كتب الكاتب حسين الديراني:  هل يجر مقتدى الصدر العراق نحوالتطبيع؟ 
عين علی العدو
كتب الكاتب حسين الديراني:  هل يجر مقتدى الصدر العراق نحوالتطبيع؟ 
حسين الديراني
15 تشرين الأول 2021 , 10:02 ص
كتب الكاتب حسين الديراني:  سؤال قد يبدو للبعض مستغربا ومستحيلا, لكن التفاصيل ستزيل هذا الاستغراب والاستهجان.  لا شك ان اسم مقتدى الصدر يتصدر الصفحات والقنوات المحلية والعالمية بعد الانتخابات الع

كتب الكاتب حسين الديراني: 


سؤال قد يبدو للبعض مستغربا ومستحيلا, لكن التفاصيل ستزيل هذا الاستغراب والاستهجان. 
لا شك ان اسم مقتدى الصدر يتصدر الصفحات والقنوات المحلية والعالمية بعد الانتخابات العراقية التي جرت بتاريخ 10-10-2021 وما آلت اليه نتائج الانتخابات بفوز كتلته " الكتلة الصدرية " بالعدد الاكبر ضمن كتلة واحدة, والتي لم تصل للعدد الذي تعهد بالحصول عليه تحت شعار " إلا 100 ", بعد اقل من 24 ساعة من انتهاء الانتخابات تسرعت او سارعت " المفوضية العليا المستقلة للانتخابات " لاعلان النتائج سمتها بالاولية وذكرت بها حصول " الكتلة الصدرية " على 73 فائزا بالانتخابات, على اثر اعلان المفوضية النتائج الاولية سارع مقتدى الصدر لالقاء كلمة نارية مكتوبة له بدأها " الحمد لله الذي صدق وعده, ونصر عبده, وهزم الاحزاب وحده, ظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " ثم تحول الى استعارة ايات قرانية كريمة ليضيف على كلمته صبغة الهية, واضاف :" انه يوم انتصار الاصلاح على الفساد. ويوم انتصار الشعب على الاحتلال والتطبيع والمليشيات والفقر والظلم والاستعباد!!!فلا تبعية لاحد بعد اليوم الا لله " ليختم كلمته النارية بالقول :" من الان فصاعدا يجب حصر السلاح بيد الدولة, ويمنع استعمال السلاح خارج هذا النطاق, وإن كان ممن يدعون المقاومة ". للوهلة الاولى ظننت انه ذاهب بجيش جرار لتحرير فلسطين!!!¸ومصطلح " تبعية " اصبح واضحا عند جمهوره بانه يقصد الحشد الشعبي تبعيته للجمهورية الاسلامية الايرانية, بينما الحقيقة ان الحشد الشعبي هو الاكثر ولاء للعراق وتعمد ذلك بالدماء الزكية التي اريقت في دحر الارهاب الداعشي الممول امريكيا وخليجيا.  
لن نخوض بالطعون التي تقدم بها عدد كبير من المرشحين المدعومين بادلة دامغة على التزوير بنتائج الفرز الالكتروني لصالح منافسيهم بالكتلة الصدرية, لان لهذا الامر بحث اخر, وهذا ما اربك المفوضية المستقلة, حيث اضطرت الى تأجيل اعلان النتيجة النهائية لايام عدة, وبات معروفا ان داتا الفرز الالكتروني للانتخابات العراقية موجود في دولة الامارات حيث يمكن التلاعب بها بسهولة لصالح " الكتلة الصدرية ". والامارات اصبحت دولة مفتوحة على مصرعيها للكيان الصهيوني ليسرح ويمرح من دون رقيب. 
ليس خفيا على المتابعين للشان العراقي ان مقتدى الصدر يحمل مشروعا للعراق ظاهره اصلاحي ووطني, وباطنه فساد وتبعية, وينطبق عليه قول الله سبحانه وتعالى " ( واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا إنما نحن مصلحون, الا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ). لذلك يلقى اهتماما كبيرا اقليميا ودوليا, ومقتدى الصدر يعتمد على رصيد شعبي كبير مؤلف من عدة اصناف , الصنف الاول : هم المستفيدون من الانتماء لتياره للحصول على مناصب ووظائف حكومية, واعلامية, ومالية, واغلبيتهم العظمى من البعثيين السابقين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر, النائب حاكم الزاملي ضابط سابق بجيش صدام المقبور, النائب مها الدوري شاعرة صدام وعدي , والالاف غيرهم. فهل سيصلح العراق بهذه الشخصيات التي ارتوت من معين فكر صدام اللعين؟ ام انهم اصبحوا من عباد الله الصالحين؟. 
الصنف الثاني : هم عامة الشعب, منهم من يعتقد انه الامام المهدي, ومنهم من يعتقد انه إله يعبد ويطاع , ومنهم من يعتقد انه ولي معصوم, ومنهم من هو مستعد لقتل عشيرة بكاملها اذا اساءت لمقتدى الصدر, وقد وصفهم يوما ما وانصفهم واطلق عليهم الشعار الخالد " انتم جهلة جهلة جهلة, وتبا لي ولكم ", وهل بهؤلاء الجهلة كما يصفهم سيبني العراق ويحميه من الاخطار؟ ام انهم السبب في تخلف العراق وتراجعه؟. 
واخر لقب حظي به بعد الانتخابات " ولي امر المسلمين ", وهنا نسال كيف يكون وليا لامر المسلمين وهو عاق الوالدين؟ عاق الوالد, عندما يصرح مقتدى الصدر بنفسه ان والده الشهيد المقدس اوصاهم بدخول الحوزة العلمية للتفقه بالدين والابتعاد عن السياسة. اما عقوقه لوالدته يصرح بنفسه خلال لقاء صحفي يساله : " هل تزور والدتك؟, يبتسم ويقول : لا قليل جدا. يسأله لماذا؟ يقول : لانها غير راضية عني, اما عقوقه لاخيه الاكبر مرتضى الصدر قد نفاه الى مدينة قم المقدسة حيث يتفقه بالدين بعيدا عن رعونه اخيه مقتدى. فهل يصلح مقتدى لان يكون قائدا ورائدا للاصلاح؟ وقد مارس تياره كل انواع واشكال الفساد في الحكومات السابقة حيث تولوا عدة وزارات سيادية وخداماتية ولم يرى الشعب منهم الا النهب والسرقات والتعديات والترهيب. 
بعد هذه المقدمة نعود الى صلب الموضوع, هل يجر مقتدى الصدر العراق نحو التطبيع؟ أقول نعم للاسباب التالية. 
اولا : عام 2012 قدمت عميلة الموساد الاوكرانية الجنسية " اينا رويتر " ملفا لمقتدى الصدر يتضمن مشروع " الديانة الابراهيمية الجديدة " وهو مشروع تطبيعي كما ظهر للعلن مؤخرا, وحينها صرحت " اينا رويتر " ان زيارتنا للسيد مقتدى الصدر كانت ناجحة جدا وابدى تعاونه وتياره معنا, والذي ادخلها الى العراق " الشيخ اسعد الناصري " الذي تم طرده من التيار عام 2020 وكان من اقرب المقربين لمقتدى الصدر. 
ثانيا : لقد اثنى مقتدى الصدر على مشروع الديانة الابراهيمية الجديدة في تغريدة له العام الماضي خلال زيارة البابا التاريخية للعراق. 
ثالثا : لقد صرح القيادي السابق في التيار الصدري بهاء الاعرجي خلال لقاء صحفي ان اول المطبيعين في العراق يخرج من النجف, واحدث هذا التصريح جدلا واسعا في العراق, حتى تبين انه يقصد مقتدى الصدر بعينه. 
رابعا : ارتباط مقتدى الصدر بعمقه العربي كما يسميه, السعودية والامارات والبحرين, وقد صرح يوما ان  السعودية بمثابة الاب للجميع !!!, فاذا كان الاب سائرا نحو التطبيع فمن المؤكد الابناء سائرون خلف الاب طاعة وولاء, الا اذا اختار عقوقه كما عق ابيه الشهيد سابقا, واظن انه لن يعقه لانه مصدر تمويله وتموينه وولي نعمته. 
اما الشعارات المنددة بالتطبيع التي يرفعها, وشعار " كلا كلا اسرائيل " هذه شعارات مخدرة لجمهوره وتنطلي عليهم فقط, ولا تنطلي على العقلاء واهل السياسة, والمحللين السياسيين المتابعين. ولقد كانت تل ابيب اول المرحبين بنتيجة فوز الكتلة الصدرية. وعبر عن ذلك " روعي كايس " عن هيئة الاذاعة الصهيونية كان نيوز: " نحن الان على المسار الصحيح وبقيادة عراقيون في اشارة الى مقتدى الصدر وخسارة مليشيات ايران في مجلس النواب ". 
وكانت هناك توصيات واستشارات ونصائح تم توجيهها من قبل محللين سياسيين خليجيين واسرائيليين تفيد بانه يجب دعم مقتدى الصدر وتياره للسيطرة على العراق لانه الوحيد الذي يستطيع خوض حرب ضد الحشد الشعبي واغراقه في حرب اهلية, وكل هذه الاستشارات والتوصيات مستخلصة من دراسة شخصية مقتدى الصدر المهزوزة والتي تشبه شخصية وليد جنبلاط اللبناني المتقلبة, واصرار مقتدى الصدر على حل الحشد الشعبي او دمجه هو مطلب خليجي امريكي اسرائيلي لتسهيل امر التطبيع وقمع من يرفضه, ومطالب وامنيات مقتدى الصدر تشبه مطالب وامنيات فريق 14 اذار في لبنان الذي ينام ويستيقظ على المطالبة بتجريد المقاومة الاسلامية اللبنانية من سلاحها وتسليمه للدولة. 
سيبقى الحشد الشعبي غصة في حلق مقتدى الصدر ومن يسانده ومن يدعمه حتى لو كان رئيس الوزراء العراقي صدري " قووووح " كما رئيس الوزاء اللبناني " امريكي قح ". 
واخيرا : نصيحة لمقتدى الصدر لا تلعب بالنار.... 
 

  

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري