيين...

اميركا، راعية اسرائيل، وعدو الشعب العراقي، لا يمكن أن يكون لها مصلحة في إعادة بناء الدولة في العراق...

ولا يمكن أن تكون ضنينة على وحدة العراق..

بعض ضباط الجيش والشرطة واهمين إن هم اعتقدوا بغير ذلك...

من المنطق جداً تحميل اميركا المسؤولية عن الكثير من الشرور في العالم وفي العراق تحديداً...

لكن يجب الإعتراف أن الفوضى الناتجة عن ضعف البنية التنظيمية للحشد يتحمل جزءًا ولو بسيطاََ من هذه المآسي التي تلحق بشعب العراق...

الاميركيون والقوى الكردية يسعون بلا أي أدنى شك لإضعاف بنية الدولة ومنع إعادة قيامها من أجل خدمة مشروع التقسيم لهذا البلد الذي تلقى صفعة قوية على يد قاسم سليماني، فوُضِع على الرفً بانتظار اللحظة المناسبة...

هم لا ينتظرون هذه اللحظة المناسبة؛ هم يعملون على خلقها...

باستثناء أياد علاوي ومصطفى الكاظمي، يمكن القول إن السلطة كانت طيلة الفترة السابقة في يد القوى المحسوبة على التيار الوطني "الثوري"...

ماذا فعل كل هؤلاء غير التخاصم فيما بين بعضهم البعض، وإعاقة نجاح بعضهم للبعض الآخر...

كل هذه الأطراف تدعي الإنصات للمرجعية والسير على خطى أهل البيت وكل ما يفعلونه لا يمت بصلة لا بسيرة أهل البيت ولا بما تأمرهم به المرجعية الدينية ولا بأي قانون إنساني على الإطلاق..

هل يستطيع أي طرف من هذه الأطراف إعطاء ولو مبرر منطقي واحد عما يجعلهم فرقا متعددة ويمنع وحدتهم على سبيل المثال لا الحصر، لأن المطلوب أكثر بكثير من مجرد الوحدة...

نعم، في القتال ضد داعش، ربما جمعتهم المصيبة فهبّوا هبة رجل واحد... أما فيما غير ذلك، نجد دوما مؤامرات فئوية وحتى شخصية لا تستند إلى أي اساس عقائدي، ألهم إلا إذا اعتبرنا بعض الفوارق الطبقية الضيقة جدا فيما بينهم اختلافا في الجوهر...

مهما كانت نتائج الانتخابات التي سوف تظهر اليوم على الأرجح، سوف تبقى هناك حقيقة واحدة فاقعة...

العراق لا يزال يعيش مأساة إعادة التأسيس وإعادة بناء الدولة...

القيادات، على اختلافها، لا تلعب دورا بنّاءََ...
الشباب الواعي المثقف والذي يمكن التعويل عليه لبناء العراق يزداد بعداََ عن حركة الشارع كل يوم أكثر بعد أن بلغ اليأس بهؤلاء مبلغاً فظيعاََ...

هكذا لا يبقى في الميدان إلا جموع من البسطاء ذوي القابلية القوية للتعصب والفساد...

المأساة أن هذا اليأس قد دفع بعض السذج إلى العودة الى التعلق بحلم الديمقراطية الأميركية الوهمية متناسيا أننا كلنا مجرد أحجار يتم تحريكها أميركيا وفقا لمصلحة تل أبيب في المنطقة...

إذا كانت قيادة من وزن سليماني والمهندس لم تستطع حل أزمة الوعي، سوف يبقى الخوف من أن نجد أنفسنا ندور دوما في نفس الحلقة المفرغة إلى أن تنجح اميركا ومعها القوى الكردية في تنفيذ مؤامرة التقسيم... ويكون على العراق وعلى الجبهة الشرقية السلام في مواجهة الكيان
                       

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري